«نجوم العلوم» ينطلق بموسمه الرابع حاملا لواء تحويل الثورات لنهضة علمية عربية

الشيخ الدكتور عبد الله آل ثاني: تأثير البرنامج يمتد إلى طلاب المدارس

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمركز قطر للمؤتمرات الأسبوع الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

ينتظر يوم 13 سبتمبر (أيلول) انطلاق النسخة الرابعة من برنامج المسابقات «نجوم العلوم» إحدى مبادرات مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، لدعم العلوم والابتكار في الوطن العربي والذي يطمح للمنافسة بشكل عالمي في مسابقات ومنافسات علمية.

وأقيم في الأسبوع الماضي مؤتمر صحافي بمركز قطر للمؤتمرات، لعرض أبرز مجريات ما حدث بعد عرض البرنامج لثلاثة مواسم متوالية من تأثير مباشر وغير مباشر على بيئة الاختراع في الوطن العربي. وصرح الشيخ الدكتور عبد الله آل ثاني نائب رئيس مؤسسة قطر، ورئيس جامعة حمد بن خليفة أن البرنامج سيكون ذا تأثير كبير على طلاب المدارس عند مشاهدته على شاشات التلفزيون.

وعن سؤاله حول إسهامات مؤسسة قطر في دعم اختراعات طلاب المدارس ذكر الشيخ الدكتور عبد الله آل ثاني لـ«الشرق الأوسط» أن مؤسسة قطر تحتضن مشاريع وبرامج متخصصة عدة، لتشجيع الطلاب على بيئة الاختراع والعلوم مستوى المدارس، وأقامت مبادرات لتشجيع المناظرات على مستوى المدارس القطرية وخارجها، إضافة لبرامج تشجيعية من جامعة حمد بن خليفة وشركائها موجهة لطلاب المدارس لتحفيزهم للالتحاق بتخصصات علمية في الجامعة.

وأشار الشيخ الدكتور آل ثاني إلى أن الكثير من المشاركين من الفائزين والمتأهلين في المواسم الماضية من البرنامج حصلوا على منح، ودعم من جهات عدة، فأصبحوا سفراء لإنجاح هذا البرنامج المهتم بالعلوم والمخترعات في العالم العربي، والكثير منهم بدأوا في مرحلة الإنتاج الفعلي لمخترعاتهم حيث أنشئت أكثر منذ 10 شركات من بدء البرنامج، والأكيد أنها ستخلق بيئة توظيف جديدة. وبعيدا عن بيئة الأعمال ذكر الشيخ الدكتور آل ثاني أن بعض المشاركين حريصون على خلق توعية من خلال نوادٍ علمية وبادرة في عمل شراكة مع جامعات أجنبية لإعطاء بعض الدورات المتخصصة في العلوم من كوادر تدريسية متمكنة، وقال: «الطاقات كبيرة بالعالم العربي، ويجب أن يخصص لها مكان يحتضنها ويتبنى إطلاقها وهذا ما قامت به مؤسسة قطر من خلال المدينة التعليمية».

وأنشئت مؤسسة قطر عام 95 والتي تسعى إلى إطلاق قدرات الإنسان، في مجالاتها التي تدعمها في التربية والتعليم، والعلوم، وتنمية المجتمع. وبالنسبة للجانب التعليمي بنيت المدينة التعليمية مقر أغلب المبادرات، تشمل مدارس تعليمية من رياض الأطفال وحتى الدراسات العليا، وهي أكاديمية قطر ومدرسة العوسج وأكاديمية القادة، والنادي العلمي يستقطب الراغبين في الانضمام إليه من 6 سنوات فما فوق.

فيما أشار فهد الكواري مدير العلاقات الإعلامية لبرنامج نجوم العلوم لـ«الشرق الأوسط» إلى أن برنامج «نجوم العلوم» يعرض في المدارس بالفصحى كبادرة من مؤسسة قطر، وكان الإقبال كبيرا على فكرة عرضه من المدارس في قطر، مشيرا إلى أن هذه الخطوة لا يكفى منها بالاستفادة فقط، ولكن ليطمح طالب المرحلة الثانوية أن يكون مشاركا في البرنامج بعد تخرجه من المدرسة.

