أميركا: طول اليوم الدراسي يثير الآمال والتساؤلات

شيكاغو المدينة الأولى التي تمد «اليوم الدراسي» لسبع ساعات ونصف

TT

ما إن أتمت آشلي تام سؤالا لصفها الثالث الابتدائي خلال درس للرياضيات صباح يوم الثلاثاء إلا وارتفعت عشرون يدا في الهواء. ودفع أحد الأولاد يده في الهواء بحماسة كبيرة جعلت مقعده يقفز في الهواء معه وهو ينهض عنه.

كان ذلك الأسبوع الأول في بداية العمل وفق خطة اليوم الدراسي المطول التي طال انتظارها، إضافة إلى أنه كان اليوم الثاني للعودة من العطلة الشتوية في مدرسة جنفيف ميلودي الابتدائية، ولم يكن وقتا يمكن للمرء فيه أن يتوقع مستوى أعلى من النشاط الطلابي.

وتقول تيفاتي تيلمان، المدير المساعد في ميلودي: «أعتقد أن الأطفال تكيفوا بسرعة أكثر منا». وتقول مديرة المدرسة نانسي هانكس، موافقة على ذلك، إنها حاولت اختيار الأسبوع الخاطئ للإقلاع عن القهوة.

تعتبر ميلودي واحدة من بين 13 مدرسة عامة في شيكاغو صوت فيها المدرسون للتنازل عن أجزاء من عقود نقابتهم وإطالة اليوم المدرسي إلى سبع ساعات ونصف. وفي المقابل يتلقى هؤلاء المدرسون منحا تتراوح ما بين 800 إلى 1.200 دولار وتتلقى المدارس 75.000 إلى 150.000 دولار لكل مدرسة بتمويلات غير مشروطة.

وقد لقيت مساعي العمدة رام إيمانويل لإطالة اليوم الدراسي انتقادات من نقابة مدرسي شيكاغو، التي اتهمت مسؤولي المدارس بإكراه المدرسين ورشوتهم في المدارس بشكل غير قانوني في محاولة لجعل النقابة لا علاقة لها بالمسألة.

وقد صوت 16 مدرسا في مدرسة لإطالة اليوم الدراسي، مع تصويت أربعة ضده، لكن المدرسين والإداريين يؤكدون أنهم لا يكترثون للسياسات بقدر اهتمامهم بنجاح يوم دراسي أطول.

وقالت هانكس: «إنها صفقة أكبر بالنسبة للجميع هنا في ميلودي. في النهاية ينبغي أن يكون هناك اتفاق فلسنا بحاجة إلى هذا النوع من التوتر في العمل».

وتخضع ميلودي و12 مدرسة رائدة بدأت في تطبيق اليوم الدراسي المطول لرقابة دقيقة، حيث يتوقع أن تطبق كل مدارس شيكاغو العامة خطة مد اليوم الدراسي لسبع ساعات ونصف، وهو ما يجعل مدينة شيكاغو المدينة الرئيسية الأولى خلال السنوات الأخيرة التي تضيف وقتا دراسيا إضافيا على مستوى المقاطعة. وسيشمل اليوم الإضافي 90 دقيقة تعليما إضافيا ومزيدا من الوقت من أجل الراحة.

وقد شهد العام الماضي تمرير قانون إصلاح التعليم الشامل والذي أعطى مدير المدارس سلطة إطالة اليوم الدراسي، لكن التفاصيل ينبغي الاتفاق عليها مع نقابات المدرسين. ويتساءل المسؤولون حول مدى نجاح اليوم الدراسي الطويل في ميلودي ومدى تأثيره على قرارات المدارس الأخرى.

