أزياء حفلات تخرج الطالبات.. بين الحراك الثقافي وصرعات الموضة

نياشين النجاح والتتويج بين الكلاسيكية والابتكار

أزياء التخرج آخر سلم تعليمي لنهاية العام الدراسي
TT

تعد عباءات التخرج في السعودية للفتيات، أكثر من عباءة، بل خليطا من الأزياء والموديلات التي تعد وتجهز فقط ليوم واحد من كل عام، إذ تعتبر تلك التجانسات علامةً فارقة يختتم بها الطلاب والطالبات عاما دراسيا متفردا في العالم العربي بأكمله.

محلات الأزياء وجنون الموضة أوجدت لنفسها موضع أثر في جميع حفلات التخرج في السعودية، وشهدت حراكا ثقافيا وصرعات للموضة، حيث فرضت تلك «الفانتازيا» جنون المشهد، وباتت الأنظار تلاحق تصاميم مختلفة ليوم تعليمي متميز.

الأمر في السعودية بات يأخذ مشهدا مغايرا، إذ شهدت قاعات الأفراح حجوزات مبكرة بغية الحصول على ليلة مؤكدة لإعلان فرحة جماعية للتخرج، إذ تتمازج تلك الليلة بـ«تقليعات» غريبة، بعضها في تصاميم الأزياء، والبعض في البرامج المعدة.

فيصل المديني، مصمم أزياء سعودي، ذكر أن معظم الحفلات تتزامن مع نهاية العام الدراسي، وغالبيتها تكون حفلات جماعية حيث تطلب كثير من المجاميع تصاميم موحدة للوصول إلى تناغم موحد في أشكال الأزياء وألوانها، وتعتبر مقدمات للدخول في برامج احتفالات للبنات بحضور أمهات الطالبات في قاعات الاحتفال.

وأفاد المديني معظم طلبات الطالبات في أزياء التخرج تطلب لبس قبعات التخرج على الطريقة الأجنبية، مع مراعاة إدخال موروثات عربية على تلك التصاميم وإدخال زخرفة مخصصة تتمثل في طلبات خاصة بالتناسق مع الديكورات المخصصة لتلك الليلة العمرية.

وزاد بالقول: «كل تلك التصاميم تهدف لإبراز أفضل الأفكار في مجال التصميم والتطريز خاصة من أوساط الفتيات لتقديم الدعم الفني وتأهيلهن للانخراط في سوق العمل السعودية، حيث تدور فكرة التصاميم حول اكتشاف بعض المصممات من الفتيات في مجال التصميم وتدريبهن وتأهيلهن على استخدام برامج وأدوات التصميم الحديثة لتمكينهن من صقل مواهبهن والاستفادة منها بصورة عملية.

من جهتها قالت فايزة الأهدل، إن تصميم الأزياء فن من الفنون التطبيقية المتخصصة لتصميم الملابس وهو فن وقتي أو موسمي نستطيع القول حيث يتأثر بما حوله ويعتبر من توابع الحياة الثقافية والتأثيرات الاجتماعية ويتسم هذا الفن بالتجديد والتنوع والإبهار موسما بعد موسم، موضحةً أنه فن بدأ يأخذ طريقه بشكلٍ جوهري في السعودية وباتت حفلات التخرج سمة واضحة تنطلق منها تلك الرؤى والتصورات في ختام الأيام التعليمية.

وأشارت بالقول: «عالم الأقمشة يؤثر كثيرا على عالم الأزياء ونستطيع القول إن صناعة الأقمشة هي المحرك الأول لوضع أساس الموضة في كل سنة طبعا، حيث تأخذ الأيام التعليمية طابعا كلاسيكيا خاصا يتسم ببعض اللمسات الخفيفة الخاصة، حيث يفضل قبل أن تتسم تلك الأفكار بالجماعية دونما تفرد حالة عن الأخرى في التصميم، وأن تكون هناك فكرة أساسية وثابتة بحيث لا تأخذ تلك التصاميم مزيدا من الوقت، وتهدف إلى الخلوص لأفكار تعليمية متزنة».

وأفادت الأهدل بأن الألوان والاهتمام بتناسقها مهمة جدا فهي عامل أساسي في ظهور التصميم بشكل جميل، فمثلا التصاميم التي تدل على الفرح يفضل أن نستخدم لها ألوانا فاتحة والتصاميم التي تدل على الحزن نستخدم لها الألوان الغامقة. والألوان من أهم الأشياء في التصميم وهي ما يمكن أن يشكل فرقا بين التصميم الجيد والتصميم السيئ، وبين التصميم الجميل والتصميم القبيح، ودون الاستعمال الجيد للألوان، تصميمك لن يؤثر عليك كما كنت تتوقع.

شيماء الحسني، طالبة وخريجة جامعية ذكرت أن يوم التخرج يعتبر عند كثير من الطالبات يوما مهما من أيام العمر حيث يتم لهذا اليوم الاستعداد مبكرا لما لا يقل عن شهرين ويجري اختيار الأقمشة وأهم الألوان التي تميز كل عام وتجري ترتيبات متكاملة في هذا السياق، حيث تعمد تلك الأفكار إلى خلق أبعاد متجانسة في الأزياء والذوق العام.

وأفادت الحسني بأن كثيرا من الأناقة يعتمد على اختيارات الطالبات ومدى تفهمهن لما تعنيه تلك الليلة خاصة مع رفقة تعليمية أمضوا معا عمرا طويلا، وكانت تلك الأطروحات هي عبارة عن توثيق لمراحل تاريخية ومفصلية في حياة المتعلمات والخريجات على اختلاف الفئات السنية الثلاث التي يسعى فيها كل جيل نحو تقديم أطروحته وفكره ومنهجه.