حامل لقب «نجم العلوم» للموسم الثالث يبدأ في تصدير منتجات بتقنية اللمس

هيثم دسوقي لـ «الشرق الأوسط»: الإنتاج هو ما يقيم حاجة العالم لاختراعك

المهندس هيثم دسوقي
TT

في مواكبة لعالم التكنولوجيا المتطور، بدأ المخترع هيثم دسوقي مهندس الاتصالات وحامل لقب البرنامج التلفزيوني «نجم العلوم» في الموسم الماضي، بتصدير منتجات من اختراعه بتقنية اللمس، بعد إنشائه لشركته التي تحمل اسم اختراعه (vivifi).

وكانت فكرة اختراعه ترتكز على تفعيل ملصقات استشعار تعمل باللمس، تلصق خلف أي سطح ليعمل باللمس بالتفاعل مع شحنات جسم الإنسان، وإن كان سطحا عازلا، حيث جرب المخترع مرونة اللواصق بتفعيلها على الخشب والزجاج والرخام. وابتكر خلال المسابقة 3 استخدامات للاصق من خلال الملابس، والتحكم بالهاتف، والتحكم بفتح صنبور المياه عن طريق اللمس. وتكمن الفكرة الفيزيائية في أن الأجسام توصل طاقة كهربية تختلف من جسم لآخر، فاللاصق عندما يوضع يوجد فيه حساس يتفاعل مع طاقة الجسم عندما يلصق خلف أو داخل سطح معين، وهنا لا يحتاج السطح لشاشة خاصة ليعمل باللمس، إنما بلواصق مزودة بحساس تتفاعل بشكل فوري مع شحنات جسم الإنسان، ويعد أقرب مثال للفكرة تغير إرسال موجات الراديو عند تأثرها بلمس الإنسان وانتقال طاقته للهوائي. ويعتبر دسوقي أن اختراعه آمن لا يتأثر بالماء، وصحي لا تتجمع عليه البكتيريا، سهل الاستخدام والتركيب، وعمره طويل، كونه يلصق خلف الجدران والأسطح فلا يتأثر مما يحدث خارجها.

وحول سؤال عن تأثير خروج الشحنات من جسم الإنسان على المدى الطويل ذكر هيثم دسوقي لـ«الشرق الأوسط» أن «التأثير إيجابي، لأن كثيرا من الشركات تنتج مخترعات تسحب الشحنات من داخل الجسم، فالفكرة تقوم على سحب الشحنات من جسمه، فهي باعتقادي مفيدة له وليست ضارة على الإطلاق». وكانت بداية هيثم مع الاختراعات من سن مبكرة، يقدرها بعمر الرابعة عشر تقريبا، عندما كانت تجذبه البرامج التعليمية منذ الصغر على التلفزيون، من برامج المخترعين الصغار الذين يظهرون على الشاشة وأيضا لتسليط تلك البرامج الضوء بشكل رهيب على العلماء، باعتبارهم أشخاصا مهمين، فحب التميز هو ما دفع هيثم لبدء العمل في الاختراعات.

وكانت الانطلاقة الحقيقية للمهندس هيثم دسوقي عندما عمل أول اختراع ثم أخذه مباشرة لمركز «سوزان مبارك للاستكشاف والعلوم» الذي يتبنى المخترعين الصغار بمصر، الأمر الذي جعل العاملين يشجعونه لارتياد المركز والإفادة منه، وبالفعل أصبحت زيارة هيثم يومية للقراءة والاطلاع في المكتبة، والانضمام للنوادي العلمية الناشئة مع وجود دعم وتشجيع كبير من ذويه. واستطرد هيثم: «أول مشاركة لي في مسابقة دولية كانت في اليابان في 2004، دخلت وأخذت شهادة الامتياز من القائمين على المسابقة عن «جهاز تجسس بالليزر»، وعند عودتي لمصر انطلقت فعليا في عمل مشاريع أكثر وكثفت اشتراكي في المسابقات المحلية، حتى شاركت في الكويت وربحت المركز الأول في أول معرض للاختراعات على مستوى الشرق الأوسط عام 2007». وتبنت جامعة الأزهر مشاريع المخترع دسوقي بدعمها ماديا، وعرضت جامعة النيل احتضان مشاريعه طوال فترة دراسته للهندسة في الأزهر.

وفور تخرجه من الجامعة اشترك هيثم في «نجوم العلوم» وحاز باختراعه، للاصق (vivifi) على الصدارة وربح الجائزة الأولى، ليستثمر مبلغ 300 ألف دولار في بدء تحويل اختراعه لمنتج يخدم البشرية ويسهل حياتهم، من خلال عرضه نموذجا مبدئيا لاختبار أكثر من فكرة على المشروع والذي يعد مرنا بطبيعته.

يقول هيثم: «الإنتاجية والسوق هما من يقيمان المشروع أو المخترع، ويحددان ما إذا كان العالم بحاجة له أم لا، فقد يكون المخترع مبدعا ويفوز بأفضل الجوائز في المسابقات، ولا يعني ذلك بالضرورة أن الاختراع مهم».

وأشار دسوقي إلى استفادته من مراحل المسابقة في التعامل مع الفكرة، في إثباتها وعلى السرعة في التنفيذ في مرحلتي الهندسة والتصميم، وكذلك في التسويق للمنتج، التي تعتبر جديدة بالنسبة له، من تحوله لعالم وباحث إلى منتج ومنافس في السوق، حيث أنشأ شركته في مصر، وبدأ من خلالها إنتاج المخترعات في الصين، والتصدير لبلدان عربية منها السعودية ومصر، إضافة لجلب الرعاة لدعم المعمل الخاص به في جامعة النيل، بدعم مادي، مضيفا أنه بدأ العمل على نماذج مبدئية مع وكلاء شركة «تويوتا» للسيارات في السعودية بعمل ملحقات للسيارات بتكنولوجيا اللمس.