«قياس» لـ «الشرق الأوسط»: إطلاق مشروع لتهيئة الطلاب وتدريبهم على نمط الاختبارات

سوق سوداء لمجابهة 1700 سؤال.. و26 كتابا تفتح باب الاستثمار

الكتب المساعدة أو البديلة أسهمت في دخول استثمارات لتسهيل الأسئلة
TT

كشف رئيس مركز «قياس»، الأمير الدكتور فيصل بن عبد الله المشاري آل سعود، لـ«الشرق الأوسط»، أن المركز بصدد إطلاق مشروع جديد للتهيئة والتدريب على اختبارات المركز من خلال الموقع الإلكتروني، ومجانا للطلاب والطالبات، بحيث تتساوى الفرص ويزول الخلل الذي قد ينتج من بعض المعاهد التي تقدم دورات تدريبية للطلاب على اختبارات المركز، مؤكدا أن مشروع التهيئة والتدريب سوف يفرض فرصا متساوية على الطلاب.

وقال الدكتور يحيى العمري، أحد مؤلفي الكتب المساعدة لاختبارات «قياس»، إن طرق باب التأليف في مثل هذه الأمور يعد أمرا بعيدا عن الاستثمار، وهو أمر تفرضه تداعيات المرحلة، ويسهم في ذهاب فرص كبيرة إلى الطلاب والطالبات، لاقتناص مقاعد جامعية، مفيدا بأن «الطلاب الذين على مقاعد الامتحان تفاجأوا باختبار القدرات بشكل مفاجئ، حيث تكمن المشكلة في عدم تأهيل طلاب الثانوية العامة لاختبار القدرات، أي أنه يجب تكثيف الدورات، وذلك عن طريق مراكز خدمة المجتمع بالجامعات السعودية مجانا أو بمبالغ رمزية، أو تخصيص حصة أسبوعية يتم انتداب متخصص لها من الأكاديميين، وذلك لشرح الطريقة وكيفية أداء الاختبار على الوجه الأكمل».

وأضاف «العديد من الطلاب لم يتمكنوا من دخول الجامعات السعودية رغم ارتفاع معدل تخرجهم في المرحلة الثانوية، وتدني نسبة اختبار القدرات أحد عوامل وأسباب عدم تحقيق أحلامهم ورغباتهم التي يطمحون في الوصول إليها، حيث وقف هذا الاختبار حاجزا لا يمكن تجاوزه، وعثرة يتعثر فيها الطلاب والطالبات». في وقت رصدت فيه «الشرق الأوسط» ما يربو 26 كتابا، بعضها لأسماء غير معروفة، تقدم تسهيلات ومساعدات عن طريق أقراص ممغنطة للراغبين، وتجيب عن نحو 1700 سؤال قد تواجه الطالب في اختبار القدرات.

وعطفا على الدكتور العمري، فقد أفاد بأن الطالب في المرحلة الثانوية يدخل اختبارات قياس القدرات ويعيدها أربع مرات خلال السنتين، وفي كل مرة يطمح إلى تحقيق أعلى الدرجات، ثم يدخل في اختبارات التحصيل العلمي، حيث تعد أحد الحواجز المهمة التي يصعب اجتيازها لدى الكثير من الطلاب والطالبات، إذ يصدمون بما هو أشد وهو «اختبار المركز الوطني للقياس والتقويم بالتعليم العالي» الذي يعرف باختبار القدرات والتحصيلي، وهو يعد بمثابة هدم لكل ما سبق من جهد وتفوق.

وأكد الدكتور العمري وجوب أن يكون هناك مستوى توعية متقدم، وأنه ينبغي إشراك الأكاديميين في مستجدات الأمور التي تحدث في اختبارات القدرات والتحصيلي، مبينا أن هذا النوع من الاختبارات فيه ظلم للطلاب والسبب أنهم غير مؤهلين وأصبحوا ضحايا لمخرجات تعليم غير مهيأة.

وعلقت سامية المالكي، إحدى خريجات المرحلة الثانوية، بأنها تجابه اختبار القدرات عن طريق الذهاب إلى معاهد متخصصة اضطرارا لتحقيق نسبة مرتفعة، حيث أصبح الطالب سلعة رخيصة لتلك المعاهد التي تستنزف ما في جيبه للمشاركة في دوراتها الباهظة الثمن استغلالا لحاجتهم التي يبحثون عنها، وهي القبول في الجامعات، مضيفة أن كثيرا من الطلاب والطالبات يلتحقون بأحد مراكز التدريب لاختبارات القدرات لكنهم لا يستفيدون منهم أي شيء، مطالبة بالحد من عمل مثل تلك الدورات «إلا عن طريق مركز (قياس) بحكم اختصاصه بتلك الاختبارات، التي يتضح في نهاية المطاف أن الهدف منها هو استغلال جيوب الطلاب للاشتراك في مثل هذه الدورات التي تصل رسوم الاشتراك فيها إلى 500 دولار».