أميركا: مقاطع فيديو تساعد مديري المدارس في التعرف على المعلمين الجدد

واشنطن تنتقي معلميها لخوض تجربة إعطاء دروس للطلاب بشكل عملي

TT

تدرك تيرسيا سورز، التي تقوم بتدريس مادة الرياضيات بإحدى المدارس المتوسطة منذ ست سنوات، صعوبة الدروس. لقد ساعدت مئات الطلاب في حل معادلات خطية، ولم تكن تعلم شيئا عن الكاميرا الرقمية بزاوية 360 درجة التي تم زرعها في الفصل الدراسي.

كان الظهور بمظهر الضيف الذي ظهرت به سورز في فصل دراسي بالصف الثامن ما قبل الجبر بمدرسة جيفرسون المتوسطة اختبارا عمليا على الأداء، جزءا من جهود تقوم بها العاصمة واشنطن من أجل إضفاء المزيد من الصرامة والانتقائية على عملية تعيين المعلمين. مع إثبات الأبحاث أن كفاءة المعلم هي العامل المسيطر داخل المدارس الذي يوجه الأداء في الاختبارات القياسية، تنضم العاصمة إلى حركة وطنية ممثلة في إقحام الكاميرات في الفصل الدراسي. ويتمثل الهدف من وراء ذلك في الوصول إلى الوصفة المحيرة لـ«النكهة السرية» في عملية التدريس؛ السمات والممارسات التي تجعل المعلمين أكفاء.

تنفق مؤسسة «بيل آند ميليندا غيتس فاونديشن» ملايين الدولارات في إطار جهود تهدف إلى وضع «مقاييس للتعليم الفعال»، وهو مشروع اعتمد على تجميع تسجيلات فيديو لأكثر من 24 ألف درس في فصل دراسي في بيتسبرغ ونيويورك وتامبا ومناطق أخرى. وقد تلقت العاصمة أيضا منحة من مؤسسة «غيتس» من أجل إعداد مكتبة فيديو تضم لقطات تظهر أبرز المعلمين في النظام المدرسي أثناء قيامهم بالتدريس. وسوف يتم تقديمها بوصفهم أداة تطوير مهني في العام الدراسي المقبل.

تعتبر مبادرة تعيين المدرسين في المدارس الحكومية بالعاصمة واشنطن استثنائية نظرا لأن المسؤولين يعتمدون على تركيب كاميرات بالواجهة الأمامية، مستخدمين لقطات الفيديو التي يتم تسجيلها من داخل الفصل الدراسي للمساعدة في اختيار أفضل المرشحين لشغل وظيفة معلمين.

«على مدار عدة سنوات، كانت المدارس الحكومية في واشنطن العاصمة معروفة بمبدأ (احضر فقط وسوف يمكنك أن تحصل على وظيفة)»، هذا ما قاله جاسون كامراس، رئيس قسم رأس المال البشري بنظام المدارس. فضلا عن ذلك، فهو أيضا خريج جامعي ببرنامج «تيتش فور أميركا»، وهو برنامج توظيف معروف بالانتقائية.

قال كامراس: «سوف يروق لنا أن نكون أحد الأماكن المتميزة للتدريس في أميركا وأن يعرف أي شخص يرغب في شغل وظيفة معلم أنه يجب أن يتمتع بكفاءة حقيقية للتدريس في المدارس الحكومية بواشنطن».

لقد كان تعيين المعلمين في ما مضى معتمدا على السير الذاتية والإحالات والمقابلات الشخصية. ما زال خوض تجربة التدريس في فصل دراسي حقيقي أسلوبا نادرا. على سبيل المثال، توصل استبيان جديد للمعلمين بولاية لوس أنجليس، الذي أجراه المجلس الوطني لكفاءة المعلم، إلى أن 13 في المائة فقط من المتقدمين لشغل وظيفة معلمين هم من طلب منهم إعطاء درس تجريبي في فصل دراسي وذلك جزءا من عملية اختيار المرشحين المناسبين.

