الملحق الثقافي في الولايات المتحدة: الدراسة في أميركا هي أفضل استثمار.. ومشكلات الطلبة محدودة

د. محمد العيسى يؤكد لـ «الشرق الأوسط» أن الطلاب السعوديين حققوا إنجازات مقدرة للبشرية

د. محمد العيسى («الشرق الأوسط»)
TT

على الرغم من أن الولايات المتحدة الأميركية تعد البلد الأكبر المستضيف للطلاب المبتعثين بعدد يصل إلى 48 ألف مبتعث يرتفع إلى 63 ألفا بإضافة المرافقين، فإن ذلك لم يمنع الدكتور محمد العيسى الملحق الثقافي من إطلاق الدعوة للطلاب المبتعثين الجدد باختيار البلد الأكبر عالميا للارتواء من معين المعرفة في الجامعات المتناثرة في أرجاء البلاد.

وعلى الرغم من أن موعد الحوار كان يوم السبت وهو يوم عطلة فإنه كان يوم عمل للدكتور العيسى الذي يحضر إلى مقر الملحقية الثقافية الذي بات واحدا من معالم منطقة فيرجينا، لمقابلة بعض الطلبة الذين قطعوا مسافة لمناقشة مشكلات تواجههم في دراستهم.

الدكتور العيسى أكد أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي يعد الأكبر على مر التاريخ، وأن ثمراته بدأت تتضح من خلال مخرجات هذا البرنامج، ووجهه رسالة للمنتقدين مفادها أن الاكتشافات العلمية للطلبة السعوديين بدأت تدخل في تاريخ البشرية، بعد أن استطاعت طالبة سعودية اكتشاف تشخيص لأحد أمراض الكلى لا يحتاج إلى أخذ عينة من الكلية، وإنما عن طريقة أسهل من دون أي حقن.

كما كشف عن الخطوات التي يجب أن يعرفها المبتعث قبل الحضور إلى الولايات المتحدة، وعن الإجراءات التي تتبعها السفارة عند استقبال أي طالب مبتعث، داعيا الطلاب إلى معرفة ما تستثمر فيه الدولة من مبالغ ليكون في الغد الاستثمار الأمثل ويحقق القيمة الإضافية لبلاده.

* ما الجهود التي تقدمها الملحقية الثقافية السعودية للطلاب المبتعثين الجدد منهم والقدامى؟

