«موهبة» توسع مبادرتها لتحتضن إبداع 3500 طالب سعودي بحلول 2014

بادرة شراكة لرفع أعداد الموهوبين من طلاب المدارس لـ25%

TT

تتبنى مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» للعام الرابع على التوالي مبادرة الشراكة مع المدارس، بعد أن شهدت نجاحا لافتا خلال الأعوام الثلاثة الماضية، حيث أثمرت زيادة في عدد الطلبة المستفيدين من المبادرة بنسبة 75 في المائة في العام الدراسي الجديد.

ويخوض ما يقارب 1750 موهوبا وموهوبة غمار رحلة شيقة لنهل العلوم والمعرفة هذا العام، ضمن مدارس وفرت لهم المبادرة فرصة الالتحاق ضمن برامجها الدراسية. وأعلنت «موهبة» من خلال مؤتمر صحافي أقيم الأسبوع الماضي ارتفاع عدد المدارس المشاركة في المبادرة من 43 مدرسة العام الماضي، إلى 53 مدرسة في العام الدراسي الجديد، والطلبة من 1000 إلى 1750 طالبا وطالبة. ويلتحق الطلاب بمبادرة الشراكة في المدارس من الصف الرابع الابتدائي وحتى الثالث الثانوي، وتسعى المبادرة إلى أن تبلغ نسبة طلاب موهبة 25 - 30 في المائة من إجمالي عدد الطلاب في مدارس الشراكة.

وأكد نائب الأمين العام لـ«موهبة» الدكتور محمود نقادي، خلال مؤتمر صحافي، أن المبادرة حققت إنجازات مهمة خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة، على صعيد تهيئة بيئة تعليمية ذات جودة عالية للطلبة الموهوبين، وتقديم منح دراسية لهم للالتحاق بمدارس متميزة تزودها «موهبة» ببرامج ومناهج وأنشطة إثرائية متقدمة. وأضاف الدكتور نقادي أن اكتشاف ورعاية الموهوبين وتنمية وتشجيع مناخ الموهبة والإبداع في المجتمع أهم مشاريع المرحلة الأولى من استراتيجية الموهبة والإبداع ودعم الابتكار التي تمتد على مدى 5 أعوام، وتهدف خلال المرحلة الأولى إلى رعاية نحو 40 ألف موهوب وموهوبة، واستفادة أكثر من 80 ألف طالب وطالبة، وما يقارب 3 في المائة من المجتمع السعودي.

وفي السياق ذاته، أشار الدكتور محمود نقادي، لــ«الشرق الأوسط»، إلى أنه خلال إعداد الخطة الاستراتيجية تمت دراسة المجالات التي يمكن دعمها، وأظهرت تلك الدراسة نقصا حادا في رعاية الموهوبين بالهندسة والرياضيات والعلوم بشكل عام، وبالتالي ركزت المبادرة على هذه الجوانب في المرحلة الأولى، مضيفا «ربما في المرحلة الثانية سنقوم بإعادة النظر حول دعم الموهوبين في الفنون».

ولفت المشرف على مبادرة الشراكة مع المدارس، الدكتور عادل القعيد، إلى أن اختيار المدارس المشاركة في المبادرة يتم بناء على معايير محلية وعالمية تؤكد على توافر البيئة التعليمية المثلى لتعليم الطلاب الموهوبين، لافتا إلى أن الشراكة في العامين الأول والثاني من عمر المبادرة كانت مع مدارس في مدن الرياض والدمام والخبر وجدة، ومع خطة التوسع امتدت الشراكة إلى مدارس في مدن مكة المكرمة والمدينة المنورة وتبوك وأبها، آملا أن تغطي المبادرة مستقبلا جميع المدن والمحافظات.

وأضاف الدكتور القعيد أن فريقا استشاريا دوليا مع نخبة من الخبراء العرب والمحليين يعملون على تطوير برنامج المبادرة التعليمي، مشيرا خلال المؤتمر الصحافي إلى أن تطوير المناهج الخاصة بالموهوبين، في العلوم والرياضيات وتقنية المعلومات واللغة الإنجليزية، جزء من شراكة تهدف لتطوير قدرات الطلاب، وتتكامل مع مناهج الوزارة الحالية، وتأخذ أبعادا أخرى مختلفة، تشجع الطالب على التحدي والاستقصاء، والتحفيز على البحث العلمي والمثابرة.

ويعد الهدف الرئيسي من المبادرة تهيئة بيئة تعليمية للطلاب الموهوبين داخل السعودية، لتقدم لهم خدمة مباشرة لمدة تسع سنوات، وتنمية روح القيادة وتنمية المواهب والابتكار. ويتم اختيار الموهوبين بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والشراكة القائمة بينها وبين مؤسسة الملك عبد العزيز والمركز الوطني للقياس والتقويم، ويتم اختيار أعلى الطلاب تحصيلا ثم يتم إلحاقهم بهذه المدارس.

ويراعى عند اختيار المدارس من قبل القائمين على المبادرة مستوى المناهج والتدريس، وتقويم المدارس وخطط التحسين المستمر، وبنيتها التحتية مجهزة بمعامل وفصول تستوعب قدرات الموهوبين. ويخضع المعلمون لتدريب خاص بعد اختيار أفضلهم.

عمر الجريسي، رئيس شركة المناهج، أحد شركاء مبادرة الشراكة الممثلة بمدارس المناهج الأهلية التي احتضنت الطلاب الموهوبين بالتعاون مع مؤسسة «موهبة»، ذكر لـ«الشرق الأوسط» أن الشراكة مع «موهبة» تهدف إلى الاهتمام بتنمية المدارس الأهلية ورفع مستواها التعليمي، من خلال معايير تقييم صارمة للمدارس. ويقول الجريسي «قبل عامين قدمت طلبا لاستضافة الطلاب الموهوبين من خلال مبادرة الشراكة، فقبلوا إلحاق الطلاب الموهوبين بقسم البنين، ولعله أعطانا دافعا لتطوير قسم البنات لاستضافة الطالبات الموهوبات في الأعوام القادمة». وأوضح الجريسي أن مستوى المعلمين تطور تبعا لبرامج التدريب والتطوير التي خضعوا لها من مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله، إضافة لتعاملهم مع طلاب موهوبين يطرحون تساؤلات متعمقة في تخصصاتهم.

مثابرة جزء من خريجي برامج المبادرة الموهوبين جعلتهم جزءا من منظومة الملتحقين بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) ضمن برنامج الابتعاث لطلبة البكالوريوس.