دراسة تربوية تدعو إلى تخطيط البيئة التعليمية ليكون المعلم مطورا للمنهج

دعا إلى إعادة النظر في المناهج الدراسية بما يتواءم مع تحديات المرحلة

المعلم مصدر المعرفة والمعلومات ومستشار تربوي
TT

حددت دراسة تربوية بعنوان البيئة التعليمية في مدارس المستقبل سمات تعليمية واقتصادية واجتماعية وثقافية أدت إلى تغييرات في الأنظمة السياسية والثقافية والتعليمية، وتغيرات في العادات والتقاليد الاجتماعية وأنماط المعيشة والعمل والعلاقات.

وأضاف الدكتور سعود الزهراني، مدير عام التربية والتعليم في منطقة المدينة المنورة، في دراسته أنه لا بد من إيجاد تحولات في بيئة التعلم، وبيئة التعلم التقليدية، وبيئة التعلم الجديدة، وبيئة تعلم مغلقة محددة الصفة، وبيئات تعلم مفتوحة متنوعة ومرنة ونشطة، ومصادر تعلم محددة، أهمها الكتاب والمعلم، ومصادر تعلم متنوعة إلكترونية وتفاعلية، وتعلم مفاهيم ومهارات منفصلة، وتعلم مفاهيم ومهارات متكاملة، واستخدام التقنيات للتدريس، واستخدام التقنيات للتعلم، والتركيز على تعلم الحقائق، والتركيز على الاستقصاء والاكتشاف. وأشار الزهراني إلى أنه ينبغي إيجاد تعلم منفصل عن الواقع التعليمي في مواقف حقيقية وافتراضية، والتركيز على تقويم النواتج، وتنويع التقويم وشموله العمليات والنواتج، وإدارة الموقف التعليمي، مركزية للمعلم، وإدارة الموقف التعليمي، ذاتية للمتعلمين، والتعلم في المكان والظروف الواحدة للجميع، وتعلم مفتوح إلكتروني تزامني وغير تزامني، والتعلم في فصول دراسية، والتعلم في فصول إلكترونية ومعامل متنوعة، وإيجاد بيئة تعلم حافزة.

وحول التحولات في السلوك الصفي، أشار إلى أهمية السلوك الصفي التقليدي والسلوك الصفي المتطور، والتعليم في مجموعات كبيرة مختلفة، والتعليم في مجموعات صغيرة ومتلائمة، والتعليم بالمحاضرة والتلقين، والتعليم بحلقات النقاش وورش العمل والتدريب، وسلبية المتعلم وإيجابية المتعلم ومشاركته الفاعلة والنشطة، يتم فيه الحفز بالتنافس يتم الحفز فيه بالتعاون.

وذكر مدير عام التربية والتعليم بمنطقة المدينة المنورة: «يتعلم جميع المتعلمين نفس المفاهيم، حيث يتم تعلم مفاهيم مختلفة وفق اهتمامات المتعلمين، فضلا عن أساليب التعليم والتفاعل لفظية، وأساليب تعليم تفاعلية متنوعة لفظية وبصرية، ويتم التواصل مع المتعلمين الممتازين، كما يتم التواصل مع الجميع بطرق متنوعة وشاملة، بالإضافة إلى أن الزمن محدد وفق جدولة الحصص الزمن مرن يتم ضبطه من قبل المتعلمين، ومعيار النجاح مستوى تحصيل المعلومات وإتقان المهارات».

وحول التحولات في أدوار المعلم، قال عن وجود الأدوار التقليدية والأدوار المتطورة، وتخطيط بيئة التعلم وتوجيهها وتقويمها، «بيئة التعلم تخطط وتوجه وتقوم عن طريق المتعلم، وأن يكون المعلم مصدر المعرفة والمعلومات، ومستشارا تربويا ومعلوماتيا، ودور المعلم تنفيذ المادة الدراسية وتطويرها، والعمل مع مجموعات كبيرة من المتعلمين والعمل كمرشد أكاديمي للمحتاجين للإرشاد، فضلا عن العمل داخل حجرات دراسية منعزلة أو مع فريق عمل متعاون من المعلمين والمتعلمين، وإتقان معارف المادة الدراسية وإتقان أساليب اكتشاف المعرفة».

وحول التحولات في دور المتعلم، قال إن الأدوار تقليدية ومتطورة، حيث يتلقى من المعلم التوجيهات للتعلم عن طريق البحث عن التعلم والاسترشاد بالتوجيهات عند الحاجة، ويستمر في دور المتلقي بالمشاركة في التعلم ويمارس دور الخبير والمكتشف بحيث يسير وفق الخطة الموضوعة له من قبل المعلم ويخطط لنفسه أسلوب التعلم ويستخدم الأساليب، بحكم أن المتعلم جزء من مجموعة متباينة الخصائص وله خصوصيته وفق خصائصه الذاتية.

وأفاد الزهراني: «إذا ما نظرنا إلى واقع التعليم اليوم خاصة في منطقتنا العربية، نجد أن الطالب يعتمد أساسا على اكتساب معظم معارفه نظريا، ولا يتاح له من الممارسة والتجريب لهذه المعارف على أرض الواقع إلا القليل، ويعود ذلك لعدة أسباب، منها افتقار مؤسسته التعليمية إلى الأجهزة المخبرية المناسبة أو للمخاطر التي ربما ينتج عنها إجراء بعض التجارب وارتفاع تكلفة موادها، وأيا كانت الأسباب فالطالب هو الضحية. فعند إنهاء مرحلته الدراسية سيجد الهوة كبيرة بين ما تعلمه نظريا وما هو موجود في الواقع. وهذه مسألة يحاول العديد من ذوي الاختصاص إيجاد مخارج لها منذ زمن بعيد».

وقال مدير تعليم منطقة المدينة: «تستطيع البيئة الافتراضية التي يتم بناؤها بشكل جيد وعلى أسس علمية ربط ما يجري داخل غرفة الصف من اكتساب للمهارات مع الواقع الحقيقي خارج المدرسة، فهي تستطيع تدريب الطالب على استخدام المعدات المعقدة والحساسة كالموجودة في أبراج المراقبة في المطارات دون المخاطرة في إعطاء تعليمات مغلوطة قد تؤدي إلى كارثة». وقال إن البيئة الافتراضية تدرب الطالب على مواجهة الأخطار المحتمل وقوعها وإعداده الإعداد الجيد في مثل هذه الظروف وكيفية التصرف معها كما هو الحال عند حدوث الزلازل والبراكين، وتساعد في تدريب الطالب على ممارسة مهارات لا يمكن ممارستها على أرض الواقع أو يصعب توفير مستلزمات ممارستها كإجراء عملية جراحية خطيرة لا تحتمل التجربة.

واختتم بالقول بأن البيئة الافتراضية تساهم في توفير إمكانية تعريض الطالب للعديد من الاحتمالات أثناء معايشته لبيئة معينة ليقوم برد الفعل المناسب لكل احتمال يتعرض له كتحضير مركب كيماوي، وتعميق قيم ومفاهيم ترتبط بثقافة ومعتقدات الطالب يصعب تأصيلها في هذا الطالب بالطرق التقليدية من خلال سرد القصص والروايات كمعايشة أحداث لواقعة حدثت في الماضي تبرز ما يجب أن يتحلى به المسلم من قيم وأخلاق.