موقع إلكتروني لتقييم أفضل وأسوأ المعاهد العلمية دوليا بـ«معايير الانضباط»

يبرز مواقعها على خريطة العالم ويتيح المقارنة بينها

TT

رغم أنه لا يوجد نقص في قوائم تقييم الجامعات والمعاهد البحثية حول العالم؛ ومن المعروف أن هناك أماكن أقوى من غيرها في مجال علمي محدد، فإنه ليس من السهل دائما تحديد هذه التقييمات بموجب معايير الانضباط. وفي الوقت الحالي، فإن لوتز بورنمان وعددا من زملائه بمؤسسة ماكس بلانك بألمانيا يصدرون أدوات جديدة للتقييم عبر شبكة الإنترنت، التي تقوم بأكثر من ذلك.. فموقعهم على شبكة الإنترنت يضع قوائم لأفضل المعاهد بموجب معايير الانضباط، ويعرضونها على خريطة العالم حيث يتيحون أيضا المجال للمقارنة بين المعاهد في الأماكن المختلفة.

هذا الموقع يستخدم معايير واضحة ومستقيمة للامتياز، فهو يفترض أن المؤشر الجيد لقيمة المؤسسات هو عدد الأوراق البحثية القيّمة التي تنتجها هذه المؤسسات.. أو بمعنى آخر الأوراق البحثية الأكثر إشادة. حيث يقوم الموقع بإحصاء أعداد الأوراق البحثية التي تنتجها المؤسسة في فترة معينة، ثم يقوم بإحصاء عدد ما تم إدراجه من هذه الأبحاث ضمن أفضل 10% من مجموع الأبحاث الأكثر تقديرا، فإذا كانت أبحاث المؤسسة تزيد عن الـ10% فتأخذ تقييما إيجابيا، وإذا كانت أقل من الـ10% فتأخذ تقييما سلبيا. ومن ثم تطبق خاصية هذا الموقع بتقييم المؤسسات وفقا لهذا النظام؛ وتعرضها على رسم رقمي لخريطة العالم.

ويتيح الموقع، وعنوانه الإلكتروني هو www.excellencemapping.net، اشتراكا مجانيا لمن يريد الحصول على مثل هذه التقييمات، وذلك عبر التسجيل في الموقع مباشرة باستخدام البريد الإلكتروني والحصول على كلمة مرور.

وتظهر نتائج بعض المفاجآت.. فعلى سبيل المثال فإن اثنين من بين أفضل ثلاث مؤسسات في علمي الفيزياء والفلك هي مؤسسات إسبانية، وهي معهد العلوم الضوئية ببرشلونة، وأيضا ICREA (المعهد الكاتلوني للأبحاث والعلوم المتقدمة).. وكذلك يحتل المركز الثامن، متقدما على جامعتي هارفارد الأميركية وMIT (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الأميركي)، منظمة بارتنرز هيلثكير، وهي مؤسسة في بوسطن تمول الأبحاث، ومعظمها في العلوم الحيوية. بينما احتلت جامعة غلاسغو مركز الصدارة في مجال الفيزياء والفلك في المملكة المتحدة، رغم كونها تلحق بالكاد في قائمة أفضل مائة جامعة في بريطانيا.

أما أفضل ثلاثة معاهد متخصصة في مجالات الكيمياء الحيوية وعلم الجينات وعلم الأحياء الجزيئي فكانت متوقعة؛ وهو المعهد العالي المشترك بين هارفارد وMIT، ومعهد هاورد هيوز الطبي، ومختبر كولد سبرينج هاربور.

ويتيح الموقع أيضا إمكانية عرض ترتيبا عكسيا لهذه المعاهد التعليمية والجامعات.. وهي ممارسة تتيح للقارئ أن يتفاعل معها، ليس فقط على سبيل التسلية، لكن أيضا ربما تمكنه من استبعاد الأماكن الأسوأ بطريقة سريعة من قائمة خياراته.

وبالطبع، فإن لكل نظام تصنيف مزاياه وعيوبه.. وفي حالة هذا الموقع، ونظرا للقدرة على ترتيب الأماكن حسب الانضباط والموقع، وبصورة منمقة، فإن الموقع يبدو مفيدا للغاية. لكن هناك عيوبا أيضا، وربما أبرزها أن الاستشهادات لا تأخذ في الاعتبار كمية النسبية لأعمال المؤلفين المختلفين. ولا طريقة الترتيب، التي لا تميز بين الأوراق التي تم الإشارة إليها نظرا لكونها متميزة، وبين تلك التي تم الاستشهاد بها لأنها ليست كذلك.

ثم إن هناك عوامل أخرى، وقد تكون مهمة بالنسبة للطلاب المحتملين وأعضاء هيئة التدريس والمستثمرين؛ مثل معايير التدريس، وفرص عمل الخريجين، وما إلى ذلك.. لكن هذا النظام التصنيفي لا يأخذ في عين الاعتبار هذه الأمور، رغم أن هناك الكثير من التصنيفات الأخرى التي تفعل، ولا يوجد ما يمنع من إضافة مثل هذه المؤشرات إلى الموقع مستقبلا.

ويقول بورنمان، وزملاؤه بمؤسسة ماكس بلانك، إن نظامهم التقييمي جزء من نهج جديد للتقييم المعروفة باسم «spatial scientometrics»، التي يبتغون من خلالها تقييم المنظمات من حيث كلا معياري التميز والجغرافيا.