النوادي الصيفية للأطفال.. فرصة البحث عن «النابغة»

تنظيم لأوقات الطفل وتنمية لمهارات التواصل الاجتماعي

الصيف موسم ساخن لتنمية مهارات الأطفال في مختلف الأعمار
TT

تعد فترة العطلة الصيفية فرصة لإكساب الطفل مهارات تتناسب ومستواه العمري، لا سيما الأطفال في سن ما قبل التعليم والمدرسة وهي ما يطلق عليها سن الحضانة، التي يتراوح عمر الطفل فيها ما بين 3 و5 سنوات. حيث يحرص المختصون والتربويون على تكييف الطفل على الابتعاد عن الوالدين دون شعور بالخوف والقلق، والاعتماد على النفس.

وتعتبر هذه المرحلة العمرية مرحلة ذهبية في حياة الطفل لتعليمه بعض الأساسيات التعليمية كالحروف العربية والإنجليزية، والأرقام، وتجربة المربى لبعض التجارب العلمية المبسطة، إضافة للفنون من أعمال فنية يعدها الطفل وموسيقى لتنمية مواهبه وصقل مهاراته. ويرى الأهالي أن التحاق الأطفال بالنوادي والمخيمات الصيفية، قد يسهم في تنمية مهارات الفئة العمرية في سن الحضانة، خصوصا عند إقامة برامج صيفية يشرف عليها تربويون تجمع بين الأطفال بمختلف الأعمار. وتسعى النوادي بدورها إلى خلق بيئة استثنائية للطفل تجعله يعود إليها برغبته لا مجبرا، بجعل النادي مشوقا لأن يقضي فيه نصف يومه يرسم ويتعلم بل ويطبخ بنفسه. وتعمد بعض النوادي إلى إخراج الأطفال في رحلات خارج النادي لكسر الروتين الذي يسببه الذهاب اليومي للنادي. وتنشأ النوادي الصيفية بمبادرات من تربويين أو من خلال فتح المدارس أبوابها فترة الصيف لبدء برامج المخيمات الصيفية لطلابها، كذلك بعض المعاهد الخاصة بتعليم اللغات والحاسب التي تخصص ما يقارب الشهرين لاستقبال الأطفال ببرامج خاصة، كالمعهد السعودي الفرنسي الذي يخصص شهر الصيف للأطفال فقط من سن الـ7 إلى الـ12 لتعليمهم مبادئ اللغة الفرنسية بأسلوب التعليم بالترفيه.

وذكرت السيدة مها صاحبة النادي الصيفي «بمبولينا» لـ«الشرق الأوسط» أن النادي يستقبل الأطفال كل صيف منذ افتتاحه قبل 5 سنوات، في فترة صباحية تمتد لـ4 ساعات و4 ساعات أخرى في المساء، حيث يشتمل على برامج تعليمية وترفيهية للأطفال من السنة الثالثة إلى العاشرة. وأشارت السيدة مها إلى أن النادي يحتضن أكثر من ركن للأعمال الفنية، والطبخ، وقراءة الكتب، والاستكشافات العلمية، إضافة إلى نشاط الدراما الذي يقوم الأطفال فيه بالتمثيل مع الغناء عند تعلمهم الأحرف والأرقام.

وبينت السيدة مها أن هذا العام لأول مرة تشارك جمعية التوحد مع نادي «بمبولينا» في إلحاق الأطفال التوحديين ضمن البرنامج التعليمي الترفيهي بالفترة الصباحية وبإشراف أخصائيات التوحد بأنفسهن.

ويشتكي بعض الأهالي والمربين من غلاء مبالغ الالتحاق بالنوادي الصيفية التي توازي دفع ما بين 100 و400 دولار أسبوعيا للطفل الواحد، خصوصا ما إذا كان البرنامج الصيفي ترفيهيا بحتا ولا يشمل الجانب التعليمي؛ حيث يلجأ بعض الأهالي عوضا عن النوادي إلى إلحاق أطفالهم لساعات قليلة بمراكز الرعاية اليومية للأطفال الأقل كلفة.

وأوضحت مشرفة مركز رعاية الطفولة في أحد مراكز التسوق بالرياض، أن الأهالي يحتاجون أحيانا وضع أطفالهم في مراكز رعاية يومية للأطفال لساعات قليلة في النهار، للتسوق أو لحضور مناسبة معينة تتطلب بقاء الطفل مع من يرافقه، مقابل أجرة بالساعات تشمل رسوما إضافية للوجبات في حال الرغبة بذلك. وتشتمل تلك المراكز على أركان مبسطة للترفيه مخصصة للأطفال من سن الثالثة إلى العاشرة، بتجهيز ركن للسينما وركن للرسم في الوجه ومطبخ وركن للأشغال الفنية.

ويبقى الهدف من التحاق الطفل بالنوادي أو مراكز الرعاية اليومية، هو عدم إهدار الإجازة الصيفية وعدم اعتياد قضائها في المنزل أمام التلفاز أو الكومبيوتر، واستغلال سن الطفل مبكرا بإشغاله بأدوات وأعمال تنمي مهاراته وترفع معدل نشاطه عند تنظيم وقته خلال الصيف، علاوة على أنها تتيح له فرصة التفاعل مع مجموعات من الأطفال في سنه بشكل منظم، ليتعلم التواصل والتفاعل مع الآخرين.