السعودية: 20% من الطلبة السعوديين منخرطون في أفضل 10 جامعات عالمية

العوهلي لـ «الشرق الأوسط» : للمبتعثة مكانها حين تعود في الاقتصاد المعرفي

TT

كشف الدكتور محمد العوهلي، وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية، في حديثه لـ«الشرق الأوسط، عن أن السعودية باتت في طلب التوسع للفرص التعليمية، وهو هدف استراتيجي نحو تحول البلاد إلى مجتمع المعرفة، وهو ما يتطلب زيادة معدل القيد في التعليم الجامعي والمزيد من فرصه.

وقال العوهلي: إن تحقيق هذا الهدف يأتي من خلال وسائل متعددة، من خلال افتتاح الكليات في الداخل، وموضوع برامج الابتعاث الخارجية، وبرامج التعاون بين الجامعات السعودية والجامعات الخارجية، وسياسة افتتاح المراكز البحثية في الجامعات، وهذه أهداف استراتيجية حددتها السعودية في برامجها التعليمية وقررت أن تصل إليها.

وأضاف وكيل وزارة التعليم العالي أن مسارات تحقيق هدف التوسع تأتي من عدة جوانب، وإذا تعددت الوسائل فهذا لا يعني التضارب فيما بينها، وستجد بجانب برامج الابتعاث الخارجي هناك حرص على جودة الجامعات التي تصل إليها المجاميع الطلابية.

ولم يخفِ العوهلي سعي مزيد من الجامعات السعودية نحو الحصول على المزيد من الاعتمادات الأكاديمية، وتطوير المخرجات وجعلها موائمة لمتطلبات التنمية، واحتياج سوق العمل، وبات مسار الابتعاث والاعتماد الداخلي يمضيان بشكل متلازم.

وقال العوهلي: «التوسع في مسارات الابتعاث لا ينعكس سلبا على جودة التعليم في الجامعات السعودية، ورأينا كثيرا من مخرجات الجامعات السعودية لكثير من الطلاب السعوديين قد آتت أكلها أثناء انخراطهم بجامعات عالمية؛ حيث تواءم طموحهم وتأهيلهم مع عالمية تلك الجامعات، وتوسع مداركها».

واستدل وكيل وزارة التعليم العالي بوجود ما نسبته 20% من الطلاب والطالبات المبتعثين في برنامج خادم الحرمين الشريفين في أفضل 10 جامعات عالمية، في كل من أوروبا وكندا وأميركا وأستراليا، وزاد بالقول: «هناك نوعية من الطلبة السعوديين، وإن كانوا ليسوا بكثرة، إلا أنهم متميزون وتقبلهم جامعات متميزة».

وبرهن العوهلي، في استمرار الجامعات العالمية بقبول هؤلاء الطلبة وتخرجهم فيها، بما سماه إنصاف قدراتهم، واصفا تلك الجامعات بأنها لا ترائي ولا تجامل في منهجها العلمي ومساراتها الأكاديمية، ورأت في الطالب والطالبة السعوديين تحصيلا علميا راهنت عليه الأيام وتنوع التخصصات.

وأفاد وكيل وزارة التعليم العالي بأن مجتمع المعرفة يتطلب مزيدا من الفرص والمسارات التعليمية، وهو ما تنتهجه استراتيجيات التعليم في السعودية، وشرائح متعددة من المواطنين.

وطالب العوهلي بضرورة أن يتنبأ الطلاب المنخرطون لما يعرف ببرنامج «الضم» أو «الإلحاق»، بجامعات معروفة وإن كانت جميعها لا بد أن تكون جامعات موصى بها، مبينا أن برنامج خادم الحرمين الشريفين يتسم بمعايير شروط القبول، والنوعية في البرامج التي يبتعث عليها الطلاب والطالبات، وجميعها تتسق مع احتياجات التنمية، وجميعها تنطلق في لجنة مشتركة بين وزارة التعليم العالي، ووزارة الخدمة المدنية، ووزارة المالية، لتحديد التخصصات المطلوبة نحو الابتعاث عليها.

وأضاف أن برامج الإلحاق تختلف في مرحلة البكالوريوس عن الدراسات العليا، فضلا عن الاختلاف في الجامعات التي يلتحقون بها، مؤكدا أن الطلاب المبتعثين عن طريق برنامج خادم الحرمين الشريفين هم طلاب أكثر تميزا من الطلاب المبتعثين على حسابهم.

وحول حداثة سن الملتحقين بتلك البرامج، قال: إنه أمر يتحمله الجميع: الطالب، وولي الأمر، والمجتمع بشكل عام، وهناك نوع من الوعي في اختيار التخصص المفيد للطالب ومستقبله، ونجد شبابا في عمر الـ18، يجهلون اختيار التخصصات الملائمة، ووزارة التعليم العالي عملت على إيجاد برامج إرشادية لخريجي الثانويات العامة والجامعات، نحو تهيئة الفرص المواتية والسانحة للاقتصاد المعرفي.

وأضاف العوهلي أن جزءا من أهداف السنة التحضيرية يتمثل في أن الطالب أو الطالبة لديهما فرصة في التعرف على متطلبات الحياة الجامعية، ومواضيع أخرى تفصيلية تتعلق بالمسارات الجامعية، وفرصة تحديد التخصص أيضا، مما يجعل من قضية «الرشد» في اختيار التخصص أمرا مطلوبا، وهناك برامج متخصصة لرفع درجة الوعي بالنسبة إليهما.

وحول مشاركة الفتاة السعودية في سوق العمل، ومدى الحاجة لتوسيع ثقافة الاحتياجات، قال العوهلي: يجب أن تتسق كثير من الخطط مع الطموحات المأمولة، بما يكفل تحقيقها، وما يحفظ هوية المجتمع السعودي إسلاميا وعربيا.

كان الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الموسى، وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات، قد أكد، في وقت سابق، أن عدد المستفيدين من مكرمة خادم الحرمين الشريفين للالتحاق ببرنامج الابتعاث يتوقع أن يصل لنحو 12 ألف مبتعث ومبتعثة في جميع بلدان الابتعاث.

وبيَّن الدكتور الموسى أنه على جميع المبتعثين والمبتعثات على حسابهم الخاص في مختلف بلدان الابتعاث سرعة زيارة الملحقيات الثقافية السعودية في الخارج، أو التسجيل في الموقع الإلكتروني الخاص بالملحقية في بلد الابتعاث، في أقرب وقت ممكن، ليتسنى للوزارة إنهاء الإجراءات اللازمة لإلحاقهم ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.