خبير مناهج كويتي يدعو لإشراك المعلم في وضع المناهج الدراسية

اعتبر أن بعض المعلمين لا يتقبلون المناهج الجديدة بسبب عدم إطلاعهم عليها

TT

أكد الدكتور سعود هلال الحربي، مدير إدارة تطوير المناهج في وزارة التربية والتعليم في الكويت، لـ«الشرق الأوسط»، على أهمية إشراك المعلمين في تأليف الكتب المطورة، والاستماع إلى آرائهم حول ما تحتويه المناهج الجديدة، مشيرا إلى أن بعض المسؤولين لا يشركونهم في ذلك، وهو ما يعكس عدم تقبلهم لذلك.

وقال الحربي «إن هناك بعض المعلمين لا يتقبلون المناهج الجديدة بسبب عدم إطلاعهم عليها»، مشيرا إلى أهمية معرفة الجميع لفلسفة المناهج الجديدة، وألا يكون التغيير بالشكل فقط، وأن يشرك المعلم في ذلك.

وشدد على أهمية أن يلم المعلم بالجانب المعرفي والثقافي، إضافة إلى عدد من المهارات المتنوعة، مبينا أنه على المعلمين تطوير أنفسهم، وأن يدرك المعلم هويته، فهو يحمل رسالة إنسانية.

وعدد مدير إدارة تطوير المناهج في وزارة التربية والتعليم في الكويت، صفات المعلم المتطور بأن يكون عادلا بين الطلاب، وأن يفهم شخصيات المتعلمين، إضافة إلى تنويع التدريس، والمشاركة في صنع المعلومات، مشددا على أهمية دور المعلم في تحليل المناهج المطورة، وتحديد القيم.

وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم في السعودية، تسعى لرفع كفاءة النظام التعليمي والتربوي من خلال البحث عن أفضل السبل والطرق العلمية، إيمانا منها بأهمية التعليم ودوره الفعال في تقدم الأمم، سواء عن طريق الدراسات أو المؤتمرات أو اللجان المتخصصة وغيرها.

وأوضح الحربي أن رؤية المشروع الشامل لتطوير المناهج هدفها توفير استراتيجية تعليمية في المناهج، وأن تكون استراتيجية متوازنة ومرنة تلبي حاجات الطلاب اللازمة للحياة، ومتطلبات التربية الوطنية لتناسب خطط التنمية الخمسية الوطنية وتستوعب التغيرات المحلية والعالمية، وتؤكد على الوسطية والاعتدال، وهناك دواع داخلية في التغيرات التي تحدث في الهرم والنمو السكاني في المملكة إلى جانب التطورات الداخلية، بالإضافة إلى التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، أضف إلى ذلك التغيرات العالمية الاقتصادية والمعرفية والتطورات في الأبحاث، كذلك حاجة المناهج إلى التكامل والتطوير والتصميم التعليمي في الوسائل والتقويم وأيضا حاجة المناهج إلى أسس.

ودعا الحربي المعلمين إلى تطوير أنفسهم ليواكبوا العصر، وتفاعل الطلاب مع التقنية واستخداماتها.

من جانبه، قال الدكتور عبد اللطيف فرج، أستاذ المناهج والتعليم في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، إنه لا يزال هناك تصور شائع مفاده أن المنهج الدراسي مرادف لمصطلح الكتاب المدرسي المقرر.

وأضاف: «قد أثرت هذه النظرة المحدودة في الكيفية التي تتم بها عملية تطوير المنهج. فأصبحت عملية التطوير عملية هشة مجتزئة فضلا عن كونها تتم من خلال آليتين تقليديتين هما: آلية حذف أجزاء من محتوى المنهج، وآلية إضافة أجزاء إلى محتوى المنهج. كما أن هناك العديد من الآليات التقليدية لتطوير المناهج، كإعادة صياغة الأهداف، وتدريب المعلمين، واقتراح وسائل تعليمية معينة، والمناداة بإضافة مادة، أو تقليد دول أخرى. والخلاصة أن تطوير المناهج لا يزال يجري من دون سند علمي واضح لمعنى التطوير وفلسفته وإجراءاته».

وأشار فهد اليوسفي، باحث في التربية والتعليم بالسعودية، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه يفترض أن تخصص وزارة التربية والتعليم ورش عمل حقيقية لمشاركة الطلاب في الحركة التنموية للبلاد عن طريق تأصيل وإتقان اللغة الإنجليزية، مضيفا أن معظم محاولات تطوير التعليم تفتقر للعمل الميداني، بينما أشار إلى أنه ينبغي أن يكون من مهام التعليم تهيئة الطالب للمواسم الدينية كواجب وطني، إلا أنه اعتبر مخرجات التعليم تعاني من تدن في الإنتاجية الجيدة والتأهيل، بالإضافة إلى كون المناهج التعليمية الحالية تعاني من غياب للرؤية المستقبلية لأجيال يجب أن تعي دورها المنوط بها.

وجنح اليوسفي إلى أهمية مشاركة الفئات العمرية في تأصيل الجوانب التعليمية والثقافية في مهمتها لخدمة الأهداف التعليمية، مؤكدا أن الاختلافات الفكرية للمجتمع أدت إلى اقتصار التعليم كمنهج نظري بحت، وزاد: «هناك قصور في المشاركة في المواسم الدينية بصورة ميدانية».

واعترف اليوسفي بوجود قصور عام في تعليم اللغة الإنجليزية، مطالبا بإعادة تغيير طريقة التعليم المتبعة أو المناهج، مفيدا بضرورة إضافة ملحق لمنهج اللغة الإنجليزية من واجبه أن يخدم التعامل مع الحجاج والمعتمرين من البلاد الأجنبية، مشددا على أهمية تزويد الطالب المقيم في منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة بمعلومات تساعده في تقديم المساعدة للناطقين بغير العربية.

واعتبر اليوسفي أن عبء هذا الدور يقع على عاتق شركات الطوافة والمؤسسات التي تعمل في خدمة الحجاج، فهم مطالبون بتجنيد الطلاب في المواسم الدينية لتحفيزهم على العمل والمشاركة والبعد عن أجواء العطلات التي ساعدت على انتشار الكسل واللامبالاة لدى الطلاب.