سعوديات يبنين حديقة حيوان مصغرة داخل مدرستهن الثانوية

حديقة «بنان الحيوان».. مشروع لصقل مهارات الطالبات بمرحلة المقررات

الحيوانات الأليفة جلبت من متاجر معروفة داخل أقفاصها ولا تسبب خطرا في المدرسة
TT

لم تجد طالبات مدرسة ثانوية بالسعودية ضيرا في بدء مشروعهن عن غرائب الحيوانات، إلا عن طريق إنشاء حديقة حيوان مصغرة داخل معمل التجارب العلمية بالمدرسة سمونها بحديقة «بنان الحيوان»، حيث كانت جزءا من متطلبات مادة علوم الأحياء لطالبات الثانوية العامة بالمدرسة الثانوية 21 بالرياض.

وذكرت مرام الشهري إحدى الطالبات العشرين القائمات على المشروع لـ«الشرق الأوسط»، أن الهدف من هذا المشروع هو الإبحار في عالم الحيوانات الواسع، حيث تم الإعلان عن المشروع في محيط المدرسة عن طريق الإذاعة المدرسية وتعليق اللواصق على لوحة الإعلانات وعلى الفصول وأيضا خارج المدرسة، وتم الإعلان عنه عن طريق حساب في شبكة «تويتر» للتواصل الاجتماعي، لمشاركة الجميع وإخبارهم بمستجدات المشروع، وكان التواصل بين طالبات المشروع وباقي طالبات المدرسة طوال فترة المشروع، مما أشعل الحماس في الطالبات، لمتابعة مشاركة متابعي الحساب للمزيد من الأفكار لتطوير المشروع مما أعطى دافعا قويا للطالبات القائمات على المشروع في الاستمرار به.

وأعدت الطالبات البحوث عن غرائب الحيوانات من خلال عمل استبيان إلكتروني كان الهدف منه معرفة عدد الممتلكين للحيوانات الأليفة، وهل يتم التعامل مع الحيوان بشكل صحيح، وهل للحيوانات بصمة تشبه بصمة الإنسان، وتم توزيعه ونشره عبر وسائل التقنية الحديثة، وعملت الطالبات على تفريغه وإضافته لنتائج البحث. وبعد موافقة إدارة المدرسة على فكرة المشروع، حضرت الطالبات بعد انتهاء الدوام المدرسي، ليحولن بعدها المكان من غرفة معمل إلى حديقة حيوان مصغرة من وضع الأشجار الخضراء والأزهار الملونة والسماء المتجملة بالغيوم والحيوانات الأليفة الحقيقية والمحنطة، مع وضعهن لمؤثرات الصوت الطبيعية وأصوات العصافير، لاكتمال صورة الحديقة المصغرة.

وتم عرض المعلومات التي توصلت لها الطالبات في بطاقات عرض، ومن خلال عرضها بشكل مباشر في عروض تقديمية أمام الحضور، ثم تمت دعوة أطفال في مرحلة الروضة لعرض المعلومات لهم بشكل مبسط وسلس من خلال أركان للتعريف عن الحيوانات. وأوضحت فايزة الشريف مديرة مدرسة الثانوية 21، أن عمل هذه الأنشطة من قبيل تشجيع الطالبات لتنمية مهاراتهن التي هي جزء من نظام المقررات المعتمد في المرحلة الثانوية من التعليم العام، لتطوير قدرات الطالبات في البحث والابتكار وجلب أفضل الأفكار لتنفيذ مشاريعهن، وأضافت الشريف: «إقامة المشروع كانت تحت رقابة وبموافقة مني لأن الحيوانات الأليفة جلبت من متاجر معروفة داخل أقفاصها ولا تسبب خطرا في المدرسة، وتلك المشاريع التعليمية لا أعتقد أن وزارة التربية والتعليم تمنع إقامتها في المدارس ما دامت آمنة وتحت رقابة مدير المدرسة».

وأفادت نداء الأزرقي مشرفة تربوية، بأن هناك رقابة من إدارات التعليم بالمناطق وتقنين المشاريع بما يخدم العملية التعليمية، ويساهم بتطويرها، وينحصر دور المشرفة في المتابعة والتقويم. وأوضحت أن هناك العديد من المهارات التي تختلف بحسب ميول الطالبات وقدراتهن، ومن أفضل وأقوى المهارات هي مهارة إدارة الحوار بوعي مما يؤهلها للقيام بمهمتها المستقبلية، فيجب على المعلمة تنمية هذا الجانب لدى الطالبات لأن الملاحظة بداية التغيير.

وبما أن غالبية الشباب من الجنسين اتجهوا في الآونة الأخيرة إلى الاهتمام بالتصوير الفوتوغرافي، طرحت إحدى الطالبات فكرة مسابقة فنية لأجمل صور للحيوانات من تصوير الطالبة الشخصي مقننة بشروط ومعايير، حيث أقيم معرض مصاحب للمشروع عرض فيه ما يقارب 40 صورة من صور الحيوانات الأليفة في ساحة المدرسة بعد أن استقبلوا مشاركات طالبات المدرسة، والتصويت لاختيار أجملها. وبالعود للشهري، فقد ذكرت أن هذا المشروع ترك بصمة في حياتها وزميلاتها المشاركات فيه، حيث أتاح لهن مساحة كبيرة من الحرية في الإعداد له، وبالتالي تولدت الثقة بداخلهن، وترجع الشهري تولد هذا الإبداع إلى إتاحة الفرصة لهن وإيجاد البدائل لكون معلمة المادة لم تحصر أفكار المشروع في خطة معينة بل تركت لهن الحرية المطلقة في اتخاذ القرارات، تقول مرام الشهري: «معلمتنا كاملة العتيبي أطلقت لنا عنان الإبداع، اتحدنا فأنجزنا، عينت مديرة للمشروع فتعاونا فأبدعنا، هكذا هي روح العمل التعاوني الذي اكتسبنا منه معلومات شائقة وجديدة».