نافذة على جامعة

جامعة «هارفارد» الأميركية

واجهة أحد المباني الرئيسة في جامعة هارفارد الأميركية ( الشرق الأوسط)
TT

جامعة هارفارد Harvard University هي أقدم جامعات الولايات المتحدة وأغناها على الإطلاق، كما أنها تتبوأ في مختلف المسوح التقييمية السنوية العالمية مكاناً بارزاً في طليعة جامعات العالم. ثم إنها من الجامعات التي تتفوق تقليدياً في عدد من التخصصات العلمية، على رأسها صدارتها الراسخة سنوياً في حقول الطب والحقوق وإدارة الأعمال والعمارة والعلوم الاجتماعية والإنسانية والعلوم البحتة. أسست «هارفارد»، التي تقع في ضاحية كمبريدج الواقعة عبر نهر تشارلز في مدينة بوسطن، عاصمة ولاية ماساتشوستس، عام 1636. وجاء تأسيسها بموجب اقتراع للهيئة التشريعية لـ«مستعمرة خليج ماساتشوستس» التي أصبح لاحقاً مدينة بوسطن. وحملت الكلية التي باتت أول معهد للتعليم العالي في البلاد بداية اسم «الكلية الجديدة» أو «كلية المدينة الجديدة». ثم، أطلق عليها اسم كلية هارفارد في مارس (آذار) من عام 1639 تكريماً للقس الإنجليزي جون هارفارد، بعدما تبرع القس اللندني الشاب للكلية بمكتبته ونصف ممتلكاته. بل إن الضاحية التي شيدت فيها دعيت كمبريدج أيضاً تحية للجامعة البريطانية التي تخرج فيها هارفارد.

تبلغ رقعة الحرم التاريخي الرئيس للجامعة في كمبريدج 209 فدادين (85 هكتاراً)، يضاف إليها الحرم الطبي في وسط بوسطن (21 فداناً) وأراض أخرى تزيد مساحتها مجتمعة على 5000 فدان. أما كلية إدارة الأعمال الواقعة عقارياً في بوسطن فيربطها بالحرم الرئيس جسر عبر النهر. انطلقت فكرة تأسيس هارفارد من اهتمام المهاجرين الأوروبيين المستقرين في بوسطن ببناء معهد تعليمي يدرب الشبان ويعلمهم اللاهوت والإدارة والتجارة. وافتتحت بـ12 طالباً مدعومة بالكتب والإعانات المادية التي قدمها هارفارد. وبمرور السنين وتطور العلوم ضعفت صلات الجامعة بالكنيسة البروتستانتينية وسلطة الولاية، وتحولت عام 1865 إلى جامعة خاصة لا مذهبية. الكليات والمعاهد التخصصية أسست في فترات متعاقبة، وكان بينها: كلية الطب عام 1782، وكلية اللاهوت عام 1816، وكلية الحقوق عام 1817. ثم أسس معهد طب الأسنان عام 1867، ومعهد الآداب والعلوم عام 1872. ومع بدء التعليم العالي للبنات، أسست كلية «رادكليف للبنات» لتكون كلية شقيقة لكلية «هارفارد» الخاصة بالبنين، عام 1879، واستمرت «رادكليف» كلية قائمة بذاتها إلى حين دمجها بالكامل في «هارفارد» عام 1977. تضم «هارفارد» اليوم أكثر من 21 ألف طالب وطالبة، بينهم أكثر من 14 ألف طالب وطالبة في مرحلة الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه)، أما عديد هيئتها التعليمية فيربو على الـ2000. وفيما يخص وقفيتها المالية فإنها تقدر حالياً بأكثر من 30 مليار دولار أميركي مما يجعلها أغنى جامعة في العالم. ثم إن في هارفارد أغنى المكتبات الجامعية العالمية وأضخمها، أبرزها مكتبة وايدنر التذكارية – أكبر مكتبة جامعية في العالم -، وعدد من أهم المتاحف الفنية العظيمة. «هارفارد»، ترتبط اجتماعيا ورياضيا وأكاديميا برابطة تاريخية تعرف باسم «رابطة اللبلاب» Ivy League، التي تضمها إلى جانب سبع جامعات عريقة أخرى كلها تقع في شمال شرق الولايات المتحدة، هي: ييل وبرينستون وبنسلفانيا وكولمبيا وكورنيل وبراون وكلية دارتموث. واللون الرسمي والرياضي لـ«هارفارد» الأحمر القاني القرمزي، ومن أشهر المناسبات الرياضية التي تخوضها تقليدياً سباقات التجديف مع غريمتها التقليدية جامعة ييل، على غرار التنافس الشهير بين جامعتي أوكسفورد وكمبريدج في بريطانيا. وبالنسبة لأشهر خريجي هارفارد، فإن بينهم رؤساء جمهورية أميركيين (آخرهم باراك أوباما وجورج بوش الابن وبيل كلينتون)، و144 حاصلا على جائزة نوبل. وعدد من الشخصيات العالمية منها ثلاثة رؤساء جمهورية مكسيكيون، ورئيسة وزراء باكستان الراحلة بي نظير بوتو، ورئيس وزراء اليونان الراحل آندرياس باباندريو، وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، وولي عهد الدنمارك الأمير فريديريك، وزوجة ولي عهد اليابان الأميرة ماساكو، ورئيس الدولة الإسرائيلي شمعون بيريس. ومن العرب: رئيس وزراء مصر الراحل عزيز صدقي، ونائب رئيس وزراء لبنان الراحل غسان تويني، ووزير خارجية الكويت السابق الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح. ومن العلماء والمفكرين والأدباء والشعراء: روبرت أوبنهايمر، وهنري ديفيد ثورو، وتي إس إيليوت، ورالف والدو إيمرسون. ومن أهل الفن الموسيقار ليونارد بيرنشتين، والممثلون جاك ليمون ومات دايمون وفرد غوين وتومي لي جونز وميرا سورفينز وآشلي جد وإليزابيث شو وناتالي بورتمان وستوكارد تشانيغ.