كردستان: ازدياد ظاهرة الاعتداء على المدرسين

مدير عام «تربية أربيل» لـ «الشرق الأوسط»: نسعى لاستعادة القيم التربوية الصحيحة

TT

في مبادرة منه للقضاء على الروتين وتعطيل معاملات المراجعة، اتخذ مدير عام تربية أربيل قرارا يقضي بمنع عقد أي اجتماعات رسمية داخل مديريته إلا خارج الدوام الرسمي المحدد، ولتشجيع رؤساء الأقسام، بادر بنفسه عندما أعلن عن دوام مسائي يلتزم به يوميا عدا أيام الجمعة.

ولدى بكر كريم، مدير عام تربية أربيل، تصور خاص حول كيفية التغلب على الروتين وخدمة المواطن، خصوصا المراجعين لدائرته، ويحددها لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «أولا؛ منعت الزيارات الخاصة لدائرتي والتي كانت تستقطع جزءا كبيرا من دوام الموظفين، وطلبت من مديري الأقسام جميعا نقل اجتماعاتهم الدورية إلى خارج الدوام الرسمي لكي لا تتعطل أعمال المراجعين».

وفي الشق الثاني من المهمة، يهتم كريم بمسألة سوء العلاقة بين الطالب والمعلم الذي وصل في كثير من الأحيان إلى تجاوزات مرفوضة تربويا واجتماعيا، وذلك من خلال تصاعد الاعتداءات المسلحة من الطلبة على المعلمين التي أصبحت تشكل ظاهرة غريبة في مدارس كردستان، لعل آخرها كان قتل أحد المدرسين الأميركيين في مدرسة خاصة بمدينة السليمانية وانتحار الطالب، ويقول: «لا بد من استعادة القيم التربوية والاجتماعية التي فقدناها حاليا، ونسعى إلى ذلك بكل جدية وإصرار، لأنه لا يجوز أن يتعامل الطلبة بهذا الأسلوب الشائن مع من يعلمونهم». ويرى كريم أن «معالجة هذه الظاهرة الخطيرة تستدعي العمل في اتجاهين؛ الأول الارتقاء بالمستوى الثقافي والتعليمي للمعلمين والمدرسين، والثاني دعوة أولياء أمور الطلبة لمشاركتنا في التوجيه والإرشاد». ويشكو كريم من وجود «تقصير كبير» من جانب أولياء الأمور، ويقول: «هناك العديد من الآباء والأمهات لا يعرفون في أي مرحلة دراسية يدرس أبناؤهم، لذلك فإن معالجة الوضع تحتاج إلى الارتقاء بمستوى التعليم، كما تتطلب مساهمة أولياء الأمور في توجيه الأبناء».

وعن النظام التعليمي الجديد الذي يواجه رفضا من عدد كبير من الطلبة، قال كريم: «ليس هناك نظام في العالم يرضي الجميع.. مدارسنا اعتادت النظام القديم، وهذا أمر طبيعي، ولكن قيادة الإقليم تسعى بجدية نحو تحديث النظام التربوي والتعليمي بما يتوافق ويتماشى مع المعايير الدولية، النظام عموما فيه نقاط إيجابية كثيرة تسهم في رفع مستوى التعليم، وفيه أيضا جوانب سلبية ألخصها في نقطتين: الأولى؛ الفوضى الكبيرة في التعليمات وتشعب البرامج المتعلقة بتطبيقها. والثانية؛ عدم هضم النظام حتى من قبل المعلمين أنفسهم، وهذا يتطلب المزيد من الوقت، لذلك أعتقد أن الحل الوسط هو إعطاء حرية اختيار الصيغة للطلبة الذين يؤدون الامتحانات النهائية، سواء وفق النظام القديم أو الجديد، وأقترح إعطاء حوافز للطلبة الذين يلتزمون بالنظام الجديد كتخصيص خمس درجات إضافية لهم في حال أدائهم الامتحانات وفق النظام الجديد.. أعتقد أن التطبيق يحتاج إلى إجراءات تدريجية لكي يؤتي ثماره».