المستشار بالسفارة الفرنسية لـ «الشرق الأوسط»: ما يقارب 12 ألف طالب يدرس اللغة الفرنسية بالسعودية

3 تحديات لإدخال لغات جديدة في مدارس المملكة

TT

قدر المستشار بالسفارة الفرنسية بالسعودية جان لوي لافي أعداد المستفيدين من برامج السفارة الفرنسية بالسعودية ما بين 12 و15 ألف طالب سعودي يتعلم اللغة الفرنسية في موطنهم، مشيرا إلى أن السفارة تطمح للتوسع في عمل الكثير من الفعاليات الثقافية والتعليمية، خارج نطاق السفارة الفرنسية وفي جميع مناطق السعودية.

وقال في تصريحه لـ«الشرق الأوسط»، : «يهمنا وجود حوار بين الثقافتين السعودية والفرنسية؛ لأن باعتقادي الشعب الفرنسي لا يعرف السعودية وثقافتها بقدر كبير بمن فيهم نحن فلما انتقلنا من فرنسا للرياض لم تكن لدينا إلا أفكار محدودة جدا عن السعودية». وحول التعاون في المجال التعليمي ذكر الملحق الثقافي الفرنسي السيد بيير فينسنت أن التعاون في المجال التعليمي بين السعودية وفرنسا أثمر عن تزايد ملحوظ في أعداد الطلاب السعوديين الدارسين في فرنسا خلال السنوات الخمس الماضية، بما يقارب 1300 طالب مقابل 50 طالبا فقط قبل عام 2008، . وأوضح أن الاتفاقيات بين السعودية وفرنسا في إطار تفعيل استراتيجية الشراكة بين البلدين، أسفرت عن توافد الكثير من الطلاب السعوديين للدراسة في فرنسا، والكثير منهم يحاولون التعزيز والترويج لثقافتهم بين زملائهم في فرنسا.

وعطفا على تعليم اللغات في السعودية، فقد أسست السفارة الفرنسية في السعودية معهد «إليانس فرانسيز» لتعليم اللغة الفرنسية للسيدات والرجال في المدن الرئيسية بالسعودية بالرياض وجدة والخبر، إضافة للتعاون مع الجامعات السعودية كجامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة حائل، وجامعة تبوك، بتوقيع عدة اتفاقيات معهم قدرت بـ60 اتفاقية بين السفارة والجامعات. وتعمل السفارة لتفعيل تعليم اللغة الفرنسية مع عدة مدارس أهلية في السعودية لتعليم اللغة الفرنسية كمناهج إضافية، إضافة لتأسيس ثلاث مدارس فرنسية بالسعودية يدرس فيها نحو 3 آلاف طالب سنويا. ويواجه تعلم اللغات الجديدة في المدارس السعودية تحديات عدة، خاصة بالمرحلة العمرية والدراسية للطالب، والمنهج المناسب للتعليم، وكذلك توفر الكادر التدريسي المتقن للغة وتعليمها بشكل سليم، علاوة على إيجاد أوقات لحصص إضافية في اليوم الدراسي كافية لضمان إتقان الطالب للغة أو أساسياتها على أقل تقدير.

ويرى أحد المستثمرين السعوديين في المجال التعليمي (فضل عدم ذكر اسمه) في حديثه مع «الشرق الأوسط»: أنه بالإضافة إلى ما يحتاجه تعليم أي مادة من توفير المعلمين والمصادر، هناك حاجة ماسة لإقناع الأطفال وأهاليهم بأهمية تعلم هذه اللغة والعوائد من تعلمها، أيا كانت، ثقافية أو فكرية أو مادية، مشيرا إلى أن الدراسات والأبحاث التعليمية عامة توصلت إلى أن تعليم اللغة في مرحلة مبكرة يعطي فرصة أقوى لفهم وممارسة اللغة كلغة أخرى للطفل، لذلك ينصح بعدم تأجيل دراسة لغة ثانية لما بعد بلوغ الطفل سنوات، ويضيف: «لا يوجد مراحل تستوعب أو لا تستوعب، في حال الاتفاق على أهمية تعليم لغة ثالثة سيتم إيجاد مجال لها حتما ضمن اليوم الدراسي، كما تم الأمر مع (التربية الوطنية) وغيرها من المواد التي لم تكن جزءا من الخطة الدراسية إطلاقا».

