7 دول عربية مرشحة للقضاء على الأمية بحلول 2015

تزامنا مع الاحتفاء بيومها.. الأمية تناهز الـ30% في العالم العربي

جهود مضنية للقضاء على الأمية في عدة بلدان عربية («الشرق الأوسط»)
TT

كشف متخصصون في التربية والتعليم أن 30 في المائة من الوطن العربي يعاني من الأمية، مؤكدين أنه في حال استمرار النسق التعليمي الحالي في مكافحتها فلن يكون قادرا على تحقيق المساواة بين الجنسين قبل عام 2020 أو تحقيق التعليم الأساسي للجميع قبل عام 2050.

وقال الدكتور فهد القحطاني، أستاذ المناهج وطرق التدريس في جامعة الملك عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»، إنه على الرغم من التقدم الكبير الذي تم في تعليم الكبار، لكن المنطقة العربية لا يزال فيها تعليم الكبار دون المستوى المطلوب من حيث تنفيذ أهداف التعليم للجميع، مؤكدا أن الجميع يدرك شدة المشكلة والتحديات العديدة التي تواجه الدول العربية.

وقال القحطاني: «الدول العربية تحظى بأكبر تجمعات من الأميين في العالم، ومن دواعي الأسف، فإنه بناء على الاتجاهات الحالية ومؤشرات التعليم عربيا، فإننا سنستغرق ثلاثة عقود من أجل القضاء على المشكلة تماما في الدول العربية».

ولم يخف القحطاني وجود العديد من الدول العربية التي قامت بتقديم تعليم قوي ونوعي ومتميز في السنوات الخمس الأخيرة وخطت خطوات كثيرة وكبيرة للحد من الأمية إلا أن الزيادة السريعة في عدد السكان كشفت عن وجود أعداد كبيرة من الأميين الذين لا يستطيعون القراءة أو الكتابة في السنوات الخمس الأخيرة، مشيرا إلى أن نسبة الأميين من إجمالي عدد سكان الوطن العربي قد انخفضت بشكل مطرد من 73 في المائة في عام 1970 إلى 30 في المائة في السنوات الخمس الأخيرة، بحسب تقديرات منظمة الإيسيسكو مؤخرا.

وعطفا على ذلك، كشف القحطاني أن ما يقرب من 25.1 في المائة من الرجال أميون، وأن العدد المطلق للأميين في النساء للفئة العمرية بين 15-24 يتزايد في معظم الدول العربية، مؤكدا أنه وفقا لتقديرات الأهداف الإنمائية للألفية، فإن العالم العربي لن يكون قادرا على تحقيق المساواة بين الجنسين قبل عام 2020 أو تحقيق التعليم الأساسي للجميع قبل عام 2050 إذا سارت الأمور دون تغيير.

وفي سياق متصل، قالت الدكتورة هدى الأنصاري، أستاذة متخصصة في التربية، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «للأسف لم تتحقق أهداف القضاء على الأمية في أي بلد عربي بالشكل المأمول على الرغم من بعض الجهود المشكورة».

وزادت: «هناك اعتراف واسع بأن محو الأمية المنخفض يتزايد في مناطق الفقراء التي لم تحظ بكفايات التعلم الأساسية، بل هي أكثر انتشارا اليوم مما كانت عليه في العقود التي مضت».

وأفادت بأنه باستخدام مؤشر التنمية «EFA» لتحديد كيفية قرب وبعد كل دولة من المستوى المستهدف للقضاء على الأمية فقد تكشف أن دولا كـ«الكويت والأردن وقطر وفلسطين والبحرين ولبنان والإمارات العربية المتحدة»، ماضية نحو المسار الصحيح في القضاء على الأمية بحلول نهاية 2015، ومع ذلك هناك خمس دول أخرى كـ«عمان وتونس والمملكة العربية السعودية ومصر وسوريا) تمضي خططها في منتصف الطريق باستثناء بلدين هما «السودان واليمن» قد خرج كل منهما عن مساره.

وتبنت الأنصاري عدة اقتراحات مهمة على هامش محو الأمية لمعالجة مشاكل التنمية البشرية الأخرى، مؤكدة أن الدول العربية مع مشاكل التعليم غالبا ما تواجه تحديات متصلة بالفقر والصحة وخلق فرص العمل التي تحتاج إلى الاهتمام بها في وقت واحد، لذلك فلبرامج محو الأمية فرص حقيقية قابلة لتحقيق النجاح، بحيث يجب أن تكون مرتبطة بتحسين فرص العمل المناسبة لاقتصادات البلدان الفردية ويجب أن توظف برامجها ومناهجها لتلبية الاحتياجات العملية للتلاميذ، بالإضافة إلى ذلك ينبغي اتخاذ الخطوات اللازمة لتأكيد أهمية محو الأمية بشكل واسع في اقتصادات بلدان معينة وثقافية بغض النظر عن تكاليف الأمية الباهظة.

من جهته، أوضح مساعد المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة الرياض للشؤون التعليمية الدكتور محمد بن عبد العزيز السديري أنه لأهمية تفعيل الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة الأمية فقد تقرر أن يكون موعد الاحتفاء في الأسبوع الثاني من بدء الدراسة في الفصل الدراسي الثاني حيث سيقام معرض إعلامي في مركز الأعشى لتعليم الكبار ومتوسطة نعيم بن مسعود وسيتم تكريم أفضل المشاركات على مستوى المنطقة بإدارة تعليم الكبار، مشيرا إلى أهمية إقامة مثل هذه المناسبات في حشد الطاقات والإمكانات المعينة لتحقيق أهداف محو الأمية والتي تسعى الدولة بكل طاقاتها وإمكاناتها لتمكين الجميع، وخاصة من فاتهم الالتحاق بالتعليم في بداية حياتهم ونشر ثقافة أن التعليم والتعلم لا يقف عند سن معينة.

من ناحيته، أوضح الأستاذ فهد بن ناصر الحقباني مدير إدارة تعليم الكبار بالرياض -على غرار الاحتفاء باليوم العالمي للأمية الذي ستقيمه إدارة تعليم الرياض- أن الإدارة ستقيم العديد من الفعاليات والأنشطة للتعريف بجهود الدولة في مكافحة الأمية في بعض مراكز تعليم الكبار بمشاركة العديد من معلمي ومديري ومشرفي تعليم الكبار للتوعية بأهمية العلم والتعلم لنهضة المجتمع وتحقيق الاستفادة القصوى في رفع مستوى الوعي لخطورة مشكلة الأمية بين المواطنين وتبصير الأميين بمخاطر الجهل ودعوة من فاتهم ركب العلم في صغرهم للالتحاق بالتعليم، مشيرا إلى القفزات الهائلة التي حققتها المملكة من بين الدول العربية ودول العالم للقضاء على الأمية وتحقيقها مراكز متقدمة في هذا المجال.