لماذا أردت أن أكون مدرسا؟

TT

أدرك أنك قد تستمتع بالتدريس فيما يمكن أن يطلق عليه بيئة قاسية إذا حصلت على فريق عمل داعم لك. هذه هي الروح التي تقوم عليها المدرسة منذ زمن طويل. وخلال الـ11 عاما الماضية التي قمت بالتدريس فيها هنا، رحل عنا مدرسون وانضم إلينا مدرسون جدد، بما في ذلك مدير جديد للمدرسة قبل 5 سنوات، لكن تلك الروح ظلت سائدة.

لفترة طويلة للغاية كنا مدرسة تدريب يتدرب فيها كثير من الطلبة، الذين حصلوا فيما بعد على وظائف هنا كما فعلت أنا. لكننا لم نعد مدرسة تدريب من الناحية التقنية نظرا لتغير المعايير، لكنها لا تزال تستقبل متدربين، خاصة من غولدسميثز التي تقع على الناحية المقابلة من الطريق، وأيضا معهد التعليم وكلية سنترال. الأمر المشوق بشأن المتدربين هو النشاط الذي يتمتعون به والأفكار الكبيرة التي يحملونها داخلهم. شعار مدرسي المدرسة وطلبتها أيضا هو أننا جميعا نتعلم، ونحن منفتحون على الأفكار الجديدة، وكنا روادا في تعليم المواطنة.

التدريس مسار أكثر تعقيدا مما تخيلت، عندما قررت أن أصبح معلما في طفولتي. لم أكن أعلم كل التفاصيل الدقيقة التي تحتاجها للتخطيط، وطرق إدارة السلوك (هناك كثير من الطرق، عندما تبدأ في الافتراض أنك إذا وبخت أحدا يحسنون السلوك، لكن ذلك ليس ضروريا في كل حال). وبالنسبة لمدرس الدراما، وأي مدرس الآن، فإن عدم وجود سبورات للكتابة أمر محبط.

الأمر الأكثر إثارة للدهشة بشأن التعليم هو الأطفال، فهم مرحون للغاية، وأنا لا أعني أنني أضحك عليهم، أنا أعني أنهم ممتعون. وهو ما يمثل الحافز الأكبر للتدريس بالنسبة لي. أنا أحب ذلك على الرغم من السياسات وكل الأمور السيئة. والعمل مع صغار السن يجعل الأمر ذا قيمة. ومشاهدتهم عند بداية الدراسة وهم في سن الـ11 وحقائبهم أكبر منهم 5 مرات، ثم عندما يكونون شبابا ونساء مستعدين للفصل المقبل من حياتهم. هذا هو العام الأول لطلبة شهادة الثانوية العامة في ديتفورد غرين، وهو ما يضيف بعدا كاملا آخر ومثيرا للدهشة أن نرى طلابنا ينضجون بشكل أكبر.

بدأت كمدرس للدراما، وما زلت أدرس 9 حصص للدراما أسبوعيا. القيام بعملية الإنتاج أمر تطوعي، لكن الجميع يتوقع بطبيعة الحال من مدرسي الدراما والتربية البدنية تقديم بذل جهد إضافي. فقد تنفق كثيرا من الوقت الإضافي لكنه دائما ما يكون مثمرا. إنه لأمر ممتع أن تكون ذا تأثير، وأن تعلم طلبة أكثر ممن تدرس لهم بالفعل. فعندما تعمل مع طلاب في عرض، فأنت بذلك تشاركهم في أوقاتهم، ومن هنا تنشأ علاقة خاصة.

أنا الآن أحد المسؤولين عن العملية التعليمية في المدرسة ومنشغل للغاية في تطوير المنهج الدراسي وأحد مساعدي كبير المعلمين، ومن ثم لم يعد اهتمامي منصبا بشكل كامل على الدراما كما كان في السابق. الأمر بالنسبة لي أشبه بمباراة من شوطين، وتغيير كبير من مجرد معلم فصل. هناك أوقات ينبغي أن تكون صارما فيها مع الأفراد، وعندما تصبح جزءا من الإدارة العليا تتغير علاقتك بطلبتك، وحتى زملائك بمرور الوقت.

لكن الطلبة قادرون على التفرقة بشكل جيد بين عملي كمعلم وأدائي لدور آخر. أعتقد أن امتلاكي خلفية في تدريس الدراما قد يساعدني حقا في القيام بدور قيادي، والحقيقة أن كبير معلمي المدرسة كان معلما للدراما. وكمدرس للدراما ينبغي أن تتمتع بكثير من التفهم للآخرين أثناء قيادة آخرين وضمهم إلى فريق العمل وتشجيعهم على طرح أفكار، كل هذه المهارات تطورها الدراما والمسرح - فقيادة العرض يمثل بطبيعة الحال ذروة العمل الجماعي.

أعتقد أنني كنت محظوظا في عملي، فقد حظيت بالقيادة التي منحتني الفرص كي أتطور. أنا أستمتع حقا بهذا الدوري وأعتقد أن هذا ما جعلني أواصل العمل في المدرسة طوال هذه المدة. لا يزال دوري يواصل التغير، ومن ثم فهو يدفعني إلى مزيد من الاهتمام والتعليم.

بالنسبة لهذا الفصل من العام، انتقلنا إلى مبنى جديد رائع، وهو واحد من أواخر المباني التي قامت بتمويلها برنامج بناء المدارس للمستقبل. وقد كنا بحاجة ماسة إلى هذا المبنى المدرسي الجديد، وقد رفع وجودنا فيه من الروح المعنوية لدى الجميع. فكل شيء أكثر إشراقا ونظافة ويبدو كفصل جديد في حياة المدرسة.

نصيحتي لمن يتدربون أو سيبدأون حياتهم كمعلمين هي:

* حاولوا الاحتفاظ بهدوئكم وعدم الذعر. إنه عمل صعب، وأحيانا ما قد يكون الأمر جديرا بأن تدعي الهدوء حتى وإن لم تكن كذلك، فقد يجعلك ذلك أكثر هدوءا. إذا رآك الطلاب سريع الغضب فسوف يتعمدون إثارة غضبك. لكن حاول أن تكون متماسكا، فسوف يكون الأمر صعبا خلال السنوات القليلة الأولى إذ ينبغي عليك أن تلم بكل الأشياء.

* شارك في حياة المدرسة.

* كي تكون صداقات فأنت بحاجة إلى التعامل مع المعلمين الآخرين كأصدقاء لك.

ربما يكون من الصعب النجاح إذا كانت المدرسة هي المكان الأمثل بالنسبة لك. قم بزيارة موقع المدرسة (تذكر أنه تسويق لكن ينبغي عليك أن تعرف بعضا ما تفعله المدرسة). النتائج هي جزء من ذلك، لكنها ليست القصة كاملة. إذا حصلت على وظيفة في مدرسة قد لا تشعر أنها الأنسب بالنسبة لك، فلا تخش من تركها والبحث عن عمل آخر.

* خدمة الـ«غارديان» خاص بـ«الشرق الأوسط»