«خبراء تربويون» تهيئة الطفل لسنته الأولى في التعليم العام ركيزة مهمة لسنوات تعليمية مقبلة

«رياض الأطفال» تمحو رهاب المرحلة الابتدائية لدى التلاميذ

TT

تظل مرحلة التهيئة للتلاميذ في السنة الأولى من المرحلة الابتدائية أحد المرتكزات الأساسية التي تبنى عليها شخصية الطالب في ما تليها من سنوات تعليمية، حيث يجمع المختصون والخبراء التربويون على أهمية تلك المرحلة، داعين الأسرة إلى توفير الأجواء الملائمة استعدادا للقفزة النوعية في حياة الطفل من المحيط الأسري إلى فضاءات الفصل الدراسي.

إلى ذلك، يؤكد الدكتور عبد الرزاق كسار، المستشار الأسري وخبير التنمية البشرية، أهمية مراعاة جوانب النمو لدى الطفل المقبل على سن المدرسة، معتبرا أن التهيئة تبدأ منذ الولادة وليس فقط في الأيام السابقة لبدء عامه الدراسي الأول.

وشدد كسار على ضرورة الاهتمام بالحاجات العاطفية والسلوكية لدى الأطفال، في إطار التهيئة النفسية للانخراط في عالم التعليم والتربية خارج إطار الأسرة، موضحا أن كثيرا من الأسر تخطئ بفرضها على الأطفال البقاء في المدرسة في الأيام الأولى لهم، رغم بكائهم وخوفهم من الأجواء المدرسية الجديدة كليا عليهم.

ونصح كسار أولياء أمور الأطفال وكذلك الهيئة التعليمية بالمدارس في حالة بكاء أحد التلاميذ أن يتم عزله عن أقرانه منعا لانتقال أثر ذلك البكاء على غيره منهم، مشيرا إلى أن التعامل الأمثل في مثل تلك الحالات هو إعادة الطفل إلى منزله مؤقتا ليستعيد شعوره بالأمان.

وفي السياق ذاته يؤكد نايف الشمري، معلم صف أول في إحدى مدارس الرياض، أن دور المعلم ذو أهمية بالغة، عبر جذب الطالب في سنته الأولى لتكون المدرسة بديلا مميزا لديه عن أسرته، موضحا أهمية مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال والإلمام بحاجاتهم المختلفة بأبعادها النفسية والجسمية والعقلية والاجتماعية والروحية.

وأشار الشمري إلى ما يلاحظه على تلاميذ السنة الأولى في المرحلة الابتدائية من حالة عدم تقبل للتغير في حياتهم الاجتماعية بدخولهم أجواء التعليم والدرس، موضحا أن المعلم هو مفتاح التغيير والاحتواء لتأقلم الطالب في بيئته الاجتماعية الجديدة.

بينما تعتبر مرحلة رياض الأطفال ذات أهمية بالغة في تخفيفها من الضغوط النفسية والاجتماعية التي تواجه تلاميذ السنة الأولى في المرحلة الابتدائية بما تهيئه لهم من اعتياد على الأجواء المدرسية.

وهنا تؤكد فاطمة الماحي، مديرة الروضة 18 في جدة، اعتمادهم في مرحلة رياض الأطفال على نظام التدرج في حضور الطالب للروضة، موضحة أن العمل يعتمد على إبقاء الطفل لساعتين يوميا بحضور والدته لينصرف بعدها إلى المنزل، بهدف تعويده على المحيط الجديد.

وأكدت الماحي ضرورة تركيز مرحلة رياض الأطفال على التعليم بالترفيه، عبر المزاوجة ما بين المرح والتسلية من جانب والمعلومة والمعرفة من جانب آخر، مشيرة إلى كون المرحلة تعتمد على المعلمة التي عادة ما تكون أقرب لنفسية الطفل لما تمثله من صورة ذهنية عن أمه.

يشار إلى أن مرحلة رياض الأطفال، وهي المرحلة التي تعرف بالتعليم المبكر، حظيت بالاهتمام والعناية من قبل وزارة التربية والتعليم في السنوات الأخيرة، عبر دعم المرحلة وتبنيها ضمن استراتيجيات الوزارة، والأخذ بها إلى آفاق من التوسع لجذب أكبر عدد من الأطفال للانضمام إليها بتشجيع الأسر على إلحاق أبنائها بها تمهيدا لمرحلة التعليم الابتدائي.