«التربية والتعليم»: صناعة المنهج ستلبي متطلبات سوق العمل في السعودية

تربويون يطالبون بإقامة ورش عمل للطلاب في المواسم الدينية

تربويون يعتبرون إتقان اللغة في الحج انعكاسا حضاريا للسعودية
TT

أعلنت وزارة التربية والتعليم على لسان الدكتور نايف الرومي، وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط والتطوير، لـ«الشرق الأوسط»، أنها في طريق إحداث تطوير شامل لكتب ومقررات اللغة الإنجليزية والمواد التعليمية المصاحبة في التعليم العام، ورفع مستوى المعايير التعليمية لتعليم وتعلم الطلاب في مجال اللغة الإنجليزية بما يحقق التطوير المستهدف والتوظيف العلمي والمنهجي.

وقال الرومي إن وزارته تبحث خبرات شركات متقدمة في صناعة المنهج، وتحقيق المواءمة والتكييف للبيئة المحلية، واستخدام وتطبيق أحدث أدوات تقويم المتعلمين، وقياس مهاراتهم في اللغة الإنجليزية من خلال اختبارات تحديد المستوى والاختبارات العالمية، وتلبية تحقيق متطلبات مؤسسات التعليم العالي وسوق العمل، لرفع كفاءة ومهارات خريجي التعليم الثانوي في اللغة الإنجليزية، ورفع الكفاءة المهنية لمعلمي اللغة الإنجليزية، وتطوير عمليات التعليم والتعلم.

من جانبه، كاديميون تربويون دور مناهج اللغة الإنجليزية كي يكون الطلاب سفراء فاعلين لبلدهم في موسم الحج تنمية ، عن طريق في التعامل مع ضيوف الرحمن لبث روح الطمأنينة سهم، والحرص على استشعار الدور العظيم لمن .

واعتبر الأكاديميون أن اللغة الإنجليزية هي جسر مهم لتأصيل الدور المحوري للسعودية إيمانا بأن هذ واجباتهم الوطنية والدينية، ا الحملات التوعوية التي تحرص على تهيئة المواطن لخدمة حجاج بيت الله الحرام لا تكفي لأن تكون منهجية أساسية في التعامل مع الحجاج و ات لهم .

وأشار فهد اليوسفي، باحث في التربية والتعليم في السعودية لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه يفترض أن تخصص وزارة التربية والتعليم ورش عمل حقيقية لمشاركة الطلاب في الحركة التنموية للبلاد عن طريق تأصيل وإتقان اللغة الإنجليزية، مضيفا أن معظم محاولات تطوير التعليم تفتقر للعمل الميداني، وفيما أشار إلى أنه ينبغي أن يكون من مهام التعليم تهيئة الطالب للمواسم الدينية كواجب وطني، إلا أنه اعتبر مخرجات التعليم تعاني من تدن في الإنتاجية الجيدة والتأهيل، بالإضافة لكون المناهج التعليمية الحالية تعاني من غياب للرؤية المستقبلية لأجيال يجب أن تعي دورها المنوط.

وجنح اليوسفي إلى أهمية مشاركة الفئات العمرية في تأصيل الجوانب التعليمية والثقافية في مهمتها لخدمة الأهداف التعليمية، مؤكدا أن الاختلافات الفكرية للمجتمع أدت إلى اقتصار التعليم كمنهج نظري بحت، وزاد بالقول: «هناك قصور في المشاركة في المواسم الدينية بصورة ميدانية».

واعترف اليوسفي بوجود قصور عام في تعليم اللغة الإنجليزية، مطالبا بإعادة تغيير طريقة التعليم المتبعة أو المناهج، مفيدا بضرورة إضافة ملحق لمنهج اللغة الإنجليزية من واجبه أن يخدم التعامل مع الحجاج والمعتمرين من البلاد الأجنبية، مشددا على أهمية تزويد الطالب المقيم في منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة بمعلومات تساعده من جهتها في تقديم المساعدة للناطقين بغير العربية.

واعتبر اليوسفي أن عبء هذا الدور يقع على عاتق شركات الطوافة والمؤسسات التي تعمل في خدمة الحجاج، فهم مطالبون بتجنيد الطلاب في المواسم الدينية لتحفيزهم على العمل والمشاركة والبعد عن أجواء العطلات التي ساعدت على انتشار الكسل واللامبالاة لدى الطلاب.

الدكتور عبد الرحمن الشلاش كاتب وأكاديمي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» قال: «المناهج التعليمية لدينا في غالبها تعتمد على المعلومات أكثر من اعتمادها على المهارة والتدريب، عدا عن طلابنا الذين يفتقدون لثقافة فن التعامل مع الآخرين»، ورحب الشلاش بمنهج يضاف في صفحات على المواد الدينية يعمل على زيادة الوعي لدى الطالب وتثقيفه عن أهمية الدور الذي يلعبه المواطن السعودي في انعكاس صورة حضارية عن البلاد لدى الحجاج من الداخل والخارج.

واعتبر الشلاش أن دعم مناهج التعليم بالثقافة الدينية كواجب وطني وحضاري خطوة من واجبها المساهمة في تسهيل عملية التعامل مع الحجاج وعلى الرغم من أن موسم الحج يأتي في فترة قصيرة جدا فإن هذه الفترة حيوية ومهمة للوطن.

وطالب الشلاش بدراسة إمكانية وجود آلية تساعد في تحقيق الأهداف المرجوة عن طريق الجولات الميدانية للطلاب على أرض الواقع في مواسم الحج والعمرة، منوها بأن أكثر من 90 في المائة من مناهج التعليم تركز على التعليم بطريقة نظرية باعثة للملل في الأجواء الدراسية وتراكم المعلومات من دون فائدة ملموسة مستقبلا.

وفي السياق ذاته أشار الشلاش إلى صعوبات تواجه تطبيق المناهج في المدارس على أرض الواقع، وبخاصة فيما يتعلق باللغة الإنجليزية، وعزا ذلك إلى النقص في المهارات التعليمية وضعف تجهيز المختبرات المدرسية بالأجهزة الإلكترونية، التي لم يطرأ على بعضها حتى الآن تغيير أو استيعاب لأهمية الدور الذي تلعبه اللغة الإنجليزية في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في المملكة خاصة والعالم أجمع.

وأبدى الشلاش استياءه لمخرجات التعليم الثانوي التي خضع لها الطالب من خلال التعرف على اللغة الإنجليزية كمفردات ومهارات بسيطة لا تتواكب مع متطلبات العصر، مشيرا إلى أن بعض الطلبة سيواجهون إرباكا ونوعا من التخبط إذا ما استمرت العملية التعليمية بمنهجها النظري، بيد أنه أكد أن هذه المرحلة سيتم تجاوزها في حال تم التعامل مع الطالب من المرحلة التمهيدية والابتدائية بعد تلافي السلبيات التي واكبت بداية التطبيق.

وعن المطالبات بوجود منهج ملحق للغة الإنجليزية يساعد في تقديم الخدمات للحجاج وتطبيق اللغة الإنجليزية من خلال احتكاك الطلاب بالحجاج من مختلف العالم، أوضح الشلاش أن ما يحتاجه الطلاب هو اللغة الإنجليزية السهلة والبسيطة في المفردات للتعامل مع الحجاج مرحبا بإضافتها والعمل على التدريب عليها في أرض الواقع بحيث يستطيعون أن يتعاطوا مع الحجاج ويعكسوا صورة جميلة لبلادهم.