مدارس واشنطن الأسوأ تعليميا في الولايات المتحدة

68 % فقط من المدرسين على درجة جيد أو درجات أعلى

TT

لا تزال مدارس العاصمة الأميركية واشنطن من بين أسوأ الأماكن لتلقي التعليم وأصعبها للتدريس في الولايات المتحدة الأميركية، ولكن المسؤولين عن العملية التعليمية فيها يقومون بتغييرات معقولة، وإن كانت بطيئة، في الاتجاه السليم، حيث تمثلت أحدث هذه التغييرات في طريقة تقييم المعلمين.

يواجه كثير من المعلمين الذين يثيرون إعجابي مشاكل جمة مع نظام التقييم المعروف بـ«إمباكت» (IMPACT)، حيث إنهم لا يحبون التقييمات التي لا يستطيع أحد التنبؤ بها، التي يقوم بها مقيمو الفصول الدراسية، الذين يطلق عليهم «كبار المعلمين»، ولا للإحصائيات الغربية التي تستطيع إفساد الدرجات التي حصل عليها الطلبة في الامتحانات، وهو ما يؤثر على تقييماتهم، فضلا عن أنهم يعتقدون أن بعض الأنشطة التي يتم تقييمهم على أساسها غير ذات جدوى.

ولكنني لم أسمع أي شخص يقول إنه ينبغي علينا العودة إلى تلك الأيام حيث كان 90 في المائة من مدرسي واشنطن العاصمة يحصلون على تقييمات جيدة، في الوقت الذي كانت فيه مستويات الطلبة من بين الأسوأ في البلاد. صحيح أن الدرجات المتدنية التي يحصل عليها الطلاب في الاختبارات ليست خطأ المدرسين وحدهم، ولكن لا يستطيع أي مراقب عاقل في مدارس المدينة أن يقول إن أكثر من 90 في المائة من المدرسين كانوا يقومون بعمل رائع.

وطبقا لنظام تقييم المعلمين الذي تتبناه واشنطن، الذي يخلط بين زيارات الفصول الدراسية والدرجات التي حصل عليها الطلبة في امتحانات آخر سنة دراسية، حصل 68 في المائة فقط من المدرسين على درجة جيد أو درجات أعلى، مما يعد تغييرا للأفضل. أصبحت واشنطن من بين المناطق القليلة التي تطبق نظاما تعليميا يمكن من خلاله إقصاء المعلمين الذين لا يقومون بعملهم على خير وجه بصورة سريعة، ولكنها بحاجة الآن إلى العمل من أجل التأكد من مساعدة المعلمين على تحسين مستوياتهم وفصل من يستحق الفصل منهم فقط.

لقد أمضيت ثلاثة عقود من عمري في دراسة السبب وراء تمكن بعض المدارس من تقديم محتوى تعليمي أكبر ورفع معنويات المعلمين فيها مقارنة بغيرها من المدارس، حيث وجدت أن كافة المدارس الجيدة تقريبا تشترك في ميزة واحدة وجود مدير مدرسة ذكي ومفعم بالحيوية يمتلك القدرة على تعيين وتقييم وزيادة أجور أو حتى فصل المدرسين وفقا لتقييمه. تعمل المدارس مثل فرق العمل، حيث يتم توجيه بعض النصائح بصورة يومية. ربما تواجه هذه المدارس أعواما سيئة، مثل كافة المدارس، ولكنها تكون قادرة على تحديد وإصلاح المشاكل التي تواجهها.

لا يعتبر النظام المطبق في واشنطن جيدا بما فيه الكفاية لخلق هذه المؤسسات، على الرغم من أن مدراء المدارس باتوا يتمتعون بسلطات أكبر على موظفيهم مما كان في الماضي. يرجع السبب في ذلك إلى أن اعتماد هذا النظام على درجات الاختبارات وتقييمات «كبار المعلمين» يحد من قدرة المدراء على تكوين فريق تدريس أفضل. ولكن التعديلات الأخيرة التي تم إدخالها على نظام «إمباكت» منحت مدراء المدارس مزيدا من السلطات.

يتمثل التغيير الأبرز الذي طرأ على هذا النظام في أن درجات الطلبة في الامتحانات قد أصبحت تمثل 35 في المائة، بدلا من 50 في المائة، من تقييم المعلم. يؤكد ملخص مدارس واشنطن أنه من الآن فصاعدا: «بالنسبة للـ15 في المائة المتبقية، سوف يعمل كل معلم مع مديره أو مديرته على اختيار أسلوب التقييم وتحديد الأهداف التعليمية التي سيتم على أساسها تقييم المعلم».

تعطي القواعد الجديدة المدراء دفعة أخرى عن طريق القول بأنه من الآن فصاعدا «سوف يتلقى المعلمون في عامهم الأول في المدارس العامة في واشنطن تقرير ملاحظات غير رسمي قبل أن يتلقون أية ملاحظات رسمية عن أدائهم». سوف تمكن هذه القواعد الجديدة المدراء من تحديد الطريقة التي سيتم بها تقييم المدرسين الجدد، وقد تساعدهم أيضا على التأثير على طريقة عمل «كبار المعلمين» للتقييمات. تقلل القواعد الجديدة أيضا من عدد المرات التي ينبغي فيها على مدراء المدارس تقييم مهارات الصفوف الدراسية الخاصة بأفضل المدرسين، حيث يقول مسؤولو المدارس إن هذه الخطوة سوف «توفر المزيد من الوقت بالنسبة للمدراء لدعم المعلمين الذين يقومون بعمل جيد».

تعطي القواعد الجديدة أهمية كبيرة لمسألة تعيين واختيار وتدريب مدراء المدارس حتى يتسنى لهم خلق مناخ دراسي مثالي. لن تتمكن مقاطعة واشنطن من إلغاء دور «كبار المعلمين» المكلف، الذي يسبب كثيرا من التشتت ودرجات الامتحان من نظام تقييم المعلمين حتى يصبح المدراء جديرين بالقيام بهذا الدور بأنفسهم.

يقول جاسون كامراس، الذي يراقب عملية التقييم، إنه يجري الآن تعيين المزيد من مدراء المدارس، فضلا عن بدء برنامج تدريبي يشمل 25 مدير مدرسة في جامعة جورج تاون وبرنامج داخلي لتطوير أداء مديري المدارس في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل. من الأفضل لهم أن يعملوا، وإلا فلن تتوقف التحسينات التي تقوم بها المقاطعة.

* خدمة واشنطن بوست خاص بـ«الشرق الأوسط»