وعلى الرغم من دعم أولياء الأمور والمدرسين ومديري المدارس طول اليوم الدراسي الحالي من 5 ساعات و45 دقيقة، لا تزال هناك الكثير من الأسئلة: ماذا ستفعل المدارس في الوقت الإضافي؟ وهل سيتم تعويض المدرسين؟ وهل سيتمكن الطلبة الصغار من التأقلم مع طول اليوم الدراسي؟ وكيف يمكن للإدارات التعليمية التي تعاني من ضغوط مالية من توفير المناهج الإضافية؟

تعتبر ميلودي، من عدة نواح، عالما مصغرا لنظام المدينة؛ فهي تعاني الفشل وفق أغلب الروايات، لكنها تدفع بقوة تجاه التطوير. فالمدرسة التي تقع على الجانب الغربي تخضع لاختبار لمدة خمس سنوات، كما انخفض عدد الطلاب عن معايير الالتحاق الأمثل بخمسمائة طالب، وبحسب المبادئ التوجيهية الفيدرالية، كانت المدرسة فاشلة لسنوات، لكن من خلال مدير مدرسة طموح وخريج جامعة هارفارد، وعدد كبير من المعلمين الأكفاء سجلت المدرسة نموا واعدا.

وتقول تيروني كوفينتون، التي تعمل معلمة لياقة بدنية في ميلودي لمدة 20 عاما: «العام الماضي، حققنا نقلة جيدة للمرة الأولى خلال عشر سنوات ونأمل في تحقيق المزيد. ما من سبيل أمامنا سوى القيام بذلك».

وعلى الرغم من الاختلاف في شغل الوقت الإضافي بحسب الصف، حيث تضيف كل فصول ميلودي حصصا تعليمية في الرياضيات والقراءة، أما في فصل تام فاليوم الدراسي الأطول يعني المزيد من الوقت من أجل مادتي العلوم والمواد الاجتماعية.

لكنها أوضحت أن طلبتها كانوا مرهقين بنهاية اليوم: «إنه يوم طويل بالنسبة لطفل في سن الثامنة، إنهم يتأقلمون بشكل جيد، لكنهم على الرغم من ذلك يبدون رغبة في النوم عند الساعة الثالثة».

وقد أثار بعض أولياء الأمور في نورث سايد، حيث تؤدي المدارس العامة بشكل أفضل، المخاوف في الاجتماعات والإحصاءات، من أن يوما دراسيا يمتد لسبع ساعات ونصف الساعة قد يكون طويلا للغاية بالنسبة للأطفال، وقد يؤثر على الأنشطة خارج المنهج الدراسي.

وقالت هانكس إنها تتفهم ذلك، لكنها أضافت: «أنا بحاجة لأن يتمكن أطفالي من القراءة، فهل يمكنك أن تتخلى عن قدر ضئيل من وقت دروس البيانو حتى يتمكن أطفالي هنا على هذا الجانب من المدينة من تعلم كيفية القراءة؟».

تشير هانكس إلى أن ما ينجح في ميلودي قد لا ينجح في أماكن أخرى، فقد أعلنت الإدارة التعليمية يوم الأربعاء عن أن المدارس الثلاثين صاحبة أكثر خطط استغلال الوقت الإضافي ابتكارية ستمنح كل منها 100.000 دولار. وقد طلب من كل المدارس ابتكار جدول جديد وتقديمه بنهاية شهر فبراير (شباط)، ويؤكد المسؤولون على أن أفضل الأفكار قد تطبق على جميع مدارس المقاطعة.

عامل القلق بالنسبة لهانكس لا يتمثل في التفاصيل النهائية التي تم التوصل إليها بين المدينة ونقابة المعلمين، بل التعديل الذي سيضطر من خلاله المعلمون وأولياء الأمور إلى القيام به للتوافق مع هذا التغيير الكبير في روتين حياتهم اليومي.

وتقول هانكس: «يمكنك العناية بالمعلومات العملية المفصلة للجدول الذي ترغبون به جميعا، لكن إن لم تكونوا على استعداد ذهني وتتعاونوا مع أولياء الأمور في هذه المرحلة الانتقالية، فلن تكون عملية ناجحة».

* خدمة «نيويورك تايمز»