أميركا: 8 نقاط تقلق الآباء من المدرسة

لا ينبغي للآباء اختيار المعلمين لأبنائهم

TT

هل تشعر بالقلق من العام الدراسي الجديد؟ أنا شخصيا أشعر بالقلق حيال ذلك؛ حيث يلتحق حفيدي بن ماثيوس، الذي يبلغ من العمر عامين و9 أشهر، بالحضانة لأول مرة. ونشعر بالقلق لأن بعض الخلل الذي قد يحدث في طريقة فهمنا للمدرسة ربما يجعل أطفالنا وأحفادنا يعيشون حياة مليئة بالجهل والفقر المدقع. ربما لا يكون الأمر بهذا السوء، لكن كلا منا يريد أن يفعل ذلك بالطريقة الصحيحة؛ فالآباء الذين يلحقون أبناءهم بالمدرسة أو رياض الأطفال لأول مرة ليس لديهم فكرة عما يمكن القيام به.

يقول جون بورتر، الذي كان يشغل منصب مدير مدرسة «تي سي ويليامز» الثانوية في الإسكندرية لمدة 22 عاما: إنه أمر صعب ويتطلب عناية خاصة، ولا يفترض أن يقوم الآباء باختيار مدرسي أطفالهم، لكن إذا كان طفلك يحتاج إلى عناية خاصة وكانت لديك خطة للأشهر المقبلة، يمكنك في بعض الأحيان اختيار الفصل الدراسي الذي سيلتحق به طفلك.

يقول إريك ديفيس، وهو مدير إدارة الشراكة الأسرية والمجتمعية لمدارس مقاطعة مونتغمري: «يتعين على الآباء والأمهات الاتصال بمدير المدرسة عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني لمناقشة أي شيء يشعرون بالقلق حياله، لكن بعد مناقشة هذا الأمر مع مدرس الفصل. وبصفة عامة، تقوم معظم المدارس بالرد على المكالمات ورسائل البريد الإلكتروني في غضون 24 ساعة». وقالت كارولين كاستارد، وهي مديرة الخدمات الطلابية في مقاطعة الأمير ويليام: إن أحد الجوانب الرئيسية في عمل مدير المدرسة يتمثل في ترسيخ «ثقافة إيجابية وجيدة للمدرسة». ويعني هذا أنه حتى لو لم يكن لديك أي شكاوى وتريد فقط نصائح المدير فيما يتعلق بتربية الأطفال، على سبيل المثال، فلا تتردد في طلب تحديد موعد لمقابلة المدير.

ينصح الكثير من المربين بالاستماع بعناية للملاحظات وتدوينها. وعن ذلك يقول غريغوري هتشينغز، وهو مدير رياض الأطفال في برامج 12 فصلا دراسيا في الإسكندرية: «تعتبر هذه فرصة رائعة لبناء علاقة مع المجتمع المدرسي.. سوف تكون قادرا على فهم تطلعات مدرسي أطفالك للعام الدراسي بشكل أفضل». وإذا كنت تتعامل مع المدرسة أو مع المعلم لأول مرة، لا تعتقد أن هناك أسئلة غبية يتعين عليك تجنبها، لا سيما عن المنهج والدرجات، ولا تتردد في أن تسأل عما تريد. وحول ماذا الذي يتعين علينا القيام به إذا لم يحب الطفل المدرسة، يوصي رون فيرتشايلد، وهو الرئيس السابق للرابطة الوطنية للتعليم الصيفي، بتعزيز حب التعلم خارج الفصول الدراسية من خلال القراءة الصيفية التي يستمتع بها الطلاب والزيارات إلى المعارض والفعاليات التي تتماشى مع اهتماماته. وقالت ديبرا بيشوب، وهي متخصصة في برامج التطوير المهني للمدارس العامة في مقاطعة الأمير ويليام: إنه من الأهمية بمكان أن «تتأكد من أن طفلك يعرف أحد الأشخاص الكبار في المدرسة، الذي يمكنه مساعدته إذا لزم الأمر». وقد يكون هذا الشخص هو مُدرسه، وإن لم يكن المدرس فقد يكون هذا الشخص هو مساعد المدير أو السكرتير أو أحد المدربين الرياضيين. وقد يكون التعليم في المنزل لمدة عام أو نقل الطفل إلى مدرسة أخرى سببا في إيجاد المزيد من الخيارات لكيفية ووقت التعلم».

وحول الأشياء التي يتعين علينا نقاشها مع مدرس الطفل والأشياء التي لا ينبغي الحديث عنها، تقول باربرا نيكولز، وهي مديرة تعليم المدارس المتوسطة في مقاطعة لودون: «يجب عليك مساعدة المدرس على الاتصال بطفلك. يتواصل الكثير من المعلمين مع الأطفال من خلال إقامة علاقة إيجابية معهم. ويجب عليك مشاركة المدرس للمعلومات التي تتعلق باهتمامات طفلك خارج المدرسة والطريقة الأفضل للتعليم والأشياء التي ربما كانت تمثل عائقا أمام التعلم في الماضي». ويقول المعالج السلوكي جيمس ليمان الذي يكتب للموقع الإلكتروني «إيمبورنغ بارنتس»: إنه يتعين على الآباء والأمهات أن يعترفوا أنهم غير قادرين على اختيار أصدقاء أبنائهم وينبغي عليهم تجنب القول إنهم لا يحبون هؤلاء الأصدقاء. وبدلا من ذلك، عليهم التركيز على السلوك الخاص بهم. ويمكنك وضع بعض القواعد التي تحد اتصال ابنك بأصدقاء السوء، مثل عدم الخروج في الليالي التي تسبق أيام الدراسة والخروج في ليالي الجمعة والسبت. وعن حدود المساعدة في الواجبات المدرسية، يقول ديفيس: إنه لا بأس بأن يشارك الآباء في الواجبات المدرسية للطفل «طالما كان الطفل يشارك في ذلك بنشاط، وأنك تساعده على فهم الأفكار». وقدم ديفيس، وهو مدير سابق لمدرسة ابتدائية، فكرة لم أسمع بها من قبل: «إذا قام الآباء بالمساعدة في الواجبات المدرسية بصورة كبيرة، ستصل رسالة سلبية إلى الطفل بأن «هذا الواجب المدرسي صعب جدا بالنسبة لي».

وتقول نيكولز: «إن الآباء قد يقدمون المساعدة من خلال تفسير الأفكار وإعطاء أمثلة عن كيفية إكمال الواجب المدرسي، وكذلك الحصول على توضيحات من المدرس عندما يكون الواجب المدرسي صعبا. عليك أن تتذكر أن الواجبات المنزلية هي نوع من الممارسة وتستخدم في تقديم التغذية العكسية لتعليم الدرس». وحول ما الذي يتعين علينا القيام به إذا شعرنا أن المدرس لا يرتقي إلى المسؤوليات التي يتعين عليه القيام بها، تقول المعلمة جاكي ماكتاغارت، التي تكتب في موقع «Education.com»: إنه لا يتعين الحكم على المدرس من خلال ما يسمعه المرء، لكن يتم الحكم عليه بعد أن يقضي طفلك فترة من الوقت في الفصل الدراسي؛ حيث إن بعض المدرسين يعانون سمعة سيئة، لكنهم ليسوا كذلك. وفي حالات أخرى، قد يكون هذا المدرس جيدا مع طفلك على الرغم من أنه ربما لا يكون جيدا مع الآخرين. وإذا استمرت المشكلة، فإن الدردشة مع المدرس قد تساعد على توضيح الأمور، وإن لم يكن ذلك مجديا، فعليك التوجه إلى مدير المدرسة.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»