السعودية: العين على 2020 لتحقيق الجودة الشاملة في المناهج التعليمية

مختصون يطالبون بجوائز عالمية على غرار الطرحين الأميركي والياباني

جودة المناهج الطريق الأمثل لامتياز التعليم
TT

طالب مختصون في الجودة الشاملة بأهمية إدراجها في المناهج الدراسية، أسوة بدول متقدمة، مؤكدين أن تطبيقها سيرقى بالتعليم العام والعالي بشكل كبير إلى مصاف العالمية.

وقال الدكتور عايض بن طالع العمري، رئيس الجمعية العربية للجودة لـ«الشرق الأوسط»: «يعتبر التعليم من أهم القطاعات لرقي وتقدم أي دولة في العالم بحكم أنه حيوي يوازي قطاع الصحة»، معتبرا التعليم والصحة قطاعين مهمين جدا لتنمية الشعوب حول العالم.

وأكد العمري، أن أهمية التعليم تكمن في جودته لمخرجاته ومنهجياته وللعمليات التي تتم من خلالها الصفوف التربوية والحصص، ولا تكون تلك المخرجات قوية إلا من خلال توافر الجودة بها.

وبين رئيس الجمعية لـ«الشرق الأوسط» أن دول العالم المتقدمة قد أولت هذا الموضوع اهتماما كبيرا وأدركت أهمية الجودة في التعليم وأدرجت لها نماذج وجوائز عالمية، ففي الولايات المتحدة الأميركية هناك جائزة تدعى الجائزة الأميركية الوطنية بها فئة خاصة للجودة في التعليم.

وفي اليابان هناك جائزة ويتم تدريسها في التعليم العام والعالي من قبل مختصين وعلماء الجودة.

وحول السعودية، قال العمري «يوجد إدراك من قبل الدولة، وقد بدأنا في حراك من قبل التعليم العالي والعام ومن مؤشرات ذلك الاهتمام ببرنامج يسمى الهيئة الوطنية للاعتماد الأكاديمي، وهو يعتبر خطوة أولى نحو الجودة، وكذلك الجامعات السعودية الكبرى أنشأت كليات وعمادات تضع برامج للجودة الشاملة في تلك الكليات».

وبين العمري أن «البلاد تعيش غرس الجودة وستجني الثمار قريبا من خلال افتتاح مراكز متخصصة في الجودة الشاملة وتطبيقاتها»، وحول التعليم العام قال الدكتور العمري «أطلقت وزارة التربية والتعليم جائزة التميز في التعليم وبدأت تطبيق هذه الجائزة الآن على المدارس وتشمل الطلاب والمعلمين».

وذكر العمري أن «هيئة المواصفات والمقاييس التي ترعى جائزة الملك عبد العزيز للجودة أدركت أهمية الجودة في التعليم، وتم إدراج فئة قطاع التعليم وباتت هناك جائزة للجودة في التعليم بدءا من الدورة القادمة، وستتنافس المدارس والجامعات السعودية قريبا على هذه الجائزة الوطنية».

وكشف الدكتور العمري عن الخريطة الوطنية للجودة التي أسسها المجلس السعودي للجودة بالمنطقة الغربية، والتي تشتمل على 8 مراحل، واحدة من مراحلها هو إدراج الجودة في المناهج التعليمية السعودية. وبين رئيس المجلس السعودي للجودة أن ماهية الخريطة الوطنية للجودة أن تصبح قضية وهاجسا على المستوى الوطني، وبالتالي يبدأ نشر ثقافة الجودة.

وقال هاشم جوهر، مسؤول لجنة الجودة في التعليم بالمجلس السعودي للجودة لـ«الشرق الأوسط»، إن إدراج الجودة ضمن مناهج التعليم سيثري جوانب عدة من أهمها تعريف الطلاب بماهية الجودة الشاملة، وربط الجودة بالجانب الإسلامي كهدف رئيسي وهي من مبادئ الإسلام وتعزيز القيم التي تدعو للجودة وإتقان العمل وتعويد الطلاب عليها كي تصبح سلوكا لدى الناشئة، وبالتالي تكرس في حياتهم وتصبح كمطالبة في بقية حياتهم المستقبلية.

