الملحق الثقافي السعودي لدى بريطانيا: برامج الابتعاث وصلت مضمار التميز

قال لـ «الشرق الأوسط» إن تخريج 3400 طالب جاء لمواءمة المخرجات مع متطلبات سوق العمل

الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة (وسط)، والملحق الثقافي الدكتور فيصل بن محمد المهنا أبا الخيل (يمين)، خلال افتتاح فعاليات يوم المهنة في القاعة الملكية للاحتفالات في لندن (واس)
TT

فسر الدكتور فيصل المهنا أبا الخيل، الملحق الثقافي السعودي لدى بريطانيا، تكدس الطلاب والطالبات في بريطانيا بأنه نتاج قوة الجامعات البريطانية التي حرصت السعودية على إرسال طلابها إليها، مشيرا إلى جاهزية مخرجات الابتعاث للدخول لسوق العمل في السعودية.

وقال أبا الخيل، على هامش تخريج 3400 مبتعث ومبتعثة في فندق «رويال فيستفال» في قلب العاصمة لندن، إن «المناسبة مهيأة لتهنئة كل المبتعثين والمبتعثات، والخريجين والخريجات، بهذا اليوم الذي توجت فيه الجهود وكللت فيه المساعي بالتقدم والتفوق من قلب الجامعات البريطانية»، مثمنا في السياق ذاته مسيرة كل الباحثين عن التميز والتفرد في برنامج خادم الحرمين الشريفين.

ووصف الملحق السعودي لدى بريطانيا في حفل التخرج، الذي تزامن مع يوم المهنة بحضور 60 جهة حكومية وأهلية، البرنامج بالأداة الفاعلة التي أوصلت المبتعثين والمبتعثات إلى مضمار التميز، مؤكدا أن كل الإنجازات هي نتاج حقيقي لحرص العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز على أن يتبوأ أبناؤه مراتب التقدم بما يخدم وطنهم، ويحقق بناء الإنسان، ويخلق نماذج مشرفة لخدمة العلم والتعليم.

وزاد أبا الخيل، الذي أشرف منذ ساعات الصباح الأولى على كل الاستعدادات، بالقول «الدولة السعودية سخرت كل مجهوداتها، وعززت كل إمكاناتها وقدراتها، لخدمة جميع أبنائها في جميع أنحاء العالم، إيمانا من قيادتها بأن كل تلك التسهيلات أتت لتعزز مكامن بناء الإنسان وقوته المعرفية»، لافتا إلى أن «السعودية حددتها أهدافها، واختارت المجالات المعرفية لبناء القوة التعليمية لدى المواطن السعودي».

وأبان مدير الملحقية الثقافية لدى بريطانيا أن هذا اليوم هو بمثابة يوم الحصاد بالنسبة للخريجين «حيث يحتفي بهم الوطن فردا فردا، وتزهو بهم المعرفة، بعد أن نهلوا من مختلف العلوم، وتزينوا بنياشين المعارف في مختلف المجالات والتخصصات التي فتحتها مسارات الابتعاث». وأرجع أبا الخيل الهدف من ابتعاث آلاف الطلبة والطالبات لما سماه دفع عجلة التنمية في السعودية، والاصطفاف خلف طيف واسع من مشارب العلوم التي تحتاجها سوق العمل في البلاد، والتركيز على كيفية الاستفادة من إمكانات الدول المتقدمة، والاستفادة من تراكم الخبرات في دول العالم الأول، في ما يتعلق بالسياسات المعرفية ومراكز البحوث والمكتبات وكل مصادر المعلومات الأخرى.

وذهب أبا الخيل في وصف تلك المخرجات من جميع دول العالم للتأكيد على أنهم أمل الغد، وسيكونون دفعا لزملائهم في قادم الأيام، مفيدا بأن القائمين على السياسات التعليمية في السعودية يخططون دوما للاستفادة من كل أوجه التطور والتقدم في الدول المتقدمة، خاصة في أوروبا، وهو الأمر الذي انعكس كثيرا على تطوير مقومات التعليم في السعودية، بغية الاستفادة من الأطروحات والنماذج التعليمية المتطورة، والتي أتى الابتعاث داعما للوصول بمخرجاتها إلى المجتمع المعرفي بكل تجلياته وأنماطه.

