أميركا تقود حملة واسعة لمكافحة «الغش» بعد تفشيه في مدرسة بنيويورك

80 طالبا تورطوا في العملية عبر الرسائل النصية

TT

قال بعض الطلاب إن مسؤولي «مدرسة ستايفسنت الثانوية»، التي تقع في مانهاتن السفلى في نيويورك، يحققون الآن في حالة غش واضحة تورط فيها أكثر من 80 طالبا قاموا بالغش في الامتحانات عبر إرسال الرسائل النصية إلى بعضهم. يعد هذا الموقف بمثابة اللمحة البسيطة على ما يطلق عليه البعض مشكلة الغش المتفشية في واحدة من أكثر المدارس الحكومية المرموقة في مدينة نيويورك.

قام ستانلي تيتل، مدير «مدرسة ستايفسنت الثانوية»، بمصادرة هاتف جوال من أحد الطلاب خلال أحد الامتحانات في يوم 18 يونيو (حزيران)، حيث وجد بعض الرسائل النصية على الهاتف تشير إلى قيام الطلاب بتبادل المعلومات أثناء الامتحانات، مما دفعه إلى كتابة خطابات بهذا المعنى وإرسالها إلى أولياء أمور هؤلاء الطلبة المتورطين في الغش. وفي تلك الخطابات، التي تمكنت صحيفة «نيويورك تايمز» من الحصول عليها والتي يؤكد الطلاب أنه قد تم إرسالها إلى أولياء أمور 92 طالبا، كتب تيتل ليقول: «لقد اكتشفت حدوث انتهاك خطير للغاية».

أشار مسؤولو التعليم في المدينة إلى أنهم يحققون في هذه المسألة، مؤكدين أن مستشار التعليم في المدينة «غاضب» من هذه الأحداث. أكد أحد مسؤولي التعليم المطلعين على بواطن الأمور أن عدد الطلاب المتورطين في قضية الغش يبلغ 80 طالبا، وأن هذا الرقم مرشح للزيادة.

وفي هذه الخطاب، حث المدير أولياء الأمور على الحديث مع أولادهم حول «ضرورة أن يظل الشخص أمينا وأن يحافظ على أهدافه الأكاديمية أثناء مرحلة الدراسة في مدرسة ستايفسنت الثانوية وما بعدها». أضاف المدير أيضا أنه سيتم حرمان هؤلاء الطلبة من ميزة مغادرة المدرسة أثناء أوقات الدراسة لتناول الطعام خلال عامهم الأخير في المدرسة، وأنهم سيحرمون أيضا من عضوية التنظيمات القيادية في المدرسة، مثل اتحاد الطلبة، وهو ما يمثل ضربة قاسية بالنسبة للطلبة الذين يريدون الحصول على سيرة ذاتية جيدة تمكنهم من الالتحاق بالجامعات.

تم الكشف عن تلك التحقيقات بصورة موسعة يوم الثلاثاء، حيث يحقق مسؤولو المدارس في المزاعم الخاصة بقيام أحد الطلاب بتصوير الامتحانات وتبادل الإجابات مع قائمة طويلة من الطلبة. ولكن خلافا لبعض التقارير، لم يتم طرد الطالب الذي تم ضبطه بالهاتف الجوال، حسبما صرحت إدارة التربية والتعليم في البيان الرسمي التي أصدرته.

أكد البيان أن الإدارة «تأخذ مزاعم الغش على محمل الجد وأن لديها نظاما خاصا تتبعه فيما يتعلق بالتحقيق ومتابعة الإجراءات التأديبية كلما استدعت الحاجة»، وأن الإدارة: «تعمل مع المدرسة على تصحيح الإجراءات التأديبية».

أكد الكثير من الطلاب أن الغش ما هو إلا عرض من أعراض مشكلة أكبر وأوسع انتشارا موجودة في المدرسة، حيث تحتدم المنافسة على المراكز الأولى، مما يلقي بظلاله على جوهر العملية التعليمية ككل.

يقول بريندان تويوشيما، 17 عاما وطالب في الصف الثالث من المدرسة، مشيرا إلى الغش: «لسوء الحظ، فهو يمثل جزءا قويا من الثقافة هنا»، مضيفا أنه يتمنى «لو كان هناك المزيد من التركيز على محاولة التعليم».

يقول زان ستيرلينغ، 15 سنة وطالب في الصف الثاني من المدرسة: «أنا لا أغش، ولهذا السبب درجاتي منخفضة».

ومنذ عامين، قالت صحيفة الطلبة، «ذا سبكتاتور»، في افتتاحيتها: «إن عمليات الغش الأكاديمية شديدة التأصل»، ولكن نادرا ما يتم المعاقبة عليها، مضيفة: «إذا سرت في أي رواق من أروقة المبنى، فمن شبة المؤكد أن ترى الطلبة يقومون بنسخ الواجبات المنزلية من بعضهم البعض».

لم تلق الصحيفة باللائمة على المنافسة في شيوع حالات الغش هذه، وإنما على التركيز على التلقين والاختبارات النمطية التي تحط من قيمة التعليم وتساهم في انعدام الثقة بين الطلبة والمدرسين. بينما زعمت مقالة ساخرة في العام الماضي أن 110 في المائة من الطلبة متورطون في أعمال الغش، نقلا عن أحد الأشخاص الذي يفضل ترجمة مقالات طالب آخر من اللغة الروسية عن كتابة مقالات خاصة به.

قال تايلور روس، طالب في السنة النهائية في المدرسة، إن الغش غير شائع وإنه يتعارض مع قيم المدرسة.

أضاف روس: «أنا أتلقى تعليما مثاليا من معلمين رائعين ومدرسة ممتازة».

يؤكد روس أن الغش أمر «لا يمكن تبريره»، ولكنه يشير إلى أن الطالب الذي تمت مصادرة هاتفة الجوال من المحتمل بصورة كبيرة أن يكون متورطا في أعمال تصوير الواجبات المنزلية والأنشطة السياسية التطوعية. قدم الطلبة التماسا على الإنترنت مطالبين بعدم طرد الطالب الذي يخضع للتحقيق في الوقت الراهن، ومؤكدين أنه «لا يستحق أن يضيع مستقبله من بين يديه، حتى يتثنى للإدارة بمنتهى البساطة أن تجعله عبرة للآخرين».

الأمر المحير بالنسبة لكثير من الطلبة هو لماذا قام رفقاؤهم بالغش في هذه المادة بالتحديد، التي يؤكدون أنها ليست صعبة على الإطلاق.

* خدمة «نيويورك تايمز»