الأندية الصيفية.. هل نشطت من «عقال» التطرف؟

تربويون: بعضها خرج عن النص.. وأرباب «التربية» يستطيعون تصحيح المسار

الأندية الصيفية تحمل الجدل والاختلاف عند السعوديين
TT

الأندية الصيفية في السعودية متهم ثبتت براءته أو لم تثبت، فهي تحمل في توابعها الجدل وتشظي الأفكار، وعدم المنهجية في العمل، وغياب الرؤية والأهداف. لذا فإن مشروع «تطوير» يسعى نحو إخراجها من عباءة الاسم، إلى مشروع الأحياء، في وقت يرى فيه مراقبون أن المشكلة تكمن في المنهاج التربوي الغائب، في هذه الأندية أكثر من تغيير المسميات.

سعيد الزهراني، صاحب برنامج «تربويون»، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «البرامج الصيفية تعمل على إثراء خبرات الطالب الموهوب التعليمية خارج إطار المدرسة والحدود الجغرافية وطلاب الصف المعتاد، ولا ينبغي أن تعتريها أي مظاهر للتشدد أو الإسراف في الوعظ والأناشيد، فنحن جميعا مسلمون، ولا نريد تحويلها لمراكز دينية بحتة، فالهدف الأول والأخير هو الترفيه وفق مبادئنا الإسلامية».

وقال الزهراني «يجب أن يعطى الطالب دروسا في القرآن الكريم، وبعض مواد الدين، ويجب في السياق ذاته الذهاب إلى جميع التخصصات بأسلوب ترفيهي، وتُترك للطالب أو الطالبة حرية الاختيار، وهو الأمر الذي يتيح لهم فرصة التفاعل مع مجتمع أكبر، والتعرف على المدرسين والخبراء والطلاب الموهوبين الآخرين من خارج نطاق مدارسهم. كذلك تشكل بعض هذه البرامج حلقة وصل بين الطلاب الموهوبين وأفراد آخرين مؤهلين قادرين على دعمهم اجتماعيا، الأمر الذي يدفعهم نحو التعلم والإنجاز وتجاوز التحديات».

وأشار إلى أن «الناظر عن قرب لنوعية البرامج المقدمة للنادي يجد أن الطابع الغالب عليها أنها ممسكة بطيف واحد ونمطية واحدة، بل يجعلون البرامج والفعاليات كما يريدون لا ما يريد الشاب أو المجتمع». وضرب مثلا «لماذا لا يتم في كل ناد صيفي وضع ما يحتاجه الشاب أو ما يحقق له البديل، كوضع القنوات الرياضية تلبية لرغبة الكثير الذي يريدون أن يجمعوا بين مشاهدة المباريات والنادي؟ ولماذا لا تُترك الحرية للأعضاء لارتداء ما يريدون بدل أن يجبروا على الزي الرسمي في وقت يعتبر ترويحيا؟».

بدوره، قال فهد العلي، باحث تربوي، إن «برامج الأنشطة الصيفية تفتح آفاقا جديدة للطلاب وتكسبهم الثقة والاستقلالية وتقدير الذات من خلال خلق بيئة محفزة للتعاون والتنافس، كما أنها تحسن الكفاءة في التعلم والأداء، وتقدم خبرات في التدريب على حل المشاكل. كذلك فإن الالتحاق بمثل هذه البرامج يساعد في زيادة قدرة الطلبة الاستيعابية، وتساعدهم على اكتساب أهم المهارات الحياتية كمهارات الاتصال الفعال ومهارات التفاعل ضمن فريق العمل، كما تعمل على توسيع دائرة العلاقات الشخصية للطلبة الموهوبين. إضافة إلى ذلك فإنها تجمع روادها من الموهوبين بقرنائهم الموهوبين الآخرين، الأمر الذي يشجعهم على التنافس والعمل نحو مراحل متقدمة من الإنجاز».

وزاد العلي «قد تكون هناك نقطة مهمة ألا وهي كيفية استغلال الإجازة.. صحيح أن الإجازة الهدف منها تغيير جو العمل والتسلية، لكن ربما طول وقتها قد يجعل وقت الفراغ كبيرا، وربما تضيع أوقات كثيرة من دون فائدة تذكر أو عمل مفيد. لذا، هذا جهد بسيط جدا لشرح بعض الوسائل والنقاط المفيدة والمعينة على قضاء إجازة صيفية عامرة بالفائدة والمتعة لك ولعائلتك، وهذه الوسائل مثل سلة الفاكهة تختار منها ما يعجبك وتدع غير ذلك».

بدورها، علقت هند المالكي، معلمة تربوية، أن من عيوب الأندية الصيفية في السعودية قلة أعداد المراكز الصيفية، إذ لا تتوافر في جميع الأحياء بل تقتصر على بعضها فقط، ولا توافق نشاطاتها اهتمامات الفتيات ولا تطلعات أسرهن؛ بل يغلب عليها الطابع الدراسي التقليدي، ناهيك عن ضعف الإعداد وقلة التأهيل المناسب للقائمات على المراكز الصيفية؛ إذ إنهن من المعلمات اللاتي سئمن الدروس المنهجية، فضلا عن أن تلك المعلمات قد استنزف جهدهن في أثناء العام الدراسي.

وزادت بالقول «هناك اقتصار في المراكز الصيفية على نشاطات محددة يغلب عليها الطابع الديني فقط، من دون إشراك نشاطات أخرى جديدة، وعدم وجود مبان مجهزة وإمكانيات مناسبة، وكأن الأمر مؤقت، فيتم حشر الطالبات في مكان محدود في مدرسة مستأجرة غالب فصولها مغلقة، في ظل عدم توافر مواصلات لنقل الطالبات من وإلى المركز».