مخترعون سعوديون يأملون تطوير مخترعاتهم وتحويلها لمنتجات صناعية

السعودية تتوج بـ6 ميداليات و8 جوائز في معرض «إينا» الألماني

السعودية حصدت جوائز بالجملة في تجمع أكبر كرنفال للاختراعات
TT

حصدت السعودية ميدالية ذهبية وفضيتين وثلاث برونزيات إلى جانب ثماني جوائز من بين 800 اختراع من 37 دولة خلال فعاليات المعرض التجاري الدولي للأفكار والاختراعات والابتكارات (إينا) الذي احتضنته مدينة نورنبيرغ بألمانيا في واحدة من أكبر الكرنفالات المتوجة للمخترعين في أنحاء العالم.

ولم يتوان المخترع السعودي مصطفى الحويدر أثناء إكماله لدراسته الجامعية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، عن تحقيق طموحه في البدء برحلة الألف ميل لتطوير مخترعه العلمي الذي يعمل على توليد الطاقة الكهربائية. يقول مصطفى: «بدأت العمل على المخترع من واقع شغف بالهندسة الميكانيكية ولكن لمتطلبات سوق العمل درست هندسة البترول في الجامعة التي منحتني دعما ماديا لتنفيذ المخترع وتسجيل براءة الاختراع، وحاليا بعد فوزي بالميدالية البرونزية في معرض (إينا) بألمانيا بدأت بتسويقه للشركات المهتمة بالطاقة المتجددة لكونه يحتاج لتطوير قبل نزوله للسوق بشكل نهائي».

وعن عمل الجهاز ذكر الحويدر في حديثه مع «الشرق الأوسط» أن الجهاز يستغل حركة الأمواج الصغيرة في البحر لتحويلها إلى طاقة كهربائية بطريقة جديدة، تسهم في توفير هذه الطاقة في المناطق الساحلية والجزر.

ويستطرد الحويدر: «فكرة تحويل أمواج البحر إلى طاقة كهربائية ليست جديدة لكن الجديد هو طريقة عمل هذا الجهاز، حيث تتم تحويل الطاقة الحركية للأمواج إلى طاقة كامنة وتخزينها في زنبرك أو نابض حلزوني يتم التحكم فيه بعامود للتوقيت، فيتم ضغط الزنبرك بشكل تدريجي بالحركة العمودية الصاعدة من الأمواج بواسطة جسم عائم متصل بالجهاز ويكون أحد أطراف الزنبرك مثبتا بعامود التوقيت». ويكمل مصطفى: «بعد أن تتجمع في الزنبرك طاقة كامنة قوية يتم تحرير الزنبرك ليتم تحويل الطاقة الكامنة المتجمعة إلى طاقة حركية قوية قادرة على تحريك مولد كهربائي بشكل فعال، فهذا الجهاز مميز بقدرته على الاستفادة من أي نوع من الأمواج سواء كانت صغيرة أم كبيرة. كما يتميز ببساطته وسهولة إنتاجه وصيانته، إضافة لأنه لا يحتاج مساحات كبيرة من المسطحات المائية ولا يعيق حركة السفن لأنه مغمور في الماء ومثبت في القاع». ومن واقع عايشه المخترع نبيل ياسين شرف بطبيعة عمله في المجال التقني كمصمم ومطور أنظمة ويندوز، نبعت فكرة اختراعه بعدما عانى من ارتفاع درجة حرارة جهاز الحاسب الآلي بصورة كبيرة، فقد اخترع جهاز بنظام التبريد المائي لوحدات المعالجة وشرائح الحاسب الآلي، تخفض حرارة الجهاز التي ترتفع من جراء تشغيل البرامج والتطبيقات ذات السعة الكبيرة، والتي تستهلك طاقة وجهد المعالجات وذاكرة الجهاز مما يسبب ارتفاع حرارة الجهاز بشكل دائم.

يقول نبيل ياسين: «حاولت اللجوء لجميع طرق وأجهزة التبريد المتوفرة في الأسواق ابتداء من المراوح عالية الأداء إلى أنظمة الراديترات، وبعد إجراء اختبارات كثيرة عليها لم أجد الحل الأنسب للتبريد ولم أجد إجابة على السؤال الذي كنت أبحث عنه وهو ما المطلوب لجعل الشرائح الإلكترونية تعمل بشكل أسرع وأداء ثابت دون أن ترتفع درجة حرارتها ودون أن تتأثر بدرجة الحرارة البيئية المحيطة».

ووجد نبيل ضالته في فكرة اخترعها لجهاز تم وضعه تحت الاختبار الدقيق لفترة تزيد عن السنة للتأكد من جودته وثبات أدائه، قبل تسجيله في منتصف عام 2005 والحصول على براءة اختراع من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالسعودية، ومن المكتب الملكي الفكري البريطاني لبراءة الاختراع في بريطانيا، كما تم فحصه وتقييم جودته التسويقية من قبل أحد مكاتب تقييم الاختراعات في الولايات المتحدة الأميركية. وحصد اختراعه الميدالية الذهبية لأفضل اختراع من اتحاد المخترعين بتايوان، والميدالية البرونزية بمعرض «إينا» الألماني كأفضل أداء.

