«الربيع العربي» يعيد مادتي التاريخ والجغرافيا إلى الواجهة

مدن عربية أعادت «الوهج» لنفسها وسهلت مهام المعلمين في تدريسها

«الربيع العربي» أتاح الاطلاع على جغرافيا وتاريخ المناطق الملتهبة
TT

«تلكلخ»، «دير الزور»، «سرت»، «إب»، وغيرها كثير، امتداد لمدن عربية جنحت تحت وطأة الثورات، لتعيد مادتي التاريخ والجغرافيا في البلدان العربية إلى الواجهة، بعد أن قضت ردحا كبيرا من الزمن وهي بمثابة المواد الدراسية الثقيلة والجامدة التي استعصت على دارسيها.

وكان أكثر ما يضيق به الطالب العربي ذرعا هي حينما تجعله مرغما في الميادين التعليمية لأن يسرد أسماء العواصم، وعدد سكان البلدان، وأسماء الرؤساء، حيث لا ملجأ ولا منجى منها، سوى التلقين والحفظ عن ظهر قلب، لسيل من المعلومات التاريخية والجغرافية، وهو الأسلوب اليوناني القديم في التعليم، الذي اعتبر الطالب بمثابة الصفحة البيضاء القابلة للتمنهج والتمدرس بغض النظر عن الفهم والاستيعاب والاستدراك.

في السعودية على سبيل المثال، بدأ معلمو مادتي التاريخ والجغرافيا أقل نفيرا عن ذي قبل، ووجدوا في أول أسابيع العام الدراسي الجديد مندوحة من العذر لتهافت الطلبة وإقبالهم النوعي على فهم حيثية المادتين اللتين باتتا أسهل مضغا، وأكثر قابلية، بفضل الدافعية التي ارتفعت وتيرتها لديهم، بحكم الثورات العربية، أو «الربيع العربي» الذي لم تسقط أوراقه بعد.

فهد اليحيوي، أستاذ الجغرافيا في تعليم منطقة مكة المكرمة، قال إن مادة الجغرافيا على امتداد الزمن لم تحظ بفرصة تعليم وافرة، بل ظلت وهي تعاني من طرق تدريس عقيمة وغير صحيحة، حتى أنها في النشرات الجوية، كانت بائسة، وأضحت طرائق التعليم بها تشتكي من عدة جوانب سلبية، أضرت بشعبية المادة، ولم يستطع جيل من المعلمين محاولة إحياء تلك المادة الجميلة.

وأضاف اليحيوي: «الظلم وقع أيضا على تدريس مادة التاريخ، الذي عرف عنه أنه علم يدرس الإنسان عبر الزمان دراسة اجتماعية، واقتصادية، سياسية وثقافية. وهو: «شرح للعلاقة بين أسباب العلوم الاجتماعية التي هي مصممة أساسا لأغراض تدريسية، وتشمل تلك الأجزاء أو الجوانب العلوم الاجتماعية التي اختيرت وعدلت للاستخدام في المدرسة أو في مواقف تدريسية أخرى، وهي مواد اجتماعية مبسطة لأغراض تربوية، وجزء من النشاط التعليمي بالمدرسة».

أما حصة الغامدي، معلمة ثانوي للتاريخ فقالت إن الوقت الذي يعرف فيه التفكير الجغرافي زخما هائلا من المعلومات والأخبار نتجت عن مجموعة من المشاكل التي ارتبطت بمجالنا الجغرافي، وهنا لا يمكن التساؤل عن الدور الذي يمكن للجغرافيا أن تلعبه في تكوين مواطني الغد الذين هم أطفال اليوم، وذلك بمساعدتهم على فهم الحاضر لبناء المستقبل، وذلك بإيقافهم على معرفة المجال الذي يعيش فيه هذا الإنسان، وربطهم بأهم ميكانيزمات الحياة الاقتصادية، والاجتماعية التي سيدخلون غمارها مستقبلا.