نافذة على جامعة

جامعة بافيا.. معقل بحثي تاريخي بارز في إيطاليا وأوروبا

TT

في مدينة بافيا الصغيرة القريبة من مدينة ميلانو، قاعدة شمال إيطاليا وعاصمتها الاقتصادية، تقوم مباني جامعة بافيا وتعد من أجمل المباني الجامعية التقليدية القديمة في العالم.

بافيا، التي أسست عام 1361م، من المعاهد العلمية الأعرق في أوروبا وبالذات في إيطاليا، التي تعتز بأن فيها أقدم جامعة أوروبية هي جامعة بولونيا (أسست عام 1088م). وتضم بافيا اليوم تسع كليات تخصصية.

بعض الوثائق التاريخية تشير إلى وجود معهد للتعليم العالي في مدينة بافيا، التي يخترقها نهر التيتشينو إلى الجنوب من ميلانو، خلال عام 825م. غير أن ذلك المعهد المكرس حصرا للدراسات اللاهوتية والحقوق، كان المؤسسة التعليمية الرئيسة في شمال إيطاليا، ثم في فترة لاحقة، إبان حكم الإمبراطور شارل الخامس، وسع ذلك المعهد وجدد عام 1361م وغدا الجامعة الوحيدة في دوقية ميلانو.

خلال عام 1858 أغلقت السلطات النمساوية الجامعة مؤقتا في أعقاب مظاهرات طلابية ضد الهيمنة النمساوية عبر مملكة لومبارديا – فينيزيا «الدمية» التابعة للإمبراطورية النمساوية. لكن سمعة الجامعة، وهي مؤسسة حكومية وليست خاصة، تنامت عبر العصور لتغدو من أهم المعاهد العليا العالمية، وسجلت في مختبراتها وداخل معاهدها ومستشفياتها الجامعية ابتكارات واكتشافات علمية مهمة، بينها البطارية الكهربائية التي ابتكرها العالم الشهير أليساندرو فولتا. كذلك ازدهرت الجامعة، وتعززت مكانتها، مع تأسيس خمس كليات إقامة وتدريس بأموال عامة وخاصة، من أشهرها كلية بوروميو وكلية غيسلييري.

أما بالنسبة للكليات التخصصية التسع فهي الطب والصيدلة والهندسة والعلوم الإنسانية والحقوق والاقتصاد والعلوم السياسية والعلوم الفيزيائية والطبيعية والرياضية والموسيقى.

اللون الرسمي للجامعة الأصفر الداكن، ويقدر عدد هيئتها التدريسية بنحو ألف أستاذ يدرسون أكثر من 21 ألف طالب بينهم نحو تسعة آلاف يتابعون درجات عليا (ماجستير ودكتوراه)، وهي اليوم عضو في «مجموعة كويمبرا» التي تضم 40 من كبرى الجامعات البحثية الأوروبية.

أما بالنسبة للخريجين والعلماء العاملين في الجامعة، فقد تخرج في بافيا عبر العصور عدد كبير من ألمع العلماء والساسة وأحبار الكنيسة والشخصيات العامة، ولا سيما في إيطاليا، بينهم ثلاثة علماء حازوا جائزة نوبل، هم كاميلو غولغي (الطب) وجوليو ناتا (الكيمياء) وكارلو روبيا (الفيزياء).