وبحسب المخترع السعودي فإن جهاز «نظام التبريد المائي لأجهزة الحاسب» يمثل مفهوما جديدا لعلاج وحل مشكلات ارتفاع درجة حرارة جميع أنواع الشرائح والرقائق الإلكترونية، وخاصة معالجات الجيل الجديد من الحواسيب التي تتطلب نظام تبريد مستقرا يساعدها على القيام بأفضل أداء لها، دون التأثر بدرجة الحرارة الخارجية أو البيئية، من خلال نظام تبريد مائي يقوم بإزاحة الحرارة الكامنة من المعالجات وتبريدها في وقت سريع جدا. ويقدم الجهاز خدمة لجميع أنواع أجهزة الكومبيوتر الخاصة منها والعامة والمستخدمة بشكل يومي أو بشكل احترافي، لا سيما الأجهزة التي تنتج حرارة شديدة وبشكل متواصل كخوادم الشركات والأجهزة الطبية والمعدات الصناعية وأجهزة الألعاب الاحترافية والأجهزة التي يتم تعديل وزيادة جهد معالجاتها إلى حدودها القصوى.

إلى ذلك فازت كل من المخترعتين هديل إسماعيل ووجدان بكاري جائزة أوسكار الاتحاد العالمي للمخترعين في مجال الاختراعات الصديقة للبيئة وجائزة من الكلية التقنية للإبداع والابتكار في ألمانيا عن فكرة استغلال كمية من الورق في صنع ألوان طلاء، مستفيدتين من كميات الأوراق والمناهج المرمية في نهاية كل عام.

وذكر الدكتور محمود نقادي نائب الأمين العام لـ«موهبة» أن هذه المشاركات تكسب المخترعين السعوديين فرصة للاطلاع على ما يستجد من أفكار إبداعية، فضلا عن فائدة التواصل مع الخبراء ورجال الأعمال حول العالم التي من شأنها أن تعود بالنفع على المخترعين السعوديين على جميع المستويات.

وأشار الدكتور نقادي، إلى أن المشاركة أعطت المخترعين الذين يشاركون للمرة الأولى فرصة للتطوير والعمل على إبراز قدراتهم أمام الخبراء ورجال الأعمال والمشاركين من دول العالم، لافتا إلى أن الكوادر الوطنية تملك جميع مقومات الإبداع في ظل ما توفره السعودية من إمكانات لاحتضان هذه الكوادر ورعايتها والمنافسة بها في المشاركات الدولية. وأضاف أن أهم مكاسب تحققها المشاركات السعودية هي إيجاد اتصال مباشر بين المستثمرين من مختلف دول العالم والمبتكرين واطلاع المخترعين السعوديين على أحدث المخترعات في الكثير من المجالات، إضافة إلى إبراز المقدرة الوطنية في الابتكار والاختراع، وعرض المخترعات السعودية وتسويقها، والاطلاع وكسب الخبرات التنظيمية وأساليب العرض، وتفعيل التواصل بين «موهبة» والمؤسسات العالمية الأخرى. من جانبه حصل الطالب السعودي يوسف مطر القوس أحد طلاب إدارة الموهوبين بالطائف والمسجل بقاعدة البيانات لديها وأحد طلاب لجنة رعاية الموهوبين بمدرسة الشيخ عبد العزيز بن باز الثانوية بالحوية شمال الطائف، على الميدالية البرونزية في معرض IENA بألمانيا للمخترعين الذي أقيم مؤخرا بعد أن اخترع جهاز مبتكر لتحديد مواقع المركبات واتجاهاتها وسرعتها، كما يقوم الجهاز بالتبليغ عن أي حادث أو طارئ يصيب المركبة لجهات الطوارئ خلال 20 ثانية.

وقد شمل المعرض أكثر من 800 اختراع وابتكار من 37 دولة، وشهد زيارته مختصون في مجال الابتكار، والاختراع من أكثر من 38 دولة، وأقيم المعرض لضمان استمرار البحث العلمي والتقني في المستقبل من خلال الوقوف إلى جوار الشباب الباحثين في مجال العلوم والتقنية، الجدير بالذكر أن الطالب قد حصل على جائزة المركز الأول ببرنامج هذا اختراعي من إدارة الموهوبين بالطائف للعام الماضي، وبإشراف ومتابعة من معلم الموهوبين بإدارة الموهوبين أيوب العواجي ومنسق الموهوبين بالمدرسة محمد صالح السيالي، وقد تم دعمه من قبل إدارة الموهوبين في تسجيل براءة الاختراع لأحد مشاريعه.

وتحدث الطالب يوسف القوس عن ابتكاره بالقول إن الجهاز يقوم بإنشاء إحداثيات ديكارتية للمركبة المثبت عليها الجهاز المبتكر، ويقوم باستقبال موجات الراديوية (GPRS) لتحديد موقع المركبة، واتجاهها، وسرعتها، بناءً على المخطط الديكارتي، وتحديد الحد الأعلى للسرعة في المسار المراد اتخاذه، وتنبيه المستخدم في حال مخالفته المرور، كما أضاف أن ابتكاره وجد اهتمام كبير من القائمين على المسابقة في ألمانيا، حيث أبدى كثير ممن حضر المسابقة الإعجاب بالابتكار وطريقته السلسة، كما أفاد بأنه اتفق بشكل مبدئي مع شركة BMW للسيارات في تبني ابتكاره وتطويره في سياراتها.

وعلق بندر الحارثي مدير إدارة الموهوبين بتعليم الطائف بقوله إن القائمين على إدارة الموهوبين يسعون دائما لتهيئة الطلاب المبدعين والموهوبين والوقوف بجانبهم حتى تكتمل أفكارهم، مشيرا إلى أن ذلك يتم بالتعاون مع منسقي الموهوبين بالمدارس.