اقتحام مهنة التدريس: أين تكمن الفرص المتاحة للمعلمين المبتدئين؟

TT

يحتاج المعلمون المبتدئون إلى أن يكونوا على أهبة الاستعداد لإعطاء أصحاب العمل دروسا عظيمة عن سبب رغبتهم في مزاولة مهنة التدريس. يوضح ستيفن هيليار، من هيئة تدريب المعلمين وتطوير المدارس الجوانب الأخرى التي تتطلع إليها تلك المهنة ذلك بقوله: «على مدار عدة سنوات، كان عملي في مجال دعم المعلمين ومدربي المعلمين مدعوما بفكرة أن التدريس هو أعظم المهن. إنها المهنة التي تعتمد عليها كل المهن الأخرى». وقد وضع السير مايكل باربر، فرضية جديدة تركز ببراعة على أهمية التدريس بقوله: «لا يمكن أن يتخطى مستوى جودة أي نظام تعليمي مستوى كفاءة المعلمين فيه». سوف يدرك هؤلاء الذين يفكرون بعمق في الدور الذي يسهم به التدريس في نجاحهم أو فشلهم في الحياة، أن مستوى كفاءة المعلمين هو الذي يصنع الاختلاف.

منذ مطلع التسعينات من القرن العشرين، رأيت مهنة التدريس تشهد تحولا من أزمات متتابعة مرتبطة بنقص عدد المعينين من المعلمين، إلى اكتساب مكانة جديدة بين الشباب بوصفها واحدة من المهن التي يتطلعون للعمل بها.

فقد شهد عام 2011 طفرة في تعيينات المتدربين من المعلمين في مواد الفيزياء والكيمياء والرياضيات. مما لا شك فيه أن الوظيفة تفرض نفسها بوصفها خيار عمل شائع بالنسبة للخريجين الذين يرغبون في مواصلة توظيف معارفهم المتخصصة في مادة بعينها. ليس هذا فحسب؛ بل يأتي الخريجون أصحاب أعلى مستويات الكفاءة للتدريب.

إننا نرغب في استغلال هذا الزخم ودعم تعيين الخريجين، أصحاب أعلى التقديرات لتدريس مواد مهمة؛ مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء واللغات الأجنبية الحديثة. لقد كان علينا في الماضي أن نتنافس مع وظائف أخرى طموحة لأذكى الخريجين في الدولة. غير أن مهنة التدريس توفر الآن دعما تدريبيا أكبر، وفرص ترقٍ وظيفي أفضل ورواتب مبدئية أعلى من قبل. إنها ترسخ مكانتها بشكل سريع بوصفها وظيفة تحقق الاستقرار المالي ومجزية على نحو تنافسي.

مما لا شك فيه أن التدريس مهنة مختلفة تماما اليوم عما كانت عليه قبل أعوام؛ إذ توضح لنا الأبحاث أن المعلمين أكثر رضاء عن مسارهم الوظيفي المختار من الخريجين في الوظائف المنافسة. كما يتضاعف احتمال أن يستمر المدرسون في وظائفهم مقارنة بالخريجين الذين يفضلون تغيير مجال عملهم. نحن نعلم أن ما يجعل المعلمين يظلون راضين عن عملهم هو أنه يعطيهم الفرصة للاستقلالية وإثبات الذات، كما يوفر لهم فرصا واضحة للترقي الوظيفي. سوف يحمل عام 2012 فرصة أخرى لتعيين الجيل الجديد من المعلمين الأكفاء، بحيث يحصل المزيد من الطلاب على تقدير جيد في خمس مواد في شهادة الثانوية العامة الإنجليزية «G.C.S.E»، متضمنة اللغة الإنجليزية والرياضيات وتكون لديهم فرصة للالتحاق بجامعات مرموقة. بالنسبة لهؤلاء الذين يفكرون في اقتحام تلك المهنة، من الأهمية بمكان إدراك أنه قد أصبح مما يزيد من مستوى، التنافس الحصول على دورة تدريبية للمعلمين. ولكي يكونوا مؤهلين في المقام الأول، يجب أن يكون المرشحون حاصلين على درجة «C+» في مادتي اللغة الإنجليزية والرياضيات في شهادة الثانوية العامة الإنجليزية «GCSE» (أو ما يعادلها) ومرتبة الشرف، مع الإلمام بالمعلومات الكافية عن الموضوع، إذا ما كان يرغب في التدريس في مدارس ثانوية أو التخصص في مادة بعينها في إحدى المدارس الابتدائية.

إضافة إلى امتلاك المؤهلات المطلوبة، سوف يحتاج المرشحون إلى إظهار خبرة في العمل مع الشباب، إلى جانب خبرة في الإشراف المدرسي في إحدى المدارس الحكومية. سيكون ذلك خاضعا لمكتب السجلات الجنائية وفحوص جدارة أخرى، من بينها فحص طبي. تتلقى المدارس كثيرا من الطلبات لخبرات في العمل، ومن ثم، فلكي تحسن من فرص اجتيازك بوابة المدرسة، احرص على إضفاء الطابع الشخصي على الرسائل التي تبعث بها إلى مديري المدارس، موضحا سبب رغبتك في كسب خبرة في مدرستهم على وجه الخصوص. سوف تشمل عملية التعيين ملء استمارة سجل تدريب مدرسي الدراسات العليا «GTTR» على الإنترنت؛ يرتبط هذا باختيارك الأول لمقدم خدمة التدريب فقط. إذا استوفيت شروط القيد، يدعوك مقدم خدمة التدريب إلى مقابلة شخصية. ربما تشمل المقابلة أن تكلف بمهمة تدريس أو نشاط جماعي. ربما تخضع أيضا لاختبار في القدرات اللغوية والحسابية واختبار لمعلوماتك في موضوع معين، إضافة إلى مقابلة رسمية. سيطلعك مقدم خدمة التدريب بشكل دائم على الأنشطة التي تشملها المقابلة، كي تكون مستعدا بشكل جيد قبل الحضور.

في ما يتعلق بكتابة بيان شخصي والاستعداد لمقابلة خاصة بالتدريب على وظيفة مدرس، تتمثل العناصر الرئيسة التي يجب أن تضعها في حسبانك، الحاجة لإظهار التزام بالعمل مع الشباب، وحب لمادتك، وفهم للمنهج الوطني، وأحدث تقنيات التعلم. قد يساعد الرجوع إلى أدوار ومسؤوليات قيادة سابقة في بيان كيف ستترجم مهاراتك في الفصل الدراسي.

* خدمة الغادريان خاص بـ«الشرق الأوسط»