ومن خلال شرط الاختبار العملي للأداء، تسعى العاصمة واشنطن إلى وضع معيار أعلى من مدارس الضواحي صاحبة مستوى الأداء المرتفع. لا تلزم مدارس مقاطعتي فيرفاكس أو مونتغومري المرشحين للعمل معلمين بإعطاء درس عملي للطلاب، على حد قول مسؤولين، على الرغم من أن بعض مديري المدارس قد طالبوا بهذا الشرط. ويعتبر نظام «فيرفاكس» واحدا من العديد من النظم التي تستخدم استبيان «غالوب تيتشر إنسايت سيرفاي»، وهو اختبار على الإنترنت مصمم خصيصا لإجراء فحص دقيق للقيم الأساسية للمرشحين لوظيفة معلمين وقدراتهم على إشراك الطلاب في عملية التعلم.

بالنسبة لسورز، التي قامت بالتدريس في مقاطعة برينس جورج وتعمل الآن بمدرسة «فرانسيس هاموند» المتوسطة بمدينة الإسكندرية، كان اختبار الأداء هو آخر اختبار في نظام تضمن «اختبارا يتعلق بمعرفة المحتوى التربوي» يطلب منها تحليل مشكلة في مادة الرياضيات وقع فيها طالب واقتراح استراتيجية لإعادة تدريس المادة. بعدها، جاءت مقابلة مدتها 30 دقيقة في المقار الرئيسية لمدارس العاصمة، حيث طلب منها تدريس درس مدته 10 دقائق أمام معلمين رفيعي المستوى عن موضوع من اختيارها. اختارت سورز موضوع «ضرب المعادلات متعددة الحدود».

سوف يخضع أداؤها العملي الذي تبلغ مدته 30 دقيقة في مدرسة جيفرسون المتوسطة - في فصل دراسي فعلي في مدرسة جنوب غربي العاصمة واشنطن - لتقييم مسؤولين بالمدارس، ممن يستخدمون كاميرا 360 درجة في تقييم أدائها واستجابة الطلاب أيضا.

وفي حالة ما إذا راق لهم ما يرونه، فسوف يقومون بتحميل مقطع الفيديو مع بقية تطبيقها على بوابة إلكترونية يمكن لمديري المدارس دخولها للتعرف على المرشحين لشغل وظائف معلمين. من المتوقع أن تقوم العاصمة، التي توظف قرابة 4 آلاف معلم، بتعيين عدد يتراوح بين 600 و800 معلم للعام الأكاديمي المقبل. ويعكس هذا العدد معدل الدوران المعتاد، جنبا إلى جنب مع الأماكن الشاغرة المتوقع أن تظهر في الصيف مع تسريح المعلمين الذين تكون نتائج تقييماتهم ضعيفة.

تلقت سورز إخطارا مدته 48 ساعة حول الجوانب المتوقع أن تغطيها في الدرس المسجل على شريط فيديو، لكنها دخلت الغرفة وهي لا تدري شيئا عن طلابها أو قدراتهم وثيقة الصلة. وعنى هذا، فإن وقت المشاهدة أتى ببعض المفاجآت..

* «حينما تضيف إلى موجب 9y سالب 3y، فماذا سيكون الناتج؟».

- «سالب 6»، هكذا علت مجموعة من الأصوات بالإجابة.

«ماذا تقولون؟؟؟».

«موجب 6!».

«جيد جدا. أتفهمون لماذا موجب 6؟».

إن ما لا يدركه أحد بعد هو ما إذا كان أي من تسجيلات الفيديو سوف يؤدي إلى إنجاز أكبر للطلاب. وقالت ديبرا ريدر، مدير خدمات التوظيف بمدارس مقاطعة فيرفاكس، التي يتعين عليها تعيين نحو 1300 معلم قبل بداية العام الدراسي المقبل، إنها ليست على يقين مما إذا كانت المبادرة تستحق الوقت والمجهود بالفعل أم لا.

قالت: «ما أود أن أراه هو بعض البيانات بمجرد تفعيل هذا النظام في العاصمة واشنطن». وأضافت: «أود رؤية البيانات المتعلقة بنجاح البرنامج. يبدو أن الأمر يتطلب وقتا وجهدا مكثفين».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»