شهر رمضان.. خارج حسابات الدراسة في السعودية

10 أعوام تحول بينه وبين عتبات المدارس

TT

يعتبر شهر رمضان المبارك جزءا من الإجازة السنوية التي يحظى بها الطلاب في مدارس التعليم العام في السعودية، وذلك بعد إقرار مجلس الوزراء السعودي تنظيم الأعوام الدراسية للسنوات العشر الدراسية ابتداء من عام 2008، حيث تبنت وزارة التربية والتعليم هذا التنظيم الذي جاء ملغيا للدراسة في رمضان ومراعيا لدخول شهر رمضان ضمن الدورة الصيفية خلال هذه الأعوام العشرة.

والتقت «الشرق الأوسط» بشريحة من الطلاب والمعلمين الذين أكدوا على أن الدراسة في رمضان كانت تمثل لهم مشقة عظيمة، ولا سيما أن أيام الدراسة كانت تمتد لتشمل ثلثي الشهر الفضيل، مما أثقل على كاهل الطلاب رغم تخفيف الوزارة والمدارس جزءا من عبء الساعات الدراسية. ويرى البعض أن الاختبارات الفصلية والنهائية والتي كانت في بعض الأعوام تقر ضمن شهر رمضان تشكل هاجسا للطلاب، حيث يركز الطالب كامل مجهوده في الدراسة والاستذكار، ويهمل التعبد خلال الشهر المبارك. بينما أشار البعض إلى الناحية السلبية لهذا التنظيم لكون أغلب الطلاب يسهرون خلال ليالي رمضان، وبالتالي يهدر صيامهم بالنوم طوال النهار، فكانت الدراسة تجبرهم على تنظيم يومهم والجوع والإحساس بتأدية عبادة الصوم.

ويتزامن شهر رمضان المبارك هذا العام مع صيف حار ونهار طويل، بارتفاع درجات الحرارة في السعودية في شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) لتصل أحيانا إلى 50 درجة في أوقات النهار، مع امتداد فترة الصيام في مدن السعودية لما يقارب 16 ساعة.

وأبانت مشاعل خالد، معلمة لغة إنجليزية في إحدى المدارس بالرياض، أن الدوام الدراسي في رمضان صعب جدا على الطالب، فنشاطه يقل وينعكس ذلك بشكل مباشر على تحصيله العلمي، فالجوع وقلة النوم وتغير النظام اليومي له تأثير كبير على نفسية الطالب، الذي يسهر في ليالي رمضان إلى وقت السحور وأحيانا يمتد السهر إلى ما بعد صلاة الفجر، ولا يأخذ القسط الكافي من النوم والراحة. وبالمقابل ترى مشاعل خالد أن الأثر السلبي للدراسة الرمضانية يمتد على المعلمين، ويؤثر على عطائهم وتقديمهم للدروس بالشكل المطلوب.

وأضافت مشاعل: «عندما ألحق رمضان بالعطلة الصيفية أصبح للطالب والمعلم متسع من الوقت للتفرغ للعبادات والالتزامات العائلية - التي عادة ما تكون مكثفة في رمضان - ولو أن الطالب يدرس لكان قد أغفل حق واحدة منها».

رغد العذل، طالبة في المرحلة الثانوية، أشارت إلى أن إلحاق رمضان ضمن إجازة الطلاب السنوية، راحة للطلاب خصوصا في ظل الأجواء الحارة التي يعد الصوم والدراسة فيها إرهاقا وتعبا على الطالب وينعكس بالتالي على نفسيته، بينما تشير رغد إلى عدم ممانعتها لفكرة الدراسة خلال شهر رمضان لو كان في فصل الشتاء.

ولم يحظ طلاب التعليم العالي في الجامعات خلال دراستهم ضمن الفصل الصيفي (الاختياري)، بإجازة منذ بدء رمضان، حيث يدخل ضمن الأسابيع المقررة للدراسة في الفصل الصيفي، رغم تساهل بعض أعضاء هيئة التدريس بجعل شهر رمضان مخصصا للاختبارات فقط بعد إنهاء المناهج مبكرا في ساعات إضافية بالاتفاق مع الطلاب.

تقول ميمونة صالح، وهي طالبة جامعية بكلية اللغات والترجمة: «حضور المحاضرات أو الدراسة والتحضير للاختبارات ليس بالأمر السهل، وبلا شك الدراسة في غير رمضان أسهل، ولا سيما أن شهر رمضان هذه السنة نهاره طويل وحار، وبالتأكيد أتمنى أن ينهي الطالب الفصل الصيفي قبل شهر رمضان المبارك».

من جهتهن، ثمنت الأمهات وربات البيوت عدم ذهاب أبنائهن للمدارس طيلة شهر رمضان، حيث إن وقوعه ضمن إجازة سنوية يعد فرصة لتدريب الصغار منهم على عبادة الصوم طوال النهار، وحث البالغين على التفرغ التام للتعبد وقراءة القرآن، فضلا عن تنظيم يومهم بالكامل، وعدم التأثر بالسهر خلال الليل.