دراسة تربوية: التعليم التعاوني.. الطريق الأقصر لتطوير التعليم في العالم العربي

التعليم في مجموعات يجعل التلميذ هو المسؤول عن تعليم نفسه وزملائه

التعليم الجماعي يحدث التفاعل مع جميع الأفراد داخل الفصل الدراسي («الشرق الأوسط»)
TT

خلصت دراسة تربوية نحو أن التعليم التعاوني في حال تطبيقه بشكل متقن في العالم العربي سيهدف إلى تطوير الأركان التعليمية بشكل مباشر، وسيساعد في حمل الطالب بأن يكون هو المحور الأول والمحرك الرئيسي في العملية التعليمية.

وقالت الدراسة التي عكف عليها مجموعة من خبراء التعليم في شعبة العلوم بمنطقة الباحة التعليمية إن طريقة التعليم التعاوني، وهي عبارة عن تنظيم عمل التلاميذ في مجموعات صغيرة لمساعدة بعضهم بعضا في تنمية مهاراتهم ومعارفهم، كما يعتبر شكلا من أشكال التعلم الرمزي يشترط فيه حدوث التفاعل بين أفراد المجموعة بجميع أشكالها.

وقد أثبتت الدراسة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، أن طريقة التدريس في مجموعات لها مزايا، منها أنها تزيد من تحصيل التلاميذ، وتزيد من مهارات التلميذ الاجتماعية، ويكون التلميذ مسؤولا عن تعليم نفسه وزملائه في المجموعة، ويراعي الفروق الفردية بين التلاميذ.

وأشارت الدراسة إلى أن التعليم التعاوني يخفف من الجو التسلطي في الصف، الذي يخلق جوا من القلق، والتحويل إلى جو ودي، موضحة أن طريقة التدريس بالتعلم التعاوني تتفق مع النظرة الحديثة في التربية، التي تهدف إلى نقل محور العملية التعليمية إلى التلميذ، وجعله مشاركا في الموقف التعليمي؛ فهو الذي يبحث ويستكشف ويجري التجارب، بالإضافة إلى خلق روح التعاون وتعلم السلوك الاجتماعي المرغوب داخل الصف وخارجه.

وقالت الدراسة إنه يوجد فرق بين متوسط التحصيل الدراسي لطلاب المجموعة التجريبية الذين درسوا بطريقة التعلم التعاوني وطلاب المجموعة الضابطة الذين درسوا باستخدام الطريقة التقليدية، عند مستوى الحفظ والتذكر لصالح المجموعة التجريبية، ويوجد فرق بين متوسط التحصيل الدراسي لطلاب المجموعة التجريبية الذين درسوا بطريقة التعلم التعاوني وطلاب المجموعة الضابطة الذين درسوا باستخدام الطريقة التقليدية، عند مستوى الفهم والاستيعاب لصالح المجموعة التجريبية.

وتحدثت الدراسة عن أنه يوجد فرق بين متوسط التحصيل الدراسي لطلاب المجموعة التجريبية الذين درسوا بطريقة التعلم التعاوني وطلاب المجموعة الضابطة الذين درسوا باستخدام الطريقة التقليدية، عند مستوى التطبيق لصالح المجموعة التجريبية.

وحول التوصيات: دلت النتائج على أن طريق التعلم التعاوني يؤدي إلى زيادة التحصيل الدراسي، و«بالتالي فإننا نوصي باستخدام التعلم التعاوني كطريقة مناسبة لتدريس مادة العلوم، بالإضافة إلى أنه من خلال تطبيق الدراسة تبين وجود عدد محدود من المواد والأدوات لا تغطي عدد الطلاب، ولذلك فإننا نوصي بأن يكون البديل المناسب استخدام التعلم التعاوني، وأن يقوم بعض الباحثين بدراسة مماثلة تغطي بقية المستويات المعرفية الأخرى وهي (التحليل - التركيب - التقويم)، وإجراء دراسة مماثلة لطرق تدريس أخرى مقارنة بطريقة التعلم التعاوني».

واقترحت الدراسة تنظيم دورات تدريبية لمعلمي العلوم في التعلم التعاوني، وتنظيم دورات تدريبية لمحضري المعامل في التعلم التعاوني، وتزويد المعامل بالأدوات والأجهزة والمواد التي تخدم مادة العلوم، وتسجيل فعالية التعلم التعاوني على أشرطة فيديو، وذلك لكي تعرض فيما بعد للاستفادة منها، إجراء اجتماعات شهرية بمعلمي العلوم لتبادل الخبرات.

وجنحت الدراسة أيضا نحو اختيار عدد من المدارس المتميزة والمعلمين المتميزين لتطبيق هذه التجربة لمدة عام دراسي، ومن ثم تقويمها بشكل نهائي تطبيق التجربة على بعض المقررات التي يجد فيها المشرفون ضعفا في مستوى التحصيل الدراسي، وتشجيع مديري المدارس على استخدام أسلوب التعلم التعاوني في مدارسهم وإعطائهم دورات تدريبية مكثفة في هذا المجال.