«خبراء التنمية»: 3% فقط من الطلاب العرب يكتبون خططهم ويتابعونها في الجامعات

التخطيط التعليمي الناجح يقلل نسب البطالة بعد التخرج

المشروع يهدف خلق بعد زمني لتطبيق نماذج التخطيط الجامعي
TT

أرجع مركز خبراء التنمية لـ«الشرق الأوسط»، أسباب تنامي البطالة في العالم العربي، إلى قصور ثقافة التخطيط لدى الطلاب العرب، وأن 30 في المائة منهم يكتبون خططهم، و3 في المائة فقط يكتبون خططهم ويتابعونها في الجامعات العربية.

وقال محمود الحسن، المشرف العام على مشروع خبراء التنمية في السعودية لـ«الشرق الأوسط»، إن «أكثر التخبطات التي ينجرف إليها الطالب العربي هي عدم وجود آلية تخطيط واضحة لسير حياته، مما يدفعه نحو الانجرافات والانحرافات».

وأفاد الحسن أن غياب التخطيط للطالب العربي على المستوى الشخصي يقوده نحو الإساءة لنفسه ولوطنه ولأمته بشكل كبير، والسبب هو عدم وجود هدف، مشيرا إلى أن ثقافة التخطيط في العالم العربي هي ثقافة جديدة، انطلقت من أميركا وعنيت بها «هارفارد» بشكل كبير.

وأشار الحسن إلى أن معظم المؤسسات التعليمية تفتقر إلى طرائق التحليل بالإحصاء وإشارات نقاط القوة والضعف والفرص، وهو أمر تنضوي تحته جميع الخطط سواء كانت شخصية أو غير شخصية، أو أداة تحليل شخصي من إنتاج جامعة «هارفارد»، وهي الطرق التسعة المتعارف عليها وهي ذات صبغة أميركية، لا يوجد بها جانب أوروبي ولا عربي.

وأفاد المشرف العام على مشروع خبراء التنمية أن جميع الجامعات العربية تأخرت كثيرا على المستوى التخطيط، وأن كثيرا من الطلاب العرب يكتشف خطأ «التخصص» بعد تخرجه، مؤكدا أن 30 في المائة من الطلاب العرب يضعون خططا لتخصصاتهم ولا يكتبونها، وأن 3 في المائة فقط هم من يضعون خططهم ويكتبونها.

وحول الخطط التي تنهجها «خبراء التنمية» أنها تدفع الطالب العربي لكتابة أهدافه وطموحاته، ومن ثم تقوم بتحويلها إلى أهداف وشروط ذكية، ومن ثم نقوم بعملية تركيب هذه الأهداف حسب الأهمية ومن ثم الأقل أهمية، ونبحث بعدئذ إلى أن نأخذ هدفا أو هدفين من أهداف «الحياة»، حسب أهميتها بالنسبة له، ويضعها ضمن إطار زمني حتى ينفذها.

وقال الحسن إن معظم الطلاب العرب يخفقون في متابعة خططهم مرحليا، لذا قمنا بتصميم برنامج يمهد لوضع خطط على مدار الخمس سنوات؛ حيث نقوم بتوزيع تلك الخطط على مدار الخمس سنوات، ونقوم كذلك بتوزيع الخطط على الشهور والأيام وهلم جره.

إلى ذلك، قالت الدكتورة ليلى العمري، المتخصصة في التخطيط والدراسات الاستراتيجية التعليمية لـ«الشرق الأوسط»، إن «على أي جامعة أن تطور أداءها باستمرار وبصفة دورية، وتهتم بالمنتج النهائي، وهو الخريج، بما يتناسب مع التغيرات التي تحدث في المجتمع لكي تقدم خريجا مهيأ ومسلحا بكل الوسائل التي توائمه وتلائمه في سوق العمل.

وأشارت إلى أهمية وجود مراجعة دورية للأنظمة واللوائح والبرامج المعمول بها والسارية التنفيذ، ومن أهمها الخطط الدراسية للمرحلة الجامعية. وأن إصلاح النظام التعليمي أصبح ضرورة وأمرا حتميا من ناحية مستوى البرامج والمقررات والمؤسسات التعليمية، لكي تخرجها من ثقافة الحد الأدنى إلى ثقافة الإتقان والجودة، ومن ثقافة التسليم إلى ثقافة التقويم التربوي والعلمي في جميع سلوكيات الطالب.

