أميركا: إخضاع أساتذة الجامعات الأجانب لاختبارات «الآذان الأميركية»

ساعتان يوميا في تعلم كيفية التحدث بلهجة واضحة

سارة والاس، أستاذة اللغويات في جامعة أوهايو، تعلم طلاب الدراسات العليا طرق النطق السليم
TT

لقد كانت جامعة أوهايو رائدة في مد يد العون للطلاب الأجانب في التكيف مع الحياة الأميركية.

إنهم طلاب الدراسات العليا الأجانب بجامعة أوهايو الذين يمضون نحو ساعتين يوميا في تعلم كيفية التحدث بحيث يفهمهم زملاؤهم وطلابهم الأميركيون.

ويمضي كثير منهم أكثر من عام في البرنامج ولا يكون مسموحا لهم بالتدريس إلى أن يقر معلمو اللغة الإنجليزية الذين يقومون بالتدريس لهم أنهم مستعدون لمزاولة المهنة.

إنها شكوى شائعة بالنسبة لملايين من خريجي الجامعات البحثية: خريج ماجستير أو دكتوراه من الخارج، تم تعيينه أستاذا مساعدا، تبدو لهجته غير واضحة تماما بحيث يصعب على الطلاب الذين لم يتخرجوا بعد فهمها. وتعتبر هذه مشكلة تخاطبها كثير من الجامعات بقدر أكبر من الجدية، باستخدام مجموعة أدوات أفضل من تلك التي كانت تستخدمها في الأعوام الماضية.

«عادة ما يكون هؤلاء طلابا ممتازين في القراءة والكتابة باللغة الإنجليزية، ولكن يجد الأميركيون صعوبة جمة في فهمهم، ويتطلب هذا كثيرا من العمل»، قال دون بيكوسكي، مدير برنامج تطوير اللغة الإنجليزية هنا.

وفي الجامعات الأميركية، يكون واحد من بين كل ستة من طلاب الدراسات العليا قادما من دولة أجنبية – نحو 300 ألف منهم، نصفهم تقريبا من الصين والهند، وفقا لمعهد التعليم الدولي. وفي مجالي العلوم والتكنولوجيا، يمثل الأجانب قرابة نصف طلاب الدراسات العليا.

وهؤلاء الطلاب القادمون من الصين ودول شرق آسيا الأخرى عادة ما يكونون مثل زينغبو ليو، طالبة دراسات عليا متخصصة في مجال التغذية هنا، قالت إنها قد أخذت دروسا في اللغة الإنجليزية معظم فترات حياتها. تقول: «لكننا لا نعرف سوى كيفية القراءة والكتابة وكيفية اختيار الإجابة الصحيحة في اختبار مكتوب». لقد أتم كثير من الطلاب الهنود أو الأفارقة معظم تعليمهم الرسمي باللغة الإنجليزية ويتحدثونها بارتياح، ولكن بلكنات يصعب على آذان الأميركيين فهمها.

يقول جيمس تيرني، مدير برنامج اللغة الإنجليزية في جامعة ييل: «إنه أمر يستحوذ على اهتمام متزايد من الناس في شتى أنحاء البلاد». يضيف تيرني أن الجامعات يساورها بعض القلق ليس فقط فيما يتعلق بقدرة الأجانب على العمل طلابا ومدرسين، وإنما أيضا من قدرتهم على التنافس على قدم المساواة في سوق العمل بعد التخرج.

تقول جوليا مور، مدير برنامج اللغة الإنجليزية في جامعة نورث ويست، إن طلاب الدراسات العليا يتطلبون اهتماما خاصا، وهو ما يرجع إلى قلة احتكاكهم بالتعليم والثقافة الأميركية من خلال الأصدقاء وزملاء الدراسة وشركاء السكن وحتى أساتذة الجامعة الذين يتحدثون نفس لغتهم. وبالإضافة إلى مطالبتها لكثير من طلاب الدراسات العليا بدراسة اللغة الإنجليزية، تقوم جامعة نورث ويست بإلحاق هؤلاء الطلبة في برنامج صيفي يستمر لمدة شهر للانغماس في تعلم اللغة والثقافة الأميركية.

وفي بعض الأحيان، فإن السياسيين يضطرون الجامعات لاتخاذ بعض الخطوات المحددة، فبموجب بعض القوانين الموجودة في لويزيانا وأوكلاهوما وبنسلفانيا وواشنطن، ينبغي أن يكون المعلم مفهوما، وفقا للمؤتمر الوطني للمجالس التشريعية في الولايات. وبالإضافة إلى ذلك، تم تقديم مشاريع قوانين مماثلة في عدد من الولايات الأخرى خلال العقد الماضي.

يتوجب على الأشخاص الأجانب الذين يتقدمون للدراسة في الجامعات الأميركية تقديم الدرجات التي حصلوا عليها في الاختبارات القياسية المصممة لقياس مهاراتهم في اللغة الإنجليزية. ومنذ وقت ليس بالبعيد، كان هذا الأمر يعني فقط الخضوع لاختبار كتابي، ولكن مسؤولو الجامعات يقولون إن زيادة عدد الاختبارات التي تحتوي على بعض الأسئلة الشفهية قد أعطتهم فكرة أفضل بكثير عن قدرات التحدث الخاصة بالمتقدمين.

قام اختبار التوفل (Toefl)، أو «اختبار اللغة الإنجليزية لغة أجنبية»، وهو الاختبار الأكثر استخداما من قبل المؤسسات الأميركية، بإضافة بعض الأجزاء الشفهية في عام 2005 عندما أصبح متاحا للمرة الأولى على الإنترنت. تقول مؤسسة «إي تي إس»، التي تقوم بإنتاج الاختبار، إن 98 في المائة من الأشخاص يحصلون على هذا الاختبار من خلال نسخة الإنترنت، التي تتضمن مهارات الاستماع والتحدث.

وفي خطوة أخرى إلى الأمام، يؤكد أساتذة الجامعات أن كثيرا من البرامج المعقدة باتت الآن تقوم بتحليل ونقد طريقة التحدث. قامت أكثر من 100 جامعة باعتماد أحد هذه البرامج، والذي يدعى «ناتيف أكسنت» (NativeAccent)، والذي أصبح متاحا منذ 3 أعوام.

أمضى بريجو ثانكاشان، وهو طالب دراسات عليا هندي في الولايات المتحدة في مجال التقنيات التعليمية، مئات من الساعات في استخدام برنامج «ناتيف أكسنت». يستطيع البرنامج عزل المئات من طرق النطق وعرض رسوم متحركة للوضعية الصحيحة، التي يجب أن تكون عليها أجزاء الفم لنطق صوت معين.

* خدمة «نيويورك تايمز»