باحثون: المواد العلمية مسببة للضرب نتيجة الفروق الفردية بين الأقران

10 طرق بديلة لعقاب الأطفال في المدارس العربية

المدارس الحديثة في التعليم تستبعد خيار الضرب في طرق التدريس
TT

قدر متخصصون عشر طرق بديلة ووسيلة بديلة لعقاب الأطفال عوضا عن الإيذاء الجسدي، مؤكدين أن طرائق التعليم في الوطن العربي تلجأ إلى طرق كلاسيكية في عقاب الأطفال وهو ما يخلف مآسي نفسية متكررة.

ووجد الباحثون أسبابا كثيرة تقف حجر عثرة في تجسير الوصول إلى مدرسة جاذبة نتيجة دفع كثير من المعلمين تدريس موادهم بطرق يتعرض فيها الطلاب إلى الضرب والشتم كنوع من أنواع العقوبة للسيطرة على الفصل الدراسي.

وقال الدكتور علي الأنصاري، استشاري الطب النفسي والأسري، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إن الكثير من الآباء والأمهات يلجأون إلى عقوبتهم بحرمانهم من الأشياء المحببة إليهم مؤكدا أن كثيرا من أولياء الأمور يعتقدون خطأ أن حرمان الطفل من شيء يحبه أو لعبة يلعبها أو سلوك مشابه يردعه عن التصرف الخاطئ الذي قام به الابن حسب تفسير الأهل فرغبة الأهل أن يتعلم ابنهم أن هذا التصرف خاطئ أو مضر لمن حوله.

ونصح الأنصاري بأن يتم إهماله لفترة محدودة من الوقت وتوضع ساعة منبهة مضبوطة على مدة انتهاء العقوبة وهي من خمس دقائق إلى عشر دقائق كافية إن شاء الله، يطلب من الطفل التنفيذ فورا بهدوء وحزم، وإذا رفض يأخذ بيده إلى هناك مع بيان السبب لهذه العقوبة باختصار، ولا يتحدث مع الطفل أثناءها أو ينظر إليه. وتأخذ أشكال الإهمال صورا أقسى حينما يدخل الأب أو الأم فيسلمون ولا يخصون ذلك الابن بتحية خاصة أو لا يسألون عن برامجه في ذلك اليوم أو مدح غيره من أبناء جيله أمامه على أن لا يكون ذلك إلا للعقاب عند الأخطاء الكبيرة وينصح عدم الإكثار من هذا الأسلوب إلا للحاجة الملحة.

من جهتها قالت الدكتورة عالية الجهني، أستاذة المناهج وطرق التدريس بجامعة أم القرى، لـ«الشرق الأوسط» إن هناك أمورا يجب مراعاتها كألا تضرب بعد وعدك بعدم الضرب لئلا يفقد الثقة فيك، مراعاة حالة الطفل المخطئ وسبب الخطأ، ولا يضرب الطفل على أمر صعب التحقيق، ويعطى الفرصة إذا كان الخطأ للمرة الأولى، ولا يضرب أمام من يحب، والامتناع عن الضرب فورا إن أصر الطفل على خطئه ولم ينفع الضرب، وعدم الضرب أثناء الغضب الشديد وعدم الانفعال أثناء الضرب، ونسيان الذنب بعد الضرب وعدم تذكير الطفل به.

واستطردت الباحثة بالقول: «لا تأمر الطفل بعدم البكاء أثناء الضرب، ولا ترغم الطفل على الاعتذار بعد الضرب وقبل أن يهدأ، لأن ذلك فيه إذلال ومهانة، وأشعره أنك عاقبته لمصلحته، وابتسم في وجهه، وحاول أن تنسيه الضرب».

وقالت إن المواد المسببة للضرب هي عادة المواد العلمية مثل مادة العلوم، والرياضيات، والكيمياء، والفيزياء، والأحياء، واللغة الإنجليزية، وهذه المواد تعتمد على الفروق الفردية ونسبة ذكاء ومهارة الطالب.

وعلقت محاسن عبد الكريم، مديرة إحدى الثانويات في القاهرة لـ«الشرق الأوسط» بأن مشكلة الضرب تواجه الزملاء المعلمين في المدارس وقد وجد أن الضرب له آثاره النفسية والسلبية على الطلبة.وتوجد طرق تربوية معروفة لمعالجة القصور أو الخلل في أداء الطالب المقصر في واجباته المنزلية.

وأشارت بالقول: «بعض الطلبة تتميز بالشغب وعدم الاستجابة والعناد وفي هذه الحالة يمكن اللجوء إلى الأخصائية الاجتماعية لتكون على صلة مع ولي الأمر وللوصول إلى الأسباب التي قد تؤدي إلى طالب غير سوي وكيفية علاجها، مؤكدة أن الضرب يضر المضروب ويقتل فيه الابتكار والإبداع ويخرج أجيال متربية على السخرة والعدوان ولكن ليس معنى ذلك أن نترك الحبل على الغارب مما يؤثر على هدوء الحصة وعدم الاستفادة من الوقت ويؤثر على الطالب المتميز».

وحول الطرق البديلة للضرب أفادت أنه يوجد أسلوب معتدل يعتمد على المزج بين الانضباط واحترام الحصة والتوجيه والحصة وبهذا تتكون شخصية سليمة صحيحة تحبب الطالب في المعلم وفي المادة وفي المدرسة، ولا بد من وجود العقاب التربوي بهدف الإصلاح والتقويم فمثلا أن يتناسب العقاب مع حجم الخطأ، ولا بد من التواصل بين المعلم وولي الأمر والأخصائي الاجتماعي، كما يرجى عدم مقابلة العنف بالعنف في التربية عموما سواء في البيت أو في المدرسة وأن يكون المدرسون والآباء أصدقاء لأولادهم، ويتم تقويم سلوك الطالب ورصد علاقته بزملائه من حيث التعاون والمشاركة والاندماج في الرحلات والجماعات.