السعودية: «التربية والتعليم» تطلق برنامج «صحتي في غذائي» في مدارسها الابتدائية

بهدف زيادة الوعي الصحي الغذائي لدى طلابها

توفر الغذاء الصحي المتوازن يساعد على اكتمال الصحة البدنية والعقلية ويرفع من مستوى التحصيل الدراسي
TT

تنبهت وزارة التربية والتعليم في السعودية لضرورة تصحيح السلوكيات الغذائية لدى طلاب وطالبات المراحل الدراسية الابتدائية، وذلك بعد أن وقفت الوزارة على الكثير من حالات سوء التغذية وفقر الدم والهزال في طلابها.

وتتمثل مبادرة التربية ببرنامج كبير تنظمه الوزارة لتوعية النشء وأولياء الأمور والوسط التربوي بالغذاء الصحي المتوازن الذي يساعد على النمو الصحيح، وكذلك تغيير الكثير من العادات الغذائية الخاطئة التي تمارس منذ سنوات، وسيحمل برنامج «صحتي في غذائي» العديد من الطرق التوعوية والتعريفية لتعزيز الصحة المدرسية والتي من المتوقع تعميمها على مدارس محافظات ومناطق المملكة في غضون عامين بعد إطلاقها لهذا العام. وكشف الدكتور سليمان بن ناصر الشهري استشاري طب الأطفال ومدير عام الصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم في السعودية لـ«الشرق الأوسط» عن هذا المشروع الصحي التوعوي، بقوله إن الأطفال في سن المدرسة يعدون شريحة مهمة جدا من شرائح المجتمع ولا يكاد يخلو أي منزل أو أسرة منهم حيث تظهر عليهم آثار سوء التغذية بسهولة.

وقال الشهري: «أثبتت الدراسات العديدة أن توفر الغذاء الصحي المتوازن يساعد علي اكتمال الصحة البدنية والعقلية ويرفع من مستوى التحصيل الدراسي لهم»، ويستطرد الدكتور الشهري بأن في هذه السن ينمو الأطفال ويكتسبون عاداتهم ومنها الغذائية والسلوكيات ويقضي التلاميذ معظم ساعات يومهم في المدرسة وبالتالي يتغير وقت تناولهم الطعام وفقا للظروف الجديدة ومنها تأثيرات الأهل والزملاء والمعلمين، ويرى مدير عام الصحة المدرسية أن طلاب وطالبات المدارس من سن 6 - 18 سنة يمرون بأهم مراحل حياتهم من الناحية النمو، وكان لازما تصحيح ما يتناولون من أغذية، وأشار الشهري إلى أن ذلك «سيكون من خلال المناهج المدرسية بالإضافة للبرنامج التوعوي والتركيز على المقاصف المدرسية وما يقدم فيها».

وتحدث الدكتور سليمان الشهري عن الهدف من البرنامج، بقوله: لتعزيز صحة الطلاب بتحسين معلوماتهم وعاداتهم الغذائية تم تصميم برنامج التوعية الصحية (برنامج صحتي في غذائي) بشكل سهل وبسيط للفئة المستهدفة وهو موجه لطلاب وطالبات المرحلة الابتدائية وفيه تحاول الإدارة العامة للصحة المدرسية التعريف بالتغذية الصحية وكيفية تطبيقها، ومحاولة للارتقاء بمعارف ومعلومات تلاميذ المدارس عن الغذاء والتغذية وتصحيح المفاهيم الغذائية الخاطئة لديهم من أجل تحسين العادات الغذائية الصحية عند طلاب المدارس وزيادة معرفتهم بأهمية التغذية المدرسية (المقصف المدرسي) إضافة إلى تنمية الوعي الغذائي الصحي عند الوالدين والمعلمين وتوطيد التعاون بين الأسرة والمدرسة والوحدة الصحية في غرس العادات الغذائي عند الطلاب، وأشار إلى أن ما يميز برنامج «صحتي في غذائي» الإكثار من الوسائل المشوقة والجذابة في تثقيف الطلاب مع تنويع الألعاب والرسومات في أنشطة الطالب.

ويشرح الدكتور سليمان الشهري آليات عمل البرنامج حيث يتضمن العديد من الأنشطة الصفية اللاصفية، إضافة للعديد من المواد التوعوية مثل كتاب الطالب والذي يمثل مجموعة من الرسائل التوعوية تعرض بطرق سهلة ومبسطة، وأيضا تم وضع كتاب للمعلم كدليل تدريبي يستنير فيه المعلم الذي يقوم بتنفيذ البرنامج في إيصال المعلومة للطالب. كذلك هناك كتاب دليل للوالدين لتطبيق البرنامج ودليل بهدف مساندة المعلم وتقديم الدعم اللازم. ويتكون البرنامج من خمس وحدات تثقيفية تمثلت بالتغذية الصحية، والعادات الغذائية الخاطئة عند الطلاب، إضافة للعادات الغذائية الصحية، والتغذية أثناء الفسحة، وأخيرا النمط المعيشي الصحي والنشاط البدني.

ووضح الدكتور سليمان الشهري مراحل تنفيذ البرنامج في مدارس التعليم العام والخاص في السعودية بأنها ستكون عبر مجموعة من البرامج للمسؤولين بإدارات التربية والتعليم والكوادر التربوية وتدريب أطباء وطبيبات الصحة المدرسية وقد نُفذت هذه الحلقات في كلٍ من مدن الرياض وجدة والدمام في مواعيد متتالية، كمرحلة أولى على أن يتم التوسع في تطبيق هذه البرامج خلال العامين الدراسيين القادمين ليشملا جميع مناطق المملكة. وفي هذا السياق قد تم توزيع حقائب تدريبية وأقراص ممغنطة على المتدربين والمتدربات اشتملت على جميع المحاضرات العلمية ومطبوعات البرنامج وأبدى الجميع تفاعلا جيدا من خلال طرح الأسئلة والمداخلات المتعددة. وتأتي المرحلة اللاحقة من البرنامج وهي تدريب المعلمين الذين سيقومون بتنفيذ البرنامج في المدارس وفق خطط معتمدة تم اقتراحها من قبل إدارات التربية والتعليم التي ستنفذ البرنامج. هذا وسيتم تقييم البرنامج والتغذية الاسترجاعية بعد الانتهاء من تطبيقه.

هذا ويتوقع المختصون في مجال التربية والصحة أن نصل بعد فترة من تنفيذ البرنامج أن نحصل على تحسن المستوى المعرفي للطلاب بأهمية التغذية الصحية على حالتهم الصحية. والتمكن من إكساب الطلاب السلوكيات الصحية الغذائية السليمة، وكل ما سبق يصب في تحسن الحالة الغذائية العامة للطلاب.