وأضاف جوهر «تطبيق الجودة في المناهج بشكل مبكر يجعل منها تطبيقا يوميا حياتيا على حياة الأفراد، والطلاب جزء أساسي منهم، والتعرف على أدوات التحسين وتعريف الناشئة عليها لتكون سلوكا يوميا». وبين رئيس لجنة التعليم في الجودة أن لجنته ركزت في الآونة الأخيرة على نشر ثقافة الجودة لدى القيادات التعليمية في التربية والتعليم وركزنا على الممارسات الحديثة في الجودة كثقافة المعايير والاعتماد الأكاديمي، والتي لم تتوافر في المجتمع سابقا، والتحسين المستمر، وكانت معظم أهدافنا وعرض التجارب الجيدة العالمية ونقلها للميدان كأفضل الممارسات وفتح باب البحث والمشاركة في هذا العمل.

وأكد جوهر أن هناك «إقبالا كبيرا من قبل التربويين والتربويات خلال الفترة الماضية، حيث لم نجد أماكن للحضور بسبب الازدحام من كثرة الحضور خلال اللقاءات والمؤتمرات التي نطبقها للجودة في التعليم».

وبين الجوهر أن «تطبيق الجودة في التعليم منهجيا سيجعل من العمل وفق منهجية واضحة، وننتقل من الإدارة المزاجية، وأسلوب انتظار المشكلة لحلها إلى إدارة مختلفة، وهي إدارة التحسين للجميع، وسيكون العمل مجدولا ومتزامنا، وأيضا ننتقل إلى ثقافة توقع المشكلة قبل حدوثها وحلها قبل حدوثها، وسيكون هناك لوائح، وأنظمة واضحة للأمن والسلامة ولن يصبح العمل فقط على المدير، بل سيصبح موزعا بشكل منظم على الجميع».

في حين قال الدكتور سليمان بن إبراهيم القوزي، المختص في الجودة، إن رؤية خادم الحرمين في برنامج 2020 مطلب أن تكون الجودة في كل الدوائر الحكومية، بالنسبة لجانب التربية والتعليم الذي يحتاج لتطبيق هذه الأنظمة من ناحية ميدانية، في جانب الحصص المدرسية والهيكلة التعليمية، وإعطاء الجودة في المناهج سيبسط الكثير من الأمور ويجعل كل الأوامر المدرسية واضحة لا تحتاج إلى إيضاح.

وبين القوزي أن هناك وكالات للجودة، وهي تحتاج إلى التزام، ونشر ثقافة الالتزام ليس بالأمر السهل، ولكن هناك خطوات لذلك من خلال وسائل الإعلام والبرامج وجوائز الجودة.

وأكد القوزي أن تطبيق الجودة في المناهج السعودية سيضمن تطوير أداء جميع العاملين عن طريق تنمية روح العمل التعاوني وتحقيق نقلة نوعية في عملية التربية والتعليم، وضبط وتطوير النظام بالمؤسسة التعليمية والاهتمام بمستوى الأداء لكل العاملين فيها، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لتلافي الأخطاء قبل وقوعها.

وأضاف عضو المجلس السعودي أن تطبيق الجودة سيسهم في الوقوف على المشكلات التربوية والتعليمية في الميدان، وكذلك التواصل التربوي مع الجهات الحكومية والأهلية التي تطبق نظام الجودة، والوفاء بمتطلبات الطلاب وأولياء أمورهم والمجتمع.

وأكد أحد أعضاء المجلس السعودي أن هناك مشكلة قائمة من خلال عدم تطبيق الجودة في التعليم من خلال قادة التعليم وهم لا يتبنون تلك الثقافة تبنيا كاملا من خلال تبني المسؤول من خلال المطالبة بالعمل الإداري اليدوي، الروتين القديم الذي يتمرس عليه على الرغم من وجود النظام المريح ولكن لا يريدون الخوض فيه، وهذا من أسباب عدم نجاح الجودة في التعليم بشكل كبير.