أكاديمي أميركي: الجامعات السعودية تتجه نحو «التعليم الإبداعي»

خلال ملتقى دولي في جامعة «الإمام» حول التعليم الجامعي

TT

تسلك الجامعات السعودية طريقا جديدا من حيث آليات الارتقاء بالمستوى التعليمي فيها من خلال مواكبة التطور العالمي في هذا المجال بغية الحفاظ على مستويات جيدة لدى الخريجين المنتقلين إلى سوق العمل.

وفي هذا الصدد، قال مدير جامعة ويسكونسن دين فان قاليين الأميركية خلال مؤتمر صحافي عقد تحضيرا لملتقى دولي حول التعليم الجامعي الإبداعي تستضيفه جامعة الإمام محمد بن سعود: «إن الكثير من الأبحاث أثبتت أن إشراك الطالب بالعملية التعليمية يزيد من مستوى تحصيله العلمي ويجعل مخرجاته التعليمية أفضل». واعتبر قاليين أن تلك الطريقة من أهم طرق التدريس الإبداعي، مستشهدا بالباحث جورج كورب من جامعة إنديانا لديه الكثير من الأبحاث والأدلة على أهمية إشراك الطالب.

ويرى أيضا أن السعودية وفرت الكثير من المنح لأبنائها الطلاب، الأمر الذي يفرض على الجامعات أعباء كبيرة لتحقيق ما هو مطلوب منها من الابتكار والإبداع وتحفيز الطلاب وتشجيعهم، مؤكدا أن حضوره للملتقى لوجود فرصة مهمة لتبادل الأفكار وتوصيل رسالة التعليم النبيلة. وخلال فعاليات الملتقى يعقد مدير جامعة ويسكونسن ورشة عمل حول الاستراتيجيات الإبداعية لإشراك الطالب في التعليم التعاوني.

بدوره، أكد وكيل جامعة «الإمام» الدكتور خالد آل عبد الرحمن، أن الإبداع في التدريس الجامعي يعد من القضايا الحيوية المهمة والدعائم الرئيسية لتطوير التعليم والتعلم الجامعي، مؤكدا على أن تطوير أساليب التدريس أصبح ضرورة لزيادة التحصيل الدراسي بين فئات الطلاب والطالبات بالجامعات المحلية.

ويشارك في الملتقى الذي انطلقت فعالياته أمس، 96 مشاركا من أكثر من 20 دولة حول العالم يقومون بعرض تجارب ودراسات مختلفة حول مسيراتهم المهنية، بالإضافة إلى مشاركة أعضاء تدريس بالجامعات المحلية المختلفة، بحسب تصريح «الشرق الأوسط» أدلى به الدكتور عبد الله مباركي عميد تطوير التعليم في الجامعة.

وخلال افتتاح الملتقى قال مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سليمان أبا الخيل: «إن الإبداع منه ما هو موهبة ومنه ما هو مكتسب ويتحقق من خلال الممارسة والتجربة والبحث والمناقشة».

وأوضح أن جامعة «الإمام» تحقق نهضة من خلال البحث عما هو ممكن لرفع مستوى أعضاء هيئة التدريس العلمي، وتطوير الجوانب العلمية والبحثية لديهم.

وتابع قائلا: «إن هذا الملتقى يعرض تجارب داخلية وعالمية ودولية من أجل الاستفادة منها والاطلاع عليها وتطبيقها على أرض الواقع».

وتعتبر الجامعة أن الملتقى العالمي المنعقد فيها يؤثر في التوعية بأهمية إعادة النظر في أساليب وطرق التعليم الجامعي، وذكر مدير الجامعة أن المؤتمر يتناول كيفية التخطيط للتدريس الجامعي الإبداعي، وأساليب واستراتيجيات إبداعية في التدريس، والتقنيات الحديثة في التعليم الجامعي، إضافة إلى أساليب ووسائل التقويم الإبداعي، وأنشطة متميزة في التدريس الجامعي، والتميز في إدارة التدريس الجامعي، ومهارات الاتصال الإبداعية والوقوف على أبرز التوجهات الحديثة في التدريس الجامعي.

ودعا آل عبد الرحمن إلى مواكبة عملية التطور في التعليم والتعلم، وأشار إلى وجود مجموعة من التجارب الإبداعية التي يستعرضها الملتقى في مختلف تخصصات التعليم الجامعي. كما سيعرف الملتقى بالاستراتيجيات والطرائق والأساليب المتميزة للتدريس الجامعي، بالإضافة إلى التوجهات الحديثة في التدريس الجامعي.

ومن اللافت أيضا أن ما يميز الملتقى وجود مشاركات متميزة من داخل المملكة وخارجها، ولم تحدد الجامعة المستضيفة للحدث التخصصات المستهدفة، بل جعلته مفتوحا أمام كافة التخصصات التعليمية. وأطلقت أيضا سلسلة من الكتيبات التي تعد دليلا ومرشدا للمعلم والأستاذ الجامعي في السعودية ودول الخليج على هامش الملتقى.

الدكتورة إيمان الرويثي، رئيس اللجنة النسائية في لجنة تنظيم الملتقى، قالت إنه سيكون نواة انطلاق لملتقيات متخصصة في نشر ثقافة التدريس لمواكبة عملية التطوير ونشر الإيجابية في التعليم. وأوضحت أنه سيتم تنظيم ورش عمل وحلقات نقاش لبعض محاور التعليم الإبداعي بإشراك نخبة من المختصين في هذا المجال.

وذكرت أن الملتقى سوف يتضمن معرض التعليم الجامعي وتقنيات التعليم، بالإضافة إلى استعراض 84 تجربة علمية في مجال التميز، باللغتين العربية والإنجليزية.