- في البداية أتقدم بالشكر لجريدة «الشرق الأوسط» لاهتمامها بأخبار الطلاب السعوديين المبتعثين في الولايات المتحدة الأميركية، والملحقية الثقافية السعودية في الولايات المتحدة تعد أكبر ملحقية في العالم من حيث عدد طلابها الملتحقين والذين يتجاوز عددهم 48 ألف مبتعث ومبتعثة، وإذا أضفنا المرافقين لهم يصلون إلى 63 ألفا يدرسون في الولايات المتحدة، والولايات المتحدة تعد أكبر بلد في العالم في قطاع التعليم، والتعليم في الولايات المتحدة الأميركية هو أفضل تعليم في العالم، ولذلك الاستثمار في تعليم أبنائنا، هو استثمار ناجح وسيكون له مردود عليهم وسيكون له مردود على البلد، وتعمل الملحقية الثقافية من وصول المبتعث إلى مطار دالاس في العاصمة واشنطن، حيث يوجد موظفون تابعون للملحقية مكلفون باستقبال الطالب وإيصاله إلى فنادق قريبة من المطار، كما أنه ومع بداية شهر رمضان الماضي دشن وزير التعليم العالي نظام التعاملات الإلكترونية (البوابة الإلكترونية)، ولأن كل طالب يحضر سواء كان على حسابه الخاص أو مبتعث من الدولة، سواء على برنامج خادم الحرمين الشريفين أو من أي جهة حكومية أخرى، سواء كانت جامعة أو وزارة أو مؤسسة، يفتح لهم ملفات عبر البوابة، ولدينا هنا في الملحقية الثقافية، في مبناها الجديد والذي انتقلنا إليه قبل ثلاثة أشهر وتملكه الدولة ويعد معلما من معالم منطقة فرجينيا، وبني خلال سنتين، قاعتان مجهزتان بالكامل بأجهزة الحاسب الآلي وذلك في الدور الأول، يزيد عددها على 30 جهازا كما تتضمن طابعات وأجهزة نسخ، يستطيع المبتعثون فتح ملفاتهم الشخصية من خلال هذه الأجهزة، كما لدينا عدد من المشرفين بقسم التعاملات الإلكترونية، موجودون بشكل دائم مع الطلاب يساعدونهم في فتح الملفات، أو تقديم أي مساعدة لأي طالب، ويعتبر نظام التعاملات الإلكترونية المدشن قريبا، سهلا جدا في التعامل وبسيطا جدا، ويستطيع أي شخص يقرأ ويكتب أن يتعامل معه في وقت قليل وخلال وقت لا يتجاوز الساعة، أيضا النظام يسهل للوزارة والملحقية، المراقبة الصارمة، ومتابعة الموظفين العاملين بالملحقية الثقافية هنا، بشكل خاص والملحقيات الثقافية في العالم بشكل عام، كما يستطيع الوزير أو نائبه وكافة العاملين بالوزارة الدخول على النظام أو على صندوق الوارد بالنظام، لأي مشرف أو موظف بالملحقية، ويطلعون على مدى إنجاز ذلك الموظف، بشكل يومي، كما عملنا على إنشاء لجنة للجودة النوعية، ومهمتها متابعة سير العمل ومتابعة المشرفين المتميزين ومكافأة العامل والموظف المتميز وكذلك محاسبة المقصر، وهذا سيكون بشكل دوري أسبوعي تلك التقارير، وسترفع للملحق المشرف على سير العمل، ومتابعة المشرفين والعاملين بشكل عام، ونتوقع أن يكون له مردود كبير، في الفترة الماضية وخلال بداية تطبيق وتدشين البوابة الإلكترونية مرت الملحقية بفترة انتقالية، تسببت في نوع من الإرباك في عمل الملحقية، وأي شخص يفهم في أبجديات التقنية يعرف أن الانتقال يصاحبه نوع من الإرباك والخلل، مررنا بفترة من الإرباك وبعض من الأخطاء ونعترف بها كما أننا نعتذر عنها، ونعتذر لكل شخص تعرض لأي خطأ غير مقصود، لكننا خلال الأيام الحالية تجاوزنا تلك المرحلة وبدأ النظام يستقر، والغالبية العظمى من أبنائنا وبناتنا تجاوزوا هذه المرحلة، ولا يوجد لدينا الآن مشكلات، وما تبقى من المشكلات فهي مشكلات بسيطة وسنتمكن من تجاوزها خلال الفترة القليلة القادمة.

* لماذا تستحوذ الولايات المتحدة على هذا العدد الكبير من رغبات المبتعثين بالدراسة فيها؟

- الحقيقة لأكثر من سبب، فالولايات المتحدة تعتبر قارة، وتعتبر البلد الوحيد في العالم الذي به عدد كبير من الجامعات، والجامعات الأميركية تتجاوز الأربعة آلاف جامعة، ولا يوجد بلد في العالم لديه هذا العدد الكبير من الجامعات، الأمر الثاني نظام التعليمي الأميركي الجامعي يعد من أفضل أنظمة التعليم العالي بالعالم، وأنا كملحق ثقافي أشجع وأدعو أبناءنا وبناتنا ليأتوا إلى الولايات المتحدة الأميركية، بل إنني أعتقد أن الاستثمار الأفضل هو أن تأتي وتدرس في الولايات المتحدة وتحصل على شهادة، وهذا ليس تقليلا من الدول الأخرى، ولكن نعتقد أن الفرص أمام أبنائنا وبناتنا في الولايات المتحدة الأميركية متعددة ومتاحة بشكل كبير أكثر من دول أخرى.

