أين ذهب الذكور في الجامعات البريطانية؟

الفجوة بين الجنسين اتسعت في الـ5 سنوات الماضية

الشعور بالإهمال.. كلية سنترال سانت مارتينز للفنون والتصميم هي واحدة من العديد من المؤسسات التي يزيد فيها عدد الإناث على الذكور
TT

هل نحيت المشاعر جانبا؟ تعد كلية سنترال سانت مارتينز للفنون والتصميم واحدة من بين الكثير من المؤسسات التي يزداد فيها عدد الطالبات على الطلبة. إذا كنت طالبا في الحرم الجماعي لليفربول هوب أو باث سبا أو كامبريا، ربما تشعر بأن عدد الطالبات أكثر من الطلبة قليلا. فيما يلي بعض المؤسسات التي يبلغ فيها عدد الطالبات ضعف عدد الطلبة بحسب بيانات هيئة إحصاءات التعليم العالي.

خلال العام الدراسي 2010-2011 كانت نسبة الطالبات الإناث 55 في المائة، في حين كانت نسبة الطلبة الذكور 45 في المائة، وهو توجه لا يبدو أنه سيتراجع. وأوضحت آخر إحصاءات أصدرتها إدارة الالتحاق بالجامعات والكليات انخفاضا في عدد الطلبة الذكور المسجلين بالكلية بنحو 22 ألفا. وكان يعني هذا أن احتمال حصول النساء على شهادة علمية خلال الخريف الماضي أكبر من احتمال حصول الرجال على تلك الشهادة بمقدار ثلاثة أمثال رغم أن عدد الشباب أكثر من عدد الشابات في المملكة المتحدة.

ويوضح الرسم أدناه فجوة بين الجنسين في المؤسسة ومستوى المادة وكذا يعرض التحولات في مواد التخصص على مدى السنوات الخمس الماضية.

كم عدد الذكور والإناث في حرمي الجامعي؟

تتأثر تركيبة الجنسين في كل جامعة بنوع المواد الدراسية التي تقدمها تلك الجامعة، فعلى سبيل المثال، إمبيريال كوليدج لندن، التي تقدم برامج دراسية في العلوم والهندسة والطب والأعمال، واحدة من مؤسستين يمثل فيها عدد الطلبة من الذكور ثلثي عدد الطالبات. أما في الجامعات، التي تقدم برامج دراسية في الفنون والتصميم، فتهمين الطالبات على المشهد. وبوجه عام، هناك توازن بين نسبة الإناث إلى الذكور في الكثير من جامعات «راسيل غروب»، في حين يزداد عدد الطلبة على الطالبات قليلا في جامعتي أكسفورد وكمبردج.

ما هي المواد الدراسية التي يقبل عليها الطلبة والطالبات في الجامعة؟

تزايد عدد الطالبات يعني أن عددهن يزداد على عدد الطلبة في أكثر البرامج الدراسية، لكن تشمل المواد الدراسية، التي تقبل عليها الإناث، الطب البيطري والمواد المرتبطة بالطب والتعليم. ويزداد عدد الطلبة الذين يدرسون علوم الكومبيوتر والهندسة والتكنولوجيا على الطالبات بحسب عدد الخريجين العام الماضي. وتكشف لنا النظرة على الإحصاءات خلال الأعوام الخمسة الماضية أن الفجوة بين الجنسين اتسعت في بعض المواد الدراسية. وأكبر مثال على ذلك هو زيادة نسبتها 52 في المائة في عدد الإناث اللاتي يدرسن الطب البيطري، فضلا عن انخفاض نسبته 4 في المائة في عدد الذكور الذين يدرسون هذه المادة. على الجانب الآخر، اتسعت الهوة بين عدد الذكور الذين يدرسون علوم الكومبيوتر وعدد الإناث اللاتي يدرسن المادة نفسها.

لماذا يوجد فجوة بين الجنسين في الجامعات؟

سبب انجذاب الإناث أكثر من الذكور إلى مواد بعينها أو العكس غير واضح على حد قول كلير كاليندر، أستاذة دراسات التعليم العالي بمعهد التعليم. وتوضح قائلة: «إن الأمر يرتبط إلى حد كبير بما يحدث في الكليات. من أهم أدوات التنبؤ بما سيدرسه الطالب ما يحدث في المستوى الأول. وكان هناك الكثير من المحاولات لتشجيع الفتيات على دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات».

لم تركز الكثير من البرامج على جذب المزيد من الذكور إلى التعليم العالي. ويقول خبراء التعليم إن انخفاض تمثيل الذكور في الجامعات يعود إلى أنماط الإنجاز في المدارس، حيث يفوق عدد الفتيات اللاتي يستمررن حتى دراسة المستوى الرفيع. مع ذلك قد تكون هناك أسباب ثقافية وراء هذا الوضع كما يقول برام بيكرادنيا، مدير معهد سياسات التعليم العالي. ويوضح قائلا: «من المرجح أن يكون لهذا أسباب ثقافية. تم ملاحظة التغيير في التقديم للشهادة العامة للتعليم الثانوي والتوجه نحو المزيد من التقييم المستمر والدورات التدريبية في المدارس، رغم عدم وجود دليل على أن هذا هو سبب الفجوة بين الجنسين. إنها ظاهرة عالمية ولا تقتصر فقط على المملكة المتحدة».

* صحيفة «الغارديان»