الملحق الثقافي السعودي في ماليزيا لـ «الشرق الأوسط»: نحتاج لفتح قنوات تعليمية لخدمة الناطقين بغير العربية

المجتمع الماليزي من أكثر المجتمعات إقبالا عليها

جانب من الندوة («الشرق الأوسط»)
TT

قال الملحق الثقافي السعودي في ماليزيا، إن المجتمعات غير المتحدثة بالعربية تحتاج لفتح قنوات ثقافية متجددة لخدمة الناطقين بغير العربية، مؤكدا أن الرهان عليها يخدم كافة جوانب الحياة العلمية والاقتصادية.

وذكر الملحق الثقافي السعودي في ماليزيا الدكتور عبد الرحمن فصيل لـ«الشرق الأوسط» أن «الملحقية ومن منطلق حرصها على الأنشطة الثقافية، أقامت ندوات تتعلق بالحفاظ على لغة الضاد، إيمانا منها بالأهمية البالغة للغة العربية».

وقال فصيل: «اللغة العربية هي لغة العلم والقرآن والسيرة النبوية وحفاظا عليها من الاهتراء الذي أصابها في بعض جوانبها فقد أقيمت ندوة متأخرة تتعلق باللغة العربية، بالتعاون مع مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي والجامعة الإسلامية العالمية لغرض نشر شيء بسيط مما تتمتع به لغتنا من قدرة على خدمة كافة جوانب الحياة العلمية والعملية والاقتصادية والاجتماعية والتقنية متى ما وظفناها بالشكل الصحيح».

إلى ذلك، نظمت الملحقية الثقافية السعودية مؤخرا في ماليزيا بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ماليزيا فهد الرشيد والملاحق الدبلوماسيين السعوديين وعدد من مسؤولي الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا وعدد كبير من الطلاب والطالبات، وضمن نشاطها الثقافي لهذا العام ندوة «اللغة العربية في ماليزيا.. التاريخ، الحاضر والمستقبل» بالتعاون مع مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية والجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا وذلك بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.

وافتتح الملحق الثقافي بماليزيا الدكتور عبد الرحمن فصيّل، إثر الندوة التي نسقها وأدارها المشرف الثقافي محمد المسعودي في الملحقية وتحدث فيها كل من الأستاذ الدكتور مجدي حاج إبراهيم رئيس قسم اللغة العربية في الجامعة العالمية الإسلامية عن تأريخ نشأة اللغة العربية في ماليزيا واختلاف العلماء في نشأتها بين القرن السابع أو في القرن السابع عشر، وتطرق لتقبل المجتمع المالاوي لها بصفتها لغة القرآن الكريم وكيفية دخولها من عصر الكتب إلى المدارس انتقالا إلى الجامعات التي تدرسها الآن.

ورأى الدكتور أكمل خزيري عميد شؤون الطلاب أن معوقات نشر اللغة العربية بسبب غياب البيئة التعليمية وتقصير الدول العربية في محدودية نشرها، وكذلك قلة المهن التي تستقطب خريجي الجامعات الماليزية في اللغة العربية لعدم حاجة سوق العمل لهم، كما تطرق أستاذ اللغة العربية بالجامعة الدكتور محمد فيهام غالب على أن العربية في ماليزيا بحاجة ماسة لدعم الدول العربية، بتأسيس مراكز للبحث العلمي تضم المختصين في اللغة العربية لمنع تشتت الجهود، وكذلك التبادل الثقافي بين الطلبة والأساتذة العرب مع الماليزيين ضعيف وأن الأمل في دعم الدول العربية بتمويل مشاريع العربية في ماليزيا بدعم مناهجها ونشر المسابقات والندوات والمعاهد والمعامل التي تدعو المجتمع الماليزي لتعلم العربية.

ثم بدأ الحوار وتداخل الدكتور عبد الغني نور الدين عن دور المملكة بعدما كانت مكة منبرا ثقافيا لدعم اللغة العربية. وأجابه مدير الندوة بأن المملكة افتتحت مؤخرا مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية والذي تشرف عليه وزارة التعليم العالي وهو يخدم دوليا اللغة العربية في كل دول العالم ولم تكن هذه الندوة سوى إحدى ثمار المركز وسيكون للمركز في المستقبل القريب دور ملموس بإذن الله في دعم نشر اللغة العربية والإسهام في تعلمها في ماليزيا وغيرها.

كما تداخل طالب الدراسات العليا حبيب الله من دولة غانا عن مرجعية اللغة العربية وأنها عائمة، متسائلا عن قصور مناهج اللغة العربية في ماليزيا، وراجيا ألا تُدفن العربية مع الزمن في ظل المتغيرات.