* بحكم قربكم من الطلاب المبتعثين وقربكم من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، كيف ترى البرنامج كونك أحد أعضاء هذا البرنامج؟؟

- البرنامج - على الرغم من أن شهادتي فيه مجروحة - ولكنه بكل أمانة برنامج فريد وعبقري، برنامج لم يمر على التاريخ البشري برنامج مثله، ولا يوجد دولة في العالم قدمت لأبنائها وبناتها مثل ما قدمته المملكة العربية السعودية والذي قدمه خادم الحرمين الشريفين، والبرنامج هذا بدأ عام 2005، وينم عن نظرة ثاقبة وعبقرية لخادم الحرمين، وتتسم ببعد المدى للاستثمار الحقيقي في أبنائنا وبناتنا، وأحب أن أؤكد من تجربتي الشخصية في الولايات المتحدة الأميركية، ومن خلال تعاملي مع أبنائنا الطلاب والطالبات فإن لدينا نماذج مشرقة ومشرفة منهم، ومؤخرا كرمنا واحدة من بناتنا وهي الطالبة أمل السفياني في جامعة جورج تاون على إنجاز علمي رائع، حيث قدت بحثا علميا خلال دراستها الدكتوراه، وهي تعمل بين الجامعة ومستشفى جون هوبكنز في ميريلاند، وتم تكريمها بحضور وسائل الإعلام المحلية، وهي تستحق منا التكريم وإن كان تكريمنا هنا محدودا، ولكن تكريمها الحقيقي قادم، وهي استطاعت أن تكتشف طريقة لتشخيص مرض معين عن طريق تحليل البول بعد أن كان في الطريقة السابقة يعتمد على أخذ عينه من الكلية، بواسطة إبرة ووخز موضعي، ونشر هذا البحث في مجلات علمية متخصصة، وكرمت من قبل الجامعة وكرمت من قبل المستشفى وكرمت من قبل الملحقية، وستكرم من قبل الوزارة، ولدينا خطة للرفع لأبنائنا وبناتنا المتميزين، والذين بالفعل حققوا إنجازات، بالحضور للمملكة والسلام على خادم الحرمين الشريفين.

* هل تعتقد أن جدوى هذا المشروع بدأت تظهر؟

- بكل تأكيد، فقبل أربعة أشهر حضر وزير التعليم العالي معنا تخريج الدفعة الرابعة من طلاب برنامج خادم الحرمين الشريفين، والذين كان عددهم يتجاوز 4 آلاف خريج، وبالمناسبة في الولايات المتحدة الأميركية، عندما بدأ البرنامج عام 2007 كان لدينا 10 أطباء، واليوم لدينا 1125 طبيبا وطبيبة، كلهم يحضرون للزمالة، كما لدينا أكثر من 105 اتفاقيات مع مدارس ومستشفيات تعليمية ولدينا 500 طبيب وطبيبة أسنان، وأكثر من 400 صيدلاني وصيدلانية، وأكثر من 100 في التمريض والعلوم الطبية والهندسة وفي جميع التخصصات، وأيضا لدينا بالمناسبة مبتعثون في العشر جامعات الأولى على مستوى الولايات المتحدة في هارفارد، وفي ستانفورد وغيرهما، سواء في الدراسات العليا أو في المرحلة الجامعية، والعام الماضي كان لدينا 4 آلاف طالب وطالبة تخرجوا في الجامعات، وخلال تخريج الدفعة الرابعة شارك معنا عدد كبير من شركات القطاع الخاص، وأيضا من الجامعات السعودية، لاستقطاب الخريجين والخريجات وكثير منهم حصل على وظائف في نفس اليوم، ووقعوا عقود عمل لهم، مع بعض الشركات في القطاع الخاص، وبدأ قطف الثمرة وما هو قادم سيكون أكثر مما نحن عليه حاليا.

* ما التحديات التي تواجهكم في التعامل مع الطلاب المبتعثين كملحقية؟ وما هي أبرزها؟