واعتبر الكواري أن برنامج «نجوم العلوم» دورة تدريبية لصقل مهارات المخترع العربي في تحويل المخترع من فكرة لمنتج، وليس فقط برنامجا تلفزيونيا، والذي يعد بادرة من مؤسسة قطر بهدف استكشاف ورعاية ابتكارات الشباب العرب في مجالات العلوم والتكنولوجيا، حيث يستقطب البرنامج أي مخترع عربي من سن الثامنة عشرة إلى الثلاثين.

وحلق فريق البرنامج في الفترة الماضية بين دول الوطن العربي لاستقطاب الشباب للمشاركة بأفكار مخترعاتهم في البرنامج، في ثماني دول عربية هم لبنان والأردن والكويت والإمارات وقطر والسعودية ومصر وتونس، شارك في اختيار المتأهلين منهم عشرون حكما عربيا وخبراء دوليون في مجال العلوم. وأوضح الدكتور فؤاد مراد العضو الدائم للجنة التحكيم في حديث خاص مع «الشرق الأوسط» أن أعداد المتقدمين من السعودية كبيرة وأخذت لجنة الحكم يومين في الرياض لإعطاء جميع المشاركين فرصة لإجراء المقابلة وتحديد هوية المتأهلين للتصفيات الأولية للبرنامج، لافتا إلى وجود إصرار كبير لمشاركة السعوديات الطموحات في البرنامج مع التزامهن بالأعراف والتقاليد في السعودية.

واستطرد الدكتور فؤاد: «نحن فخورون بالتأثير غير المباشر للبرنامج، فهو أعطى الشباب فرصة للتفكير والابتكار بطريقة مختلفة، ودافعا للتغيير، وأصبح بإمكاننا تحويل الحراك من ثورة إلى نهضة تسخر العلم للاقتصاد، حيث نطمح أن يكون العالم العربي منافسا في الاقتصاد العالمي، والابتكارات العلمية التي تعطي قيمة مضافة عالية في الاقتصاد التنافسي في العالم، فتصميم هذا البرنامج مبني على التنافسية والشباب العربي أثبت أنه قادر على المنافسة».

وأشير في المؤتمر لقصص النجاح والتي صاغها المشاركون في البرنامج ممن فازوا بالجائزة من المراكز الأولى، وغيرهم ممن ودع المسابقة في مراحل مبكرة، وتغيرت حياتهم من مخترعين وباحثين إلى منتجين.

وروى بسام جلغة الفائز اللبناني الأول بالموسم الأول لـ«نجوم العلوم» أن البرنامج غير حياته من 4 سنوات، فقد أسس شركته الخاصة في السنة الماضية، وكون من خلالها فريق عمل متكاملا، عمل معهم لتطوير مخترعاته التي ستنزل الأسواق قريبا. يقول بسام: «عشت في البرنامج نفسه كيف يطور الشخص فكرته لمنتج، وبعد البرنامج اكتشفت أن مراحل البرنامج تمثل ما بعد المسابقة ولكن بشكل مختلف، الفرق هنا أن البرنامج أعطاني الثقة بنفسي لأبدأ انطلاقتي نحو الإنتاج». ويضيف: «أعتقد أنه مع تطورات الوضع في العالم العربي أصبحت الحاجة للعلوم واضحة لبناء نهضة جديدة».

ويعتبر «نجوم العلوم» أول برنامج عربي يسلط الضوء على الشباب المبتكرين بالعالم العربي، وسبق أن عرض على أكثر من 17 قناة تلفزيونية، وهو يسعى لتحويل أفكار المخترعين الإبداعية لمنتجات قابلة للتسويق بالإضافة لتعزيز مكانتهم في مجال الابتكار، ويتنافس فيه 16 مشاركا تأهلوا بعد تصفيات عدة ليتنافسوا في مرحلة إثبات الفكرة ثم الهندسة والتصميم ثم مرحلة التسويق، ليوزع بعد ذلك على الفائزين الأربعة في المرحلة النهائية، جوائز مالية تصل إلى 600 ألف دولار أميركي لدعمهم في بدء تأسيس شركاتهم وإنتاج مخترعاتهم.