أسماء مبارك الحتان المشرفة العامة على أحد مدارس رياض الأطفال بمدينة الرياض ذكرت أن المدرسة تدرس الأطفال في مرحلة الحضانة والمرحلة التمهيدية، مقررات اللغة إنجليزية بمناهج أميركية لتهيئة الطفل لدخول المدارس الأجنبية، إضافة لوحدات لمناهج اللغة العربية ليتطور الطفل ويصبح قادرا على التعاطي مع مناهج وزارة التربية والتعليم في المرحلة الابتدائية، بالإضافة إلى المنهج الموجه من الحروف والأرقام لتهيئة الطفل لقراءة كلمات ثلاثية بعد التخرج من هذه المرحلة.

تقول الحتان: «نحن نطبق تدريس اللغة العربية والإنجليزية بنفس الكثافة، وعليه فإن عند إدخال لغة جديدة يتوجب علينا تخيير الأهالي بين تدريس أطفالهم للغة عربية وإنجليزية أو عربية ولغة أخرى كالفرنسية، لكون تدريس اللغات يتطلب وحدات إضافية تتراوح بين ساعة أو ساعتين يوميا من أصل ست ساعات يقضيها الطفل في المدرسة، إضافة لمنهج ممتاز ومعتمد يؤهل الطفل لإتقان اللغة، وكذلك وجود معلمات متقنات للغة وقادرين على تدريسها للأطفال».

وتختلف رؤية عمر الجريسي رئيس شركة «المناهج التعليمية»، حول تعليم اللغات في للطلاب المدارس حيث يرى أنه من المفترض على المدارس الاستفادة من التقنية بشكل موسع في تعليم اللغات لطلاب المدارس، لحد الاستغناء التام عن معلمي اللغة وتخصيص ساعات إضافية للتعلم الذاتي من خلال مواقع تعليمية، وتطبيقات الأجهزة الذكية التي تقترحها المدرسة على طلابها ثم تشرف عليها وعلى عقد اختبارات نهائية عليها. وأعرب الجريسي عن تأييده لتعلم لغات جديدة كونها تزيد من قدرات الطفل ومهاراته الفكرية، على أن تعطى على جرعات تدريجية بدءا من عمر الصفوف الابتدائية العليا، لا أن يتلقاها في سن مبكرة كرياض الأطفال والصفوف الأولية والتي يجب عليه إتقان اللغة الأم فيها، وقال: «تعلم اللغات مفيد جدا لمستقبل الطفل منها اللغة الصينية والفرنسية والألمانية، مع تحفظي الكبير على تعليمها للطفل أو الطالب في سن مبكرة حتى لا يصيبه التشتت وعدم التركيز».

من جانبه قال فهد العمر، أستاذ اللغات والترجمة لـ«الشرق الأوسط»: إن «برامج تعلم اللغة الفرنسية ليس بجديد على الأوساط السعودية؛ حيث دخلت السعودية من أوائل السبعينات في تعلم البدائل الرئيسية عن اللغة الإنجليزية من خلال الانغماس الكلي والجزئي في وقت مبكر لتعلم الفرنسية».

وأوضح العمر أن ثمة برامج تخدم جميع الطلاب والراغبين لتعلم اللغة الفرنسية، من خلال استخدام محتوى المناهج المعدة للطلاب العرب، واصفا البرامج المحددة الواردة في هذا التوليف بأن آثارها تتلخص على مهارات اللغة الفرنسية التي تعتبر لغة برجوازية في أعين اللغويين، وتتركز أيضا على النتائج الأكاديمية، والتوافق النفسي الاجتماعي.

وأشار أستاذ اللغات إلى أن الأسئلة التي تثيرها البحوث تشمل استراتيجيات التدريس الفعال وتصميم البحوث للغة الفرنسية وعموما، كانت ثلاثة أنواع من البرامج الهادفة نحو أهمية تعلم الفرنسية بشكل ناجح في تعزيز مهارات اللغة الفرنسية المتقدمة مفيدا أن هذا النجاح يرجع جزئيا إلى تدخل الأهل، والمشاركة الاختيارية في تعزيز المواقف الإيجابية نحو الفرنسية، بإيجاد نمط عضوي في الببليوغرافيا يتضمن قائمة شاملة من التقارير والمقالات والكتب التي تتعلق في تعليم الفرنسية في مدن وأرياف فرنسا.