- لكي أكون صادقا معك؛ اليوم طلابنا على درجة كبيرة من الوعي، والحقيقة المشكلات ليست كما صور لها، المشكلات محدودة جدا، وطلابنا على وعي كبير بأن هناك أنظمة، ولكن طبعا يحدث بين الحين والآخر أخطاء غير مقصوده من قبل الطلاب، ولكن بشكل عام والغالبية العظمى من أبنائنا الطلاب والطالبات لا توجد لديهم مشكلات، هناك بعض المشكلات الزوجية تحدث بالجهل بأنظمة الهجرة، ولدينا في موقع الملحقية على الإنترنت برنامج تعريفي، مكون من أربعة أجزاء، وبالمناسبة من قبل أن يسافر المبتعث من المملكة لدينا شرح لإجراءات كيفية الحصول على الفيزا وما هي الأشياء التي يجب أن يحضرها معه والأشياء التي لا يسمح بإحضارها معه لكونها ممنوعة، وجميع إجراءات المطار، وكل الإجراءات مفصلة في الموقع.. من تفاصيل قبل المغادرة وعند الوصول، وكيفية التعامل مع موظفي المطار في الولايات المتحدة الأميركية، كموظفي الجوازات، وكيفية التعامل مع الفنادق وكيف تكون عملية السكن، وأيضا عن الأنظمة والقوانين في الولايات المتحدة الأميركية، وأيضا هناك جزئية خاصة نخبر فيها الطالب أن هناك قضايا كثيرة التي يجب أن يكون حذرا معها، من قضايا التحرش أو الغش أو اقتباس معلومات من الإنترنت دون الإشارة لمصدر هذا الاقتباس، فأحيانا تضع الطالب في دائرة الغش، والكثير من الأنظمة والقيادة وغيرها من الأمور متوفرة على الموقع، والجزء الرابع والأخير نظام التعليم العالي في الولايات المتحدة الأميركية، من حيث الاختبارات ومختلف الأمور المتعلقة بذلك التعليم موجودة في البرنامج التعريفي، وأنا أنصح الطلاب بالاطلاع عليه.

* هل هناك نسبة تعثر؟

- قليلة جدا، ولا تتجاوز الواحد في المائة بالنسبة للطلاب.

* كم عدد سنوات الدراسة التي يقضيها الطالب هنا في الولايات المتحدة؟

- الطالب المبتعث لدراسة البكالوريوس عادة يقضي من 5 إلى 6 سنوات، الماجستير غالبا 3 إلى 3 ونصف، أما الدكتوراه 4 سنوات غالبا.

* هل يمكن أن نعرف كم يصرف على الطالب في السنة الواحدة أو في الشهر الواحد؟

- الطالب يصرف عليه كمتوسط حسابي بحسب اختلاف نوع الدراسة والجامعة التي يلتحق بها الطالب، فبعض الجامعات تكاليف الرسوم الدراسية بها عالية جدا، خاصة إذا كانت جامعة خاصة غير جامعة الولاية، ولكن عادة طالب البكالوريوس يكلف الدولة في المتوسط مليون ريال (266.6 ألف دولار) من بداية دراسته إلى حين عودته.

* هل يعي الطالب القيمة التي تصرفها الدولة عليه؟

- هذا مؤكد، ونحن دائما نلتقي مع الطلاب والطالبات، ونلتقي بشكل دوري ومستمر، وأنا التقيت مؤخرا في فلوريدا مع الطلاب، في اليوم الوطني، وكنا أيضا في جامعة ميري ماومن، التقينا بالطلاب وبشكل دوري، ونوجه الطلاب، ونركز دائما على التأكيد لهم بأننا لا نملك سفيرا واحدا فقط في الولايات المتحدة، وإنما لدينا 48 ألف سفير وسفيرة، كلهم سفراء لبلدهم ووطنهم، ولمليكهم ولأسرهم ولأنفسهم أيضا، ونؤكد لهم أن الدولة تنفق الشيء الكثير عليهم وهذا ليس بخسارة ولكن يجب أن يعي كل واحد منهم هذا الشيء، وأود التأكيد هنا على أن الغالبية العظمى منهم يعون هذا الشيء ويقدرونه لبلدهم، وبالمناسبة لدينا أكثر من 175 ناديا طلابيا في أميركا، وتجربتنا في الولايات المتحدة الأميركية، فريدة مع هذه الأندية التي هي جزء من اتحاد الطلبة وتحت مظلة الجامعة، وتستفيد وتأخذ إعانات من الجامعات، بالإضافة للإعانة التي تأخذها من الملحقية، وهناك أكثر من رئيسة ناد سعودية، وأنا حضرت مؤخرا في جامعة يونيفرستي كان لديهم احتفال باليوم الوطني، وكانت رئيس النادي طالبة سعودية وهي نوف الصادق، وفعلا قدموا صورة مشرفة للطلاب والطالبات السعوديين، وعندما تتحدث معهم وتطلع على الجهد الذي يبذلونه، للتعريف بالمملكة وحضارتها، تجدهم نماذج مشرقة ومشرفة بكل أمانة.

