أستاذة أميركية تقول إن الطلاب السعوديين «مصممون على مواجهة التحديات»

70 ألف مبتعث في جامعات الولايات المتحدة بمنح خادم الحرمين الشريفين

الأستاذة الأميركية دون كين مع طلابها السعوديين («الشرق الأوسط»)
TT

قالت دون كين، أستاذة اللغة الإنجليزية في جامعة دريكسل (ولاية بنسلفانيا)، إن أول سؤال واجهته عندما طلب منها أن تدرس مجموعة كبيرة من الطلاب السعوديين في الجامعة كان: «هل سأقدر على ذلك؟». وذلك لأنهم كلهم رجال، ولأنها لا تعرف كثيرا عن السعودية والسعوديين، ولا عن الطلاب الأجانب، والثقافات الأجنبية.

بالإضافة إلى ذلك، كما قالت، كان الجو مسموما في بداية هذه السنة بسبب الهجوم على سباق الماراثون في بوسطن (ولاية ماساتشوستس)، الذي قام به شقيقان مسلمان مهاجران من الشيشان، في جنوب روسيا. كان الجو مسموما ضد المسلمين، وضد الأجانب.

لكنها أوضحت أنها بدأت بالتعرف إلى طلابها السعوديين، ووجدتهم «واحدا واحدا.. مهذبين في سلوكهم، ومواظبين في دراستهم. وتعاطفت معهم في مواجهه الجو المسموم».

وقالت كين إن هذا التغيير في رأيها نحو الطلاب كان السبب الرئيس الذي جعلها تكتب رأيا في «تراينغل» (المثلث)، وهي صحيفة جامعة دريكسل، تحت عنوان «طلاب سعوديون يتكلمون». وفي الرأي كتبت عن بداية علاقاتها مع طلابها، وعن تطور هذه العلاقات.

وكتبت عن مسعود الحداد، وزوجته الطالبة حنان حافظ، وقالت إنهما علماها الكثير عن السعودية والسعوديين، وعن انطباعاتهما عن الولايات المتحدة عندما وصلا إليها أول مرة. ومما قالته حنان: «لم يكن الطعام الأميركي مشكلة لأننا تعودنا عليه في السعودية. توجد مطاعم أميركية في السعودية».

لكن واجهت الزوجة والزوج مشكلة تأسيس علاقات شخصية مع الأميركيين، خصوصا بسبب القوة الفردية والاستقلالية في المجتمع الأميركي.. لكنهما قررا أن يبذلا كل ما يستطيعان. وقالت حنان أيضا إنها لا تقود السيارات، ولهذا اعتمدت على نظام المواصلات العامة في فلادلفيا (ولاية بنسلفانيا)، وأثنت عليه، وعلى دقة مواعيد الحافلات.

وأوضح الحداد أنه يدعم زوجته في دراستها، ويقوم بأعمال في المنزل منها طبخ الطعام، وقال: «أحب طهي الطعام».

وكتبت المدرسة الأميركية كذلك عن الطالب عبد العزيز التويجري، وقالت إنه واجه مشكلات في البداية، لكنه صمم على التغلب عليها.. وفعلا، تغلب عليها.

وقال التويجري إنه كان يعيش وحيدا في السعودية، وعندما انتقل إلى هذه الجامعة الأميركية وجد نفسه يعيش في نظام داخليات يتقاسم فيه الطلبة السكن في منزل كبير. وأضاف: «كان علي أن أقبل هذا لأعيش هنا». واشتكى أيضا من أن كثيرا من الناس عندما يعرفون أنه سعودي يعتقدون أنه حتما ثري.

وقال: «أتمنى أن يعرف الناس وطني وثقافتي. لكن إذا حدث نحوي شيء من شخص واحد، فلا يعني أن كل الآخرين مثله»، في حين أوضح الحداد: «بالإضافة إلى الدراسة، نريد معرفة الثقافة الأميركية.. وتعلم اللغة الإنجليزية جزء من تعلم هذه الثقافة».

بدورها قالت زوجته حنان: «تعتبر المشاركة في الطعام جزءا أساسيا في الثقافة السعودية. لهذا عندما جئت إلى هنا حاولت أن أشارك آخرين عندما أفتح كيسا صغيرا من البطاطس المقلية أو قطع الحلوى. خصوصا عندما أقف في محطة حافلات في انتظار حافلة، أو في غرفة انتظار في مكان ما»، وأضافت: «لكني أصبت بالدهشة الحقيقية.. ليس فقط لأن المشاركة ليست عادية في الولايات المتحدة، ولكن أيضا بسبب ردود الفعل عندما أعرض على آخرين مشاركتي في مثل هذه الأطعمة».

وفي مقابلة صحافية، قالت المدرسة الأميركية كين إن هذا الرأي الذي كتبته عن طلابها من السعودية وجد ردود فعل كثيرة، وأن آخرين كتبوا تعليقات في الصحيفة التي نشرت فيها الرأي. كما أشارت إلى أنها عرفت أن طلابا أجانب آخرين، لا السعوديين فقط، يشتكون من الفردية وسط الأميركيين والأميركيات، وأن المشكلة أكبر بالنسبة للشرقيين الذين عليهم مواجهة هذه الثقافة، وفي نفس الوقت عليهم تعلم اللغة الإنجليزية لمعرفة هذه الثقافة.

وفي المقابلة الصحافية تمنت المدرسة الأميركية كين أن يكون هناك تواصل أكثر بين الأميركيين والطلاب الأجانب، خصوصا حديثي العهد بأميركا.

وحسب إحصائيات الملحقية التعليمية السعودية في واشنطن، يوجد في الولايات المتحدة نحو سبعين ألف طالب وطالبة من السعودية في الجامعات الأميركية، وذلك حسب برنامج منح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بينما تبلغ جملة الذين في جامعات خارج السعودية نحو مائة وخمسين ألف طالب وطالبة.

وقال جيمس سميث، السفير الأميركي لدى السعودية: «زاد وجود هذا العدد الكبير من الطلاب السعوديين في الجامعات الأميركية من التفاهم المتبادل والاحترام المتبادل».

وقال ريتشارد ويلسون، رئيس المجموعة التجارية الأميركية السعودية: «تستثمر السعودية ربع ميزانيتها السنوية في التعليم والتدريب. وتبني جامعات وكليات، وترسل آلاف الشباب إلى الخارج للدراسة والتدريب».

وكان الأمير فيصل بن عبد الله، وزير التربية، قال: «لمواكبة التوجيهات الملكية، تستمر ميزانية التعليم في زيادة. وفي عام 2011 وحده تضاعفت ثلاث مرات، ووصلت إلى ما يعادل 40 مليار دولار. وتشكل هذه نسبة 26 في المائة من الميزانية السنوية»، وأضاف: «نحن واثقون بأن هذا الصرف التعليمي سيكون له عائد كبير بالنسبة للوطن. وسيدفع الوطن إلى مزيد من المنافسات على النطاق العالمي».

وحسب تقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية (يو إن دي بي)، صارت السعودية واحدة من الدول العشر الأولى في برامج التعليم والصحة خلال الأربعين عاما الماضية.