الأعياد والمناسبات تفرض ضرورة إيجاد مراكز فقهية لمساعدة المبتعثين في الخارج

«التعليم العالي» لـ «الشرق الأوسط»: المراكز مقترح جدير بالطرح إذا تأكدت الحاجة إليه

المبتعثون بحاجة لمراكز فقهية معينة ورافدة للملحقيات الثقافية
TT

طالب مبتعثون بضرورة إيجاد مراكز فقهية متخصصة تعنى بالإجابة عن استفسارات المبتعثين دينيا، مؤكدين أن المناسبات والأعياد الرسمية تفرض أنماطا متغيرة من الضروريات التي تستوجب تقديم آراء فقهية لكل المستجدات في جميع الدول العالم.

ورأى المبتعثون أن وصول عدد المبتعثين إلى 166 ألف مبتعث في مئات المدن العالمية، يخلق نوعا من الضبابية في بعض الأمور الحياتية المتعلقة بتفاصيل يجهلها الطلبة المبتعثون، مؤكدين أن تلك المراكز باستشاراتها الدينية ستكون معينا ورافدا للملحقيات، في وقت ذكر فيه مصدر في التعليم العالي السعودي أنه اقتراح من الممكن دراسته بشكل أعمق ليلامس احتياجات الطلاب المبتعثين في جميع دول الابتعاث.

وأوعز خالد المالكي، أحد المبتعثين في مدينة مانشستر البريطانية، أن الدورات والبرامج المقدمة والمختصة بالابتعاث، ما تزال في تقليديتها ومنبريتها الوعظية التي لا تتخلى عنها منذ وقت طويل، ومن دون أي شيء جديد، والتي لا تميل إلى الدخول للمناطق الفارغة التي ينتمي إليها المبتعثون من الجنسين، وأضاف المالكي: «على الرغم من كل ما تقوم به الملحقيات ولكنها ما زالت مقصرة فيما تقدم، ولم ترتق للمستوى المأمول، الذي نريده كشباب مبتعثين».

وأضاف المالكي أن البرامج الشرعية والتربوية المعدة للمبتعثين قبل وأثناء الابتعاث ومدى جدواها وفائدتها في ظل ميلها إلى الهشاشة والمنبرية والتقليدية والجفاف والبعد عن الهموم والواقع المعاش وفق رأي عدد كبير من المبتعثين تستوجب إعادة النظر في هذه البرامج ومدى ملاءمتها للواقع زمنا ومكانا وقدرتها على تهيئة الطالب المبتعث قبل الابتعاث حتى يستطيع الاستفادة من هذا البرنامج علميا وعمليا وينعكس ذلك على عودته إلى أرض الوطن ليساهم في مسيرة التنمية مستقبلا والتي يمثل المبتعثون فيها حجر الأساس.

ووافقه في الرأي يحيى الزيلعي أحد المبتعثين في مدينة بورمث جنوب لندن، بقوله: «هناك فجوة في تجسير الإشكاليات والضبابيات التي تعتري طريق المبتعث، والدورات التي تقدمها الملحقيات، والدورات والبرامج لا تحمل أي شيء جديد، يضاف لنا، كلها روتينية وغير ملائمة، وقديمة، وتعاني من التوجه الحقيقي للشباب المبتعثين، بحكم منبريتها وعلوها عن عقول الشباب».

وقال الزيلعي: نسمع كثيرا نصائح مفادها أهمية إتباع أنظمة وقوانين البلد - عدم الخروج في أوقات متأخرة من الليل - عدم المشاركة في الحفلات العامة مثل أعياد الميلاد ورأس السنة والخروج في الشوارع العامة أو دخول الملاهي الليلية - لا تشرب أي مشروب وأنت غير متأكد منه - عند المشي في طرقات مظلمة: كرر الالتفات إلى الخلف - حاول إخفاء أشيائك الثمينة عن أعين الآخرين مثل الأجهزة الإلكترونية وذهب الزوجة وأغراض الشوي والحدائق، وكلها جميلة متى ما اتسمت بمراكز توعوية دينية مساعدة.

