بريطانيا: هل يتوجب على مديري المدارس أن يمتلكوا خبرة في مجال التدريس؟

TT

يقوم المديرون التنفيذيون للشركات بالتنقل من قطاع إلى آخر، بينما يتم نقل وزراء الحكومة إلى مناطق مختلفة بين عشية وضحاها ويتوجب عليهم الحصول على تقارير سريعة من الأشخاص الذين يعملون في هذه المناطق حول طبيعة العمل هناك. ولكن، ما هو الوضع في المدارس، بالنظر إلى أن بعضها أصبحت بالفعل منظمات معقدة تتمتع بميزانيات كبيرة؟

سوف نناقش اليوم على صفحة «غارديان تيتشر نتورك» هذا الموضوع الشائك، واضعين نصب أعيننا حقيقة أن بعض المدارس تكافح من أجل ملء الأماكن الشاغرة في الوظائف القيادية لديها. أظهر استطلاع للرأي تم إجراؤه في العام الماضي أن ثلث المدارس الابتدائية وخمس المدارس الثانوية كان يتوجب عليها معاودة الإعلان عن وظيفة مدير المدرسة الشاغرة لمرة واحدة على الأقل.

تتزايد التعقيدات الخاصة بهذه الوظيفة بصورة مستمرة، وبخاصة في ظل تغير النظام في الغالبية العظمى من المدارس وتحويلها من نموذج المدارس المعتمدة على السلطات المحلية إلى نموذج الأكاديميات الممولة مركزيا، مما يزيد من إمكانية اضطرار المدارس إلى البحث عن طرق غير تقليدية فيما يتعلق بمنصب مدير المدرسة.

عادة ما كان المدرسون وإدارات المدارس يرفضون هذه الفكرة، التي اكتسبت بعض الزخم في هذا البلد على الرغم من إلغاء الشرط الخاص باجتياز المديرين لاختبار وضع المعلم المؤهل، أو «كيو تي إس»، في عام 2001، وهو ما خلف بعض الضحايا في صفوف الوظائف رفيعة المستوى، حيث إن الأشخاص الذين يشغلون المناصب العليا من غير المدرسين لم يكونوا قد أمضوا فترات طويلة في مناصبهم. ولكن ينبغي علينا التوصل إلى حل للمشكلة المستمرة التي نعاني منها فيما يتعلق بخلافة مديري المدارس المتقاعدين، فبعملية ديموغرافية بسيطة، سوف نجد أن نحو نصف مديري المدارس قد تقاعدوا خلال الأعوام الأربعة الماضية.

كان يتوجب على الكلية الوطنية للقيادة المدرسية (إن سي إس إل) تقديم مجموعة من التدابير الرامية لتطوير المواهب القيادية المحتملة: مثل برنامج رؤساء الغد، وهو مسار سريع لملء الأماكن الشاغرة في المناصب القيادية قام بفتح الباب أما تعيين الأشخاص من خارج مهنة التدريس، ولكن تم إلغاؤه بعد عام واحد فقط.

الأمر لا يتعلق بعدم وجود أشخاص لا يعملون بمهنة التدريس ضمن فرق إدارة المدارس. فعلى الرغم من عدم انتشار وظيفة مديري أعمال المدارس (إس بي إم) حتى وقت قريب نسبيا فيما عدا منصب أمين الصندوق في المدارس المستقلة، فإن هذا الأمر قد زاد بصورة كبيرة وتحول إلى مهنة صغيرة خاصة بهم على مدار الأعوام العشرة الماضية أو نحو ذلك، حيث أصبحت المهارات التجارية رفيعة المستوى أمرا شديد الأهمية في مثل هذه الوظائف. وفي هذه الأثناء، قلت سيطرة السلطات المحلية على مدارس الولايات بعدما تم إعطاء الحكومة المركزية والمدارس نوعا من الاستقلال الذاتي.

وفضلا عن ذلك، عادة ما يكون مديرو أعمال المدارس هم الفئة الأكثر اهتماما بتولي المناصب العليا في المدارس. فعلى مدار الأعوام الستة الماضية، تولت إليسون جيفرسون منصب مدير الأعمال في مدرسة «دورهام ترينتي» في «سبورتس كوليدج»، حيث التحقت بالمدرسة بعد عملها في مجال التمويل بالسلطة المحلية، بينما ينصب تركيزها في الوقت الحالي على تولي منصب مدير المدرسة. لم تفكر جيفرسون أبدا في تولي منصب مدير المدرسة، ولكنها مقتنعة أنها تمتلك المقومات التي تؤهلها لتولي هذا المنصب.

تقول جيفرسون: «لا أعتقد أنه يتوجب عليك أن تكون مدرسا كي تشغل منصب مدير المدرسة. لقد أصبحت المدارس مثل الأعمال التجارية في الوقت الحالي، ولا أعتقد أن شخصا واحدا يستطيع أن يأخذ الأمر كله على عاتقه. لا يتوجب عليك أن تمتلك خبرة في كل المجالات، طالما يقف إلى جوارك الفريق المناسب».

* خدمة «الغارديان» خاص بـ «الشرق الأوسط»