مبتعثون ينشئون أول ملتقى للحوار الوطني خارج السعودية

يهدف إلى تعزيز اللحمة الوطنية والحس الوطني لديهم

TT

من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية للمبتعثين، وتعزيز الانتماء لوطنهم، ودعم لغة وثقافة الحوار لديهم إناثا وذكورا، وتعزيز صياغة الوسطية والاعتدال من خلال الحوار البناء، أطلقت الهيئة الإدارية لأندية الطلبة السعوديين بالمملكة المتحدة أول ملتقى للحوار الوطني للسعوديين يقام خارج السعودية، بإشراف من مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وبرعاية الندوة العالمية للشباب الإسلامي.

وقال الدكتور محمود الحربي، مدير مجموعة «كواليتي سايد» البريطانية صاحبة فكرة عمل ملتقى الحوار الوطني خارج السعودية ومنظمة الملتقى، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن «الملك عبد الله حينما أطلق فكرة الحوار الوطني كان المستهدف بالدرجة الأولى الشباب، والأمور التى تدخل على عقليات الشباب، فوجدنا أنه في بريطانيا هناك عدد كبير يصل إلى 30 ألفا من المبتعثين ومرافقيهم، وجميعهم في سن الشباب تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما». ويتابع «لا شك أن جميعهم يواجهون قضايا حضارية وفكرية قد تسبب الخلاف والفرقة بينهم أو مع غيرهم من الجاليات المختلفة هناك، فوجود الشباب هناك وسط كل تلك المعطيات الجديدة عليهم يحتم إنشاء ملتقيات وطنية، وهو ما يستدعي قيام دورات متواصلة حول ثقافة الحوار لإبراز أهميته ودوره في مواجهة الخلافات، وتوعية الطلاب المبتعثين في بريطانيا، وإعدادهم لمواجهة أي من المتغيرات التي من شأنها أن تؤثر عليهم». ويهدف ملتقى الحوار الوطني، الذي يقوم عليه مجموعة من المبتعثين وينظم في مدينة مانشستر بالتعاون مع الملحقية الثقافية بلندن ممثلة بأندية الطلبة السعوديين، ومجموعة «كواليتي سايد»، إلى نشر ثقافة الحوار بين الطلبة والإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال من خلال الحوار البناء، وتأهيل مدربين معتمدين يتولون تدريب زملائهم المبتعثين في كل المدن البريطانية.

وحول القضايا التي يركزون عليها بين الحربي أنهم سيعملون على ثلاثة محاور رئيسية، وهي قضية تدريب مجموعة من المبتعثين المؤهلين للتدريب، وفق شروط دقيقة يتم اختيار الأشخاص بناء عليها، على أن يتم تدريب 30 شخصا في الدورة الواحدة، وذلك خلال شهر كامل، بمعدل 25 ساعة، حول ثقافة الحوار. أما المحور الثاني فهو أن يتم تكليف كل الأشخاص الذين تجاوزوا المرحلة الأولى للقيام بعمل دورة تدريبية لطلاب آخرين، في مدن بريطانيا أخرى، عبر ثلاث دورات خلال الأشهر الأربعة القادمة، وتستهدف هذه البرامج التدريبية ما لا يقل عن ألفي مبتعث ومبتعثة.

من جانبه، أكد الدكتور محمد سعيد دماس، نائب المشرف العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي للبرامج الخارجية، لـ«الشرق الأوسط»، على أن عقد الملتقيات «لا شك أنه يعزز ويدعم من ثقافة الحوار، لا سيما أن شريحة المبتعثين خارج المملكة هم من الشرائح المنتقية، لذلك كان لا بد من الاهتمام بهؤلاء وتعزيز الانتماء الوطني لديهم، وإعطائهم الجو الحواري الذي كان منبع التحرك داخل المملكة، ونظرا لأن هذه التجربة كانت جديدة عليهم، وعلينا جديدة نوعا ما، كان مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني قد دعمنا بحقائب تدريبية». وقال «كنا حريصين على أن تكون لدينا مساهمة أو دعم للحوار الوطني الذي عرض علينا في المملكة المتحدة، للطلاب المبتعثين، خاصة أن لدينا مكاتب بلندن لنشر الوسطية في الدين الإسلامي وبعض النواحي الإيجابية للمجتمع البريطاني، وإعطائه صورة إيجابية عن الإسلام»، مشددا على ضرورة تبني لغة وثقافة الحوار وتعزيزها لدى الشباب تحديدا، إناثا وذكورا، حتى يسهموا في بناء مستقبل هذا الوطن في جو حضاري، وفيه نوع من احترام الرأي والرأي الآخر، بشكل أعمق، على نحو يسهم في إعادة صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح.

وبالعودة إلى الدكتور محمود الحربي، مدير مجموعة «كواليتي سايد» البريطانية، فقد بين سبب اختيار بريطانيا دون عن غيرها من الدول لأنها ثاني دولة بها مبتعثون، وعلى مساحة جغرافية صغيرة، إذا ما قورنت بالولايات المتحدة صاحبة النصيب الأكبر من المبتعثين السعوديين، كما أننا نسعى إلى تعميم التجربة إلى دول الابتعاث الأوروبية مثل الولايات المتحدة، وأستراليا، وباقي دول أوروبا، مؤكدا أن برامج ملتقيات الحوار الوطني تقام كلها في العطل الأسبوعية، وهذه البرامج ربما لن تستغرق في العام كله أكثر من 25 إلى ساعة، يعني في الأسبوع ساعة واحدة.

وعن طبيعة البرامج التدريبية التي يتم تدريب المبتعثين عليها قال «هي عبارة عن حقائب جاهزة لدى مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، تدرب على ثقافة الحوار الوطني، وكيف يكون الشخص أكثر انفتاحا، ويكون لديه إبداع في التدريب، وكيف ينمي مهارات التدريب والتواصل مع الآخرين، وكيف يتقبل الإنسان الآخرين، والتعايش مع ذلك الاختلاف».

إلى ذلك، كان قد شارك في حفل افتتاح ملتقى الحوار الوطني الذي أقيم بقاعة المؤتمرات والتدريب في فندق «سيتي تور»، كل من الدكتور فهد السلطان نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار، والدكتور محمد بادحدح الأمين المساعد للندوة العالمية للشباب الإسلامي، والدكتور أحمد تركستاني مدير الشؤون الثقافية بالملحقية الثقافية، والأمير بدر بن سعود رئيس الهيئة الإدارية لأندية الطلبة السعوديين بلندن، والذين أكدوا في كلماتهم على أهمية تدريب المبتعثين على الحوار كونهم يواجهون في أماكن ابتعاثهم قضايا حضارية وفكرية قد تسبب الخلاف والفرقة بينهم أو مع غيرهم من الجاليات المختلفة.