55 ألف طالب سوري في مدارس الأردن الحكومية

الوزارة اعتمدت نظام الفترتين ووفرت دروس تقوية

TT

«شهد»، واحدة من بين 55 ألف طالب وطالبة سوريا سجلوا هذا العام في المدارس الحكومية الأردنية. وتقول شهد، ابنة الصف السادس، إنها لجأت مع عائلتها إلى عمان بسبب الحرب الدائرة في سوريا.. وهي اليوم تدرس في مدرسة «الكمالية الابتدائية» في العاصمة عمان، وتشير إلى أن هناك طلبة سوريين في نفس مدرستها، لكنها لا تعرف عددهم.

الحكومة الأردنية التي تواجه أزمة تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن، حرصت على العمل مع الدول المانحة على إنشاء مدارس في المخيمات التي تستقبل اللاجئين السوريين، وخصوصا مخيم الزعتري.. إلا أن غالبية اللاجئين السوريين لا يقيمون في المخيمات المخصصة لهم. إذ تكشف سجلات وزارة التربية والتعليم عن أن عدد الطلبة السوريين في مدارسها يصل إلى 55 ألف طالب وطالبة، إضافة إلى الطلبة السوريين الموجودين في المدارس التي أنشئت في مخيمات اللاجئين السوريين (الزعتري ومريجيم الفهود).

مدير إدارة التعليم العام في وزارة التربية والتعليم الأردنية الدكتور صالح الخلايلة كشف لـ«الشرق الأوسط» عن أن عدد الطلبة السوريين في المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم وصل إلى نحو 55 ألف طالب وطالبة. كما يؤكد الكثير من المسؤولين الأردنيين أن هناك اكتظاظا في المدارس الحكومية بالأساس، وأن استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن زاد من عبء وزارة التربية والتعليم في استيعاب الطلبة السوريين في مدارسها، خاصة في مدن الشمال والعاصمة عمان