* الكثير يشكون من عدم توفر المشرفين، نظرا لكثرة الأعداد وقلة أعداد المشرفين، هل هناك خطة لتطوير هذه الجزئية؟

- بلا شك أن نظام التعاملات الإلكترونية ونظام البوابة الإلكترونية والنظام الجديد المطبق في الملحقية الثقافية، وتعتبر الملحقية الثقافية السعودية بأميركا هي آخر ملحقية طبق عليها هذا النظام، هذا النظام نظام شفاف ونظام جيد ويحاسب كل مقصر، من الملحق إلى أصغر شخص، وفيه من الشفافية بحيث أن الوزير والنائب والوكلاء وكل واحد في الوزارة بالمملكة، يستطيع أن يتابع الموظفين، وبالمناسبة العام الماضي قامت الوزارة بفصل ثلاثة أو أربعة أو أكثر من المشرفين الدراسيين في بعض الملحقيات لها في العالم لأنها رأت في عملهم تقصيرا، وإذا لم يستطع الملحق المتابعة فهناك من يتابع من قبل الوزارة، النظام الجديد هذا بكل تأكيد سيحاسب كل المقصرين، وكما قلت لك في بداية حديثي، نحن أنشأنا قبل ثلاثة أيام لجنة للجودة النوعية، وهذه اللجنة ستكون نواة لإدارة الجودة النوعية، ومهمتها رفع تقارير أسبوعية للملحق، ومعرفة مراقبة المشرفين والعاملين بالملحقية، بمختلف مهامهم وتخصصات عملهم داخل هذه الملحقية، وسنكافئ المتميز ونحاسب المقصر.

* هل تتوقع أن تستمر الولايات المتحدة الأميركية في أخذ النصيب الأكبر من أعداد المبتعثين عن طريق البرنامج؟

- نعم بكل تأكيد، وأنا أشجع على أن يكون للولايات المتحدة الأميركية النصيب الأكبر منهم، لأكثر من سبب ذكرتها سابقا، ولأن النظام التعليمي هنا متميز ومن أفضل الأنظمة التعليمية في العالم.

* المملكة تتجه لاقتصاد المعرفة، كيف يكون لهذا البرنامج دور في وصول المملكة إلى الاعتماد على الاقتصاد المعرفي؟

- الحمد لله، أبناؤنا في كثير من الجامعات ويدرسون الكثير من التخصصات، والاقتصاد هو جزء من هذه التخصصات، وقبل نحو أكثر من سنة، التقيت بأحد أبنائنا، من الدارسين في جامعة ستانفورد، وهو يدرس في تخصص إدارة الأعمال، تعلمت منه الشيء الكثير، وأنا هنا أتعلم الشيء الكثير والجديد، وبالمناسبة زيارتنا لهم تعطيهم نوعا من الثقة في أنفسهم، ونوع من الأمان، ومن الاطمئنان، واقتصاد المملكة يعتبر من أكبر الاقتصادات في العالم، والحمد لله لدينا الآن مدن اقتصادية كبيرة، وأيضا جامعات متميزة، كجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، والربط بين الاقتصاد والتعليم الجامعي جزئية كان الملك عبد الله ينظر لها بشكل دقيق جدا، وكانت نظرته في الحقيقة بعيدة، لأنه كان ينظر للربط بين الاقتصاد والمعرفة، لأن الاقتصاد من دون معرفة لا يساوي شيئا وكذلك معرفة من دون اقتصاد لا قيمة لها، وتوقعاتي خلال السنوات الخمس أو العشر القادمة كأقصى حد، عندما يعود أبناؤنا متخرجين وحاصلين على شهادات عالية، سيكون اقتصادنا اقتصادا قويا، ومتينا، ومتأكد أنه سيكون لهم دور كبير، وسنقطف جميعا ثمرة هذا البرنامج وهذا الإنجاز.