ولوحت العمري إلى أهمية الانتقال في المرحلة الجامعية من ثقافة التذكر والاجترار إلى ثقافة الإبداع والابتكار، ومن السلوك السلبي إلى السلوك الإيجابي، ومن القفز إلى النواتج إلى المرور بالعمليات، ومن الاعتماد على الآخر إلى الاعتماد على الذات، ومن التعلم المحدود الأمد إلى التعليم مدى الحياة، أو بالأحرى تعليم التعلم وطرقه، فلا بد إذن من الخروج من المستويات الدنيا في عملية التقويم إلى المستويات العليا. وكل ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا عندما توجد خطط دراسية يتم إنجازها وبناؤها في ضوء معايير وأطر عالمية تحقق جودة التعليم والتعلم الذاتي المطلوب وما يتناسب مع سوق العمل ومتطلبات المستقبل.

وقالت العمري: «ينبغي بدء العملية في وقت مبكر، وإعطاء النفس على الأقل ستة أشهر للتخطيط لمسار جديد، بمصاحبة الدورات الناجحة التي تتطلب تخطيطا دقيقا ومراجعة مستمرة، مع أهمية التشاور مع الزملاء الذين قاموا بالتدريس في دورات مماثلة أو مشابهة للتعلم من استراتيجياتها وإعطاء انطباعاتهم العامة للطلاب الذين عادة ما أمضوا أوقاتا متباينة في الدورات التعليمية.

وأشارت أستاذة التخطيط إلى أنه إذا كنت في الفريق التدريسي الجامعي وتعمل على تقوية خططك، فينبغي عليك أنت وشريكك في العمل تلبية ما لا يقل عن ستة أشهر مقدما لمناقشة الأهداف وتعليم الفلسفات، وتطبيق محتوى الدورات المقترحة، وأساليب التدريس، وبالطبع السياسات، فضلا عن المسؤوليات المحددة لكل مدرب.

إلى ذلك، قال الدكتور محمد حسنين، أستاذ المناهج في جامعة أم القرى، إنه «من المهم تحديد الأهداف للتخطيط وتوضيح ما يدفع الطلاب على التعلم والإنجاز»، مبينا أن وجود هذه الأهداف في الاعتبار بالطبع يساعد في اتخاذ قرارات بشأن المحتوى الذي يشمل أساليب التدريس المتبعة، وما هي أنواع المهام والامتحانات المناسبة للحصول على مقدمة مفيدة لتخطيط المناهج الدراسية التي تبدأ مع أهداف حاسمة لتعليم الطلاب.

وذكر حسنين أنه عند تحديد الأهداف بالطبع، والتركيز على تعلم الطلاب طريقة واحدة لصياغة هذه الأهداف ينبغي تحديد ما ينبغي على الطلاب تعلمه من حيث المحتوى، والتنمية المعرفية، والتنمية الشخصية، كما يمكن للطالب أن تكون محددة بغية التأكد من الأهداف وتعريف التعلم بطرق يمكن قياسها.

وقال أستاذ المناهج يجب على جميع الطلاب المعلمين استكمال خطط الدروس اليومية لكل درس لتدريسه، وتقاسم هذه خطط الدرس مع المعلم والمشرف، كما يجب أن يتم تضمينها في محفظة المعايير القائمة على أن تكون معقولة في معالجتها وطباعتها، مؤكدا أهمية الجودة والمعايير في الدورات التي تدرس في الجامعة وهي مسؤولية جميع أعضاء هيئة التدريس، لذا من المتوقع أن يكون أعضاء هيئة التدريس أداة لتطوير التخطيط بشكل فعال وممتاز، بحكم أن جودة التعليم جزئيا تظهر من خلال عملية استعراض الأداء الأكاديمي، وتوفير الجامعة فرص التدريب والتطوير المهني من خلال مراكز التطوير الأكاديمي.

واختتم حسنين بالقول: «الوقت هو جوهر المسألة والطالب الناجح هو الذي يستفيد من كل الموارد المتاحة لتوفير الوقت، في وقت يجب أن يبحث فيه الطالب عن كل أنواع المساعدة للحفاظ على نجاح المخطط التعليمي، والعمل نحو محاولة لتقديم أكثر من مجرد أداة لصندوق المعلم، وبحث كل خطة دراسية ممكنة عبر الإنترنت بشكل منهجي أفضل لكل موضوع والمدرجة تحت كل فئة».