وأفاد الزيلعي: نسمع أيضا بـ - احرص على تعليم أفراد عائلتك قوانين وأنظمة البلد وكيفية التصرف بوعي وحذر مع أفراد المجتمع وفي حالات الطوارئ - عدم ركوب القطار أو الباص أو الترام في أوقات متأخرة خصوصا في عطلة نهاية الأسبوع - إذا كنت تحمل شنطة أو أغراضا في يدك فلا تتركها وتبتعد عنها - لا تستخدم الحمامات العامة إلا إذا كنت متأكدا من نظافة المكان وقربها من العامة - كن حذرا عند أماكن الحلاقة - لا تفتح لأي شخص يطرق الباب في آخر الليل إلا إذا كنت متأكدا من مواعيدك، وخصوصا في عطلة نهاية الأسبوع - حافظ على بطاقاتك الائتمانية وكذلك عنوان سكنك ومعلوماتك الشخصية - لا تقدم على عمل أي شيء وأنت غير متأكد من نتائجه في خرق أنظمة البلد وقوانينه - في حالات الحوادث أو المشكلات المتعلقة بالبوليس أو المحاكم عليك إشعار السفارة والملحق فورا بذلك حتى لا يتسبب التأخير في تعقيد الأمور، وكلها نصائح جميلة لكننا نحتاج إلى بلورة مراكز فقهية متخصصة تعنى بشؤون الطلاب.

إلى ذلك يعيش الطلاب المبتعثون في الخارج أجواء العيد، في غربة وصفوها بأنها تمثل جمالا ناقصا، حيث تحكي ليلى الزبيدي، إحدى المبتعثات في اليابان، بأن هذا الاجتماع يمثل فرحة وألفة وله بالغ الأثر في كسر جميع عوائق الفرحة التي قد تراود أهلنا وذوينا بسبب الاغتراب عن الوطن شاكرة زملاءها على ما قدموه من جهد لإنجاح هذا الكرنفال الذي من خلاله استطعنا تأدية رسالة المبتعثين السعوديين على أكمل وجه من ناحية نشر ثقافتنا وعاداتنا التي تعكس عمق ثقافة المجتمع السعودي بطريقة أجبرت الجميع على احترامها وهذه بعض ثمرات النظرة الثاقبة من والدنا الغالي التي أنجبت برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي وعن طريقه حصدت المملكة الترتيب الأول في تطوير مواردها البشرية بإرسال طلابها للدراسة في الكثير من المجالات والتخصصات بعدد من الدول المتقدمة.

من جانبها قالت البندري الشريف، طالبة ماجستير في مدينة سيدني الأسترالية، إنهم اعتادوا الصلاة في مدينة سيدني الأسترالية صلاة العيد في حديقة عامة بمنطقة «أوبن» والمشهورة بكثرة الجاليات العربية التي تقطنها وتبعد عن مدينة سيدني 50 كيلومترا، لتبدأ بعد ذلك احتفالاتهم مع إخوانهم المسلمين بعيد الفطر المبارك بالمعايدة وتبادل التهاني واحتساء القهوة العربية ليتناول الجميع بعد ذلك وجبة الإفطار التي قدمها لهم النادي السعودي في سيدني، ونحن مفتقدون لمظاهر ومشاعر العيد في السعودية بين ذوينا وأقاربنا، مؤكدين أن تقارب المبتعثين السعوديين فيما بينهم وانصهارهم بين أشقائهم المسلمين والعرب يخفف من غربتهم ويبقي على بعض مشاعر العيد وفرحته.

وحملت أيام العيد الكثير من التساؤلات الفقهية جاء منها على سبيل المثال لا الحصر، السؤال: أنا أدرس في بريطانيا وأسرتي ليست معي بل إنهم في بلدي وشاءت الظروف أن أقضي شهر رمضان المبارك هنا ببريطانيا لوحدي، وسؤالي حول زكاة الفطر فهل أخرج الزكاة لي ولأفراد أسرتي من هنا في بريطانيا أو أخبر زوجتي أن تستخرج زكاة الفطر من مالها لي ولأفراد عائلتي لحين عودتي لبلدي ومن ثم أعيد إليها المبلغ؟

وجاء سؤال آخر بالقول: هل يجوز أن أدفع زكاة الفطر لولدي البالغ، ولكنه قد فقد عمله، وهو الآن عاطل عن العمل وبحاجة للنقود؟ وآخر يقول: هل يجوز لي أن أدفع زكاة الفطر لشراء كتب مدرسية وإعطائها للطلاب غير القادرين على شراء الكتب؟