* تعرض البرنامج لعدد من الانتقادات وخاصة هنا في الولايات المتحدة، كيف ترى أو ترد على هذه الانتقادات بشكل عام؟

- أنا دائما أقول بأن هذا البرنامج برنامج فريد، وعبقري ومتميز، ودائما كل شيء متميز لا بد أن يكون له أعداء، البرنامج بكل أمانة لم يمر على التاريخ مثله، على الرغم من كل ما يقال عنه، وعلى الرغم مما يحاول البعض إثارته حول البرنامج، ولكن ولله الحمد البرنامج سائر ويحقق نتائج، والدليل على نجاح البرنامج أن البرنامج ممتد له خمس سنوات، حيث كان مقررا للبرنامج أن ينتهي في عام 2010، والملك مدد للبرنامج خمس سنوات إضافية، وهذا دليل على أن البرنامج ناجح، واليوم ليس هناك أسرة في المملكة العربية السعودية لم تستفد من البرنامج، وأنا على ثقة من أن جميع الأسر استفادت من هذا البرنامج، وأعلم أن هناك من يشكك في هذا البرنامج ويحاول أن يسيء للبرنامج وهذا شيء طبيعي، ولكن البرنامج ناجح بكل المقاييس، والدليل كما قلت سابقا أن أعداد الأطباء تفوق 1125 طبيبا وطبيبة في الولايات المتحدة فقط، وسيتخرجون ويرجعون بشهاداتهم، ومن كان يتصور أننا سنصل لهذا العدد، وهذا على الرغم من تشكيك كل من يشكك في جدوى البرنامج.

* هل هناك رسالة أو كلمة تود أن تقولها للطلاب أو المجتمع؟

- أولا باسمي واسم الطلاب والطالبات في الولايات المتحدة الأميركية بشكل خاص وفي كل دول العالم أتوجه بأسمى آيات الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على كرمه وعلى دعمه ومساندته الدائمة والمستمرة لهذا البرنامج ولأبنائنا وبناتنا، وبالأمانة لم نطلب شيئا للطلاب ولمصلحة الطلاب إلا وتمت تلبيته، والشكر لولي العهد وللنائب الثاني وأيضا لوزير التعليم العالي ولنائبه والذين يقدمون جهدا كبيرا لهذا المشروع وللبرنامج وللملحقيات بشكل عام والملحقية الثقافية بالولايات المتحدة الأميركية بشكل خاص، ولم نطلب منهم شيئا إلا وتم تلبيته من قبلهم. ورسالتي أيضا لأبنائي الطلاب والطالبات.. تمنياتي لهم بالنجاح والتوفيق، وأدعو لهم دائما أن يكونوا سفراء لبلدهم وأهلهم وأنفسهم، وأؤكد لهم أن هذه فرصة لهم والفرص لا تتكرر إلا مرة واحدة، وأتمنى أن يستفيدوا من هذه الفرصة، وأنا متأكد ولدي قناعة كاملة أن أبناءنا وبناتنا في الولايات المتحدة بشكل خاص، على قدر كبير من المسؤولية، وعلى قدر كبير من الوعي، ومن الاستفادة من هذه الفرصة المقدمة لهم، وأؤكد لهم أنني فخور بهم وفخور بإنجازاتهم، وبكل ما يقدمونه، وأيضا أتمنى أن يكونوا تحملونا خلال الفترة التي مضت، ونعدهم بأن القادم أفضل بكثير مما مضى، ولقد مررنا خلال الشهرين الماضية بفترة خارجة عن إرادتنا جميعا، ولنعتبرها سحابة صيف، والأمور بدأت تستقر كثيرا، ونحن إلى جوارهم دائما، وأنا أقف في صف الطلاب ومعهم ولن نتردد في تقديم أي مساعدة أو خدمات، وجميع زملائي هنا يسعون لتقديم خدماتهم لأبنائنا وبناتنا، وسنسعى لخدمتهم بكل ما لدينا، وشكرنا لجريدة «الشرق الأوسط».