السعودية: حصص الانتظار في المدارس.. دقائق عقوبات للمعلمين

أوقات عصيبة للمعلم وسجن مؤقت للطالب

معاناة يتكبدها المعلمون لشغل حصص الانتظار
TT

قد تكون من أكثر العقوبات حدة في الأوساط التربوية، شغل المعلمين حصص «الانتظار» داخل المدرسة، التي تعني أن على المعلم أن يقوم زيادة على نصابه المفروض من الحصص الأسبوعية، بملء تلك الحصص التي تغيب معلموها عنها، حيث تفتقر تلك الحصص للمنهجية العملية حتى وإن طرحت مبادرات جادة لتفعيلها.

«دليل الانتظار في شغل حصص الانتظار» لم يكن تندرا في السعودية، بل توجهات تربوية فاعلة، لسبر الحيثية الفعلية نحو جعل حصص ما اصطلح عليه «الانتظار» أو «الاحتياطية» أكثر ديناميكية وفاعلية.

أحد المصادر التربوية، ذكر أن حصص الانتظار تعتبر دقائق مزعجة للمعلم، لأنها في المنظومة الهيكلية للتعليم، لا تزيد على كونها مصدرا من مصادر الأعباء الإضافية على المعلم الذي لديه ما يشغله، فمن لديه 24 حصة أسبوعية، لن يستطيع تقديم مادة تربوية يستفيد منها الطلبة في فراغهم.

حصة الفهد، معلمة ثانية عامة في إحدى ثانويات العاصمة المقدسة قالت: في أي مدرسة قد يوجد غياب من المعلمين والمعلمات وقد يكون الغياب في يوم واحد أكثر من كذا معلم، وبالتالي قد يمر على الفصل الواحد حصص كثيرة من الفراغ قد تصل أحيانا لـ5 حصص من دون مبالغة.

وأضافت: بناء عليه لا يعقل أن تأتي الطالبة أو الطالب للمدرسة ويعودا للبيت من غير فائدة تذكر، فكانت حصص الانتظار، ولكن حصص الانتظار ترجع للمعلم والمعلمة في كيفية الاستفادة منها.

وأشارت إلى أنه من الظلم للطالب أن يجلس المعلم في حصة الانتظار لقضاء أعماله الخاصة من تحضير أو أي عمل آخر، وأيضا من الظلم أن يجلس المعلم عند باب الفصل ويقفل عليهم الباب، فكم لهذه الطريقة من سلبيات على الطلبة، التي من أهمها ضياع وقتهم بلا فائدة، وثمة أمر آخر وهو حصول مشاجرات بينهم وربما مضاربات وأمور أخرى الله بها عليم، والسبب عدم وجود المعلم أو المعلمة وتفعيله لحصة الانتظار.

وهناك تساؤلات كثيرة في الأوساط التعليمية حول أهمية منهجة تلك الحصص ووضعها في إطار تعليمي وتربوي سليم، يضمن سيرها وفق خطط مدروسة ومحكمة، وهو ما بدأته وزارة التربية والتعليم قبل عدة سنوات بما عرف بـ«حقيبة الانتظار»، التي تكفل برنامجا تعليميا مفصلا حول الطريقة الأمثل في شغل تلك الحصص.

تلك الحصص تعتبر من أصعب الحصص للجميع سواء المعلمين والمعلمات أو الطلاب والطالبات؛ فالمعلم والمعلمة يكونان مجهدين من الحصص الرسمية، والطلاب والطالبات أيضا يعتقدون أن حصة الانتظار هي حصة لعب ودردشة، ومن هنا تأتي فكرة أن تكون مفيدة للطلاب في إثراء معلوماتهم العامة باستخدام أسلوب المسابقات، وبالتالي إشغالهم بما هو مفيد والقضاء على الفوضى والملل اللذين يحصلان في مثل هذه الحصص.