ثمانيني يفي بوعده ويحصل على ماجستير في التسويق عبر الإنترنت

تيتوس فرحا بنيله شهادة الماجستير في التسويق
TT

يتمتع روبرت تيتوس بروح دعابة عظيمة، وعند سؤاله عن حصوله على درجة الماجستير مؤخرا في إدارة التسويق، أجاب تيتوس، البالغ من العمر 80 عاما: «كنت أريد الحصول عليها في صغري حتى يتسنى لي البدء في عمل جيد».

ولكن تيتوس لا تراوده أي أوهام بالحصول على وظيفة في مثل هذا العمر، وهو غير منزعج من ذلك، فبعد مرور أكثر من عقد على إحالته للتقاعد، يشعر تيتوس أنه أكثر سعادة من أي وقت مضى.

لماذا سعيت للحصول على هذه الدرجة؟

يقول تيتوس، وهو بائع سابق ويعيش في هيوستن: «لقد وعدت أمي منذ سنوات كثيرة بأنني سأحصل على هذه الدرجة. وبالنسبة لي، يعد هذا الأمر إنجازا كبيرا للغاية».

وبفارق كبير، كان تيتوس أكبر أعضاء صفه الدراسي في جامعة «دبليو جي يو» في تكساس، وهي جامعة على الإنترنت لا تهدف للربح وتم إنشاؤها في عام 2011 عن طريق أمر تنفيذي أصدره حاكم ولاية تكساس ريك بيري.

شهدت جامعة «دبليو جي يو» تخرج ما يزيد على 440 طالبا، بينما وصل متوسط العمر في هذه المجموعة إلى 39 عاما ومتوسط الوقت اللازم للحصول على هذه الدرجة نحو ثلاثة أعوام ونصف.

ومثل الكثير من الخريجين، كان تيتوس طالبا بالفعل في جامعة «ويسترن جفرنرز» التي تم تأسيسها منذ 15 عاما، والتي تعتبر جامعة «دبليو جي يو» في تكساس فرعا منها، حيث التحق بالجامعة في عام 2006. من المعروف أن الجامعة تسمح للطلبة بالمضي قدما في الدراسة على أساس درجة الإتقان التي وصلوا إليها وليس الوقت الذي أمضوه في الدراسة، لذا حصلت الجامعة على الكثير من الثناء باعتبارها خيارا مثاليا للبالغين العاملين.

وفي الوقت الذي يتطلع فيه كل الطلاب للمضي قدما في الدراسة، يقول مارك ميليرون، رئيس جامعة «دبليو جي يو» في تكساس، إن الحافز الذي تمتع به تيتوس كان متماشيا مع مهمة الجامعة، مضيفا: «في بعض الأحيان تريد أن تثبت لنفسك أنك تستطيع القيام بشيء ما فحسب، وهذا الأمر جيد كي نستطيع تحديد هويتنا».

لم تكن المؤسسة التي أكمل فيها تيتوس رحلته التعليمية مختلفة كثيرا عن تلك التي بدأ فيها الرحلة، حيث كان المبنى الدراسي مكونا من غرفة واحدة ويقع في المناطق الريفية من ولاية بنسلفانيا.

يقول تيتوس، الذي يقوم بالكتابة على الكومبيوتر مستخدما إصبعا واحدا: «لم أكن يوما جيدا في استخدام الكومبيوتر، وما زلت كذلك حتى الآن».

من الجدير بالذكر أن تيتوس لم ينجح في الكثير من المحاولات التي قام بها للدراسة في الجامعات التقليدية، حيث فشلت محاولته الأولى، والتي جاءت بعد تخرجه في المدرسة العليا مباشرة، نظرا لالتحاقه بقوات البحرية الأميركية ومشاركته في الحرب الكورية. وعند عودته من الحرب، بدأ تيتوس حياة مهنية طويلة في مجال المبيعات، ومعظمها كان في شركة للمطاط. وبشكل دوري، كان تيتوس يلتحق بالدراسة في الجامعات القريبة ولكنه لم يتمكن أبدا من الاستمرار في الدارسة.

يقول تيتوس: «كان هدفي الأساسي هو دفع فواتيري».

وعقب إحالته للتقاعد، حاول تيتوس مرة أخرى الالتحاق بإحدى الجامعات، ولكنه لم يكن يرغب في الذهاب إلى حرم الجامعة المادي.

وبعد البحث على شبكة الإنترنت، التحق تيتوس بجامعة «دبليو جي يو» في تكساس، وهو ما يعود بصورة كبيرة إلى أسعارها المعقولة، على حد تعبيره.

ويؤكد تيتوس أن الجانب السلبي الوحيد في هذا البرنامج الافتراضي هو عدم الالتقاء بالناس، ولكنه تمتع باستكمال العمل في الصف الدراسي بطريقته الخاصة، مشددا على اعتزازه بالمكالمات الهاتفية الأسبوعية التي كان يجريها مع جانيلي كوستارد، من مدينة أرلينغتون وهي المشرفة على عمله.

ويقول تيتوس: «في بعض الأحيان، كنت أشعر برغبة في التراجع، ولكنها كانت تعطيني الدفعة للاستمرار».

وعلى الرغم من أنه لم يستطع حضور حفل بدء الدراسة في جامعة «دبليو جي يو» في تكساس، والذي أقيم في مدينة أوستن في الشهر الماضي، يفتخر تيتوس كثيرا بشهادته ويقوم بتعليقها فوق مدفأته. وعند سؤاله عما تعنيه هذه الشهادة بالنسبة له، رفع تيتوس يده ثلاث مرات إلى الأعلى، وفي كل مرة كان يصرخ قائلا: «نعم! نعم!».

أضاف تيتوس: «هذا ما تعنيه بالنسبة لي. ومثلما قلت، فقد وعدت أمي أنني سأحصل على هذه الشهادة يوما من الأيام».