وحول ظاهرة تكدس الطلبة والطالبات في جامعات بريطانيا ومدى تأثير ذلك على عمل الملحقية، قال أبا الخيل إن وزارة التعليم العالي لم تأل جهدا في دعم الملحقيات بالكوادر الوظيفية المتميزة، والآليات والبرمجيات اللازمة، وكل الاحتياجات اللازمة لضمان عملها بشكل متكامل، يحقق نجاح الأهداف العليا للابتعاث، مفيدا بأن «التعليم العالي» عملت جاهدة نحو توطيد مسارات الابتعاث ضمن جهود حثيثة وجبارة قام بها مسؤولو الوزارة لخلق عمل تكاملي في جميع دول العالم.

وأشار رئيس الملحقية الثقافية إلى أن الابتعاث هيأ للمواطنين هامات شامخة من أبنائه وبناته المبتعثين، الذين أصبحوا على مقدرة عالية وكبيرة للنهوض بالمجتمع المعرفي، مبينا أن جل تخصصات الخريجين والخريجات تمت مواءمتها مع متطلبات سوق العمل، وجميعهم على كفاءة عالية ومتميزة تفانوا ووصلوا الليل بالنهار لخدمة مليكهم ووطنهم.

وصنف أبا الخيل من موقع التخرج في فندق «رويال فيستفال» الدفعة التي قوامها 3400 بأن 700 منهم حاصلون على شهادة الدكتوراه، و1400 حاصلون على درجة الماجستير، و1300 على درجة البكالوريوس. وقال «يشهد حفل التخرج الثالث بمشيئة الله الاحتفاء بعدة آلاف من الطلبة السعوديين الذين يتخرجون هذا العام في جامعات المملكة المتحدة وآيرلندا في جميع التخصصات العلمية؛ بما فيها الطب والهندسة والحاسب الآلي والقانون والتجارة وتقنية النانو وغيرها». وأضاف الملحق أن «الدعوة وجهت لجميع الجهات الحكومية، بما فيها الجامعات والوزارات والهيئات الحكومية، لاستضافتها في يوم المهنة الثالث».

ودعا الدكتور أبا الخيل الشركات والمؤسسات السعودية من القطاع الخاص للاشتراك في هذه المناسبة، والتمكن من التواصل مباشرة مع خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، من أجل منحهم الفرصة للالتحاق بالوظائف المتاحة، والإسهام في تنمية الوطن وبنائه بسواعد أبنائه وبناته الأكفاء.

يشار إلى أن يوم المهنة هو مناسبة متجددة تتاح فيها لمؤسسات القطاع السعودي العام والخاص فرصة توظيف الخريجين السعوديين وإعطائهم المواقع التي يستحقونها، بعد أن وصلوا إلى مرحلة متقدمة من التعليم والتدريب، ليواصلوا مسيرة النهضة الشاملة التي تشهدها السعودية.

ويأتي انعقاد هذا اليوم تعزيزا لتقليد راسخ ومفيد للمبتعثين، يتوج فرحتهم بالإنجاز على أكثر من صعيد. كما أن أهميته تنبع من كونه مواكبا لحفل التخرج الثالث، الذي يدل على أن التعليم يحتل دائما موقع الصدارة في اهتمامات أولي الأمر في المملكة. وقد بين الملحق الثقافي أن «هذا التميز يستتبع جملة من المسؤوليات الملقاة على عاتق الطلبة المبتعثين، الذين نجحوا في استثمار طاقاتهم في الاستفادة من الفرص التعليمية التي توافرت لهم بفضل الله ثم بفضل مسؤولي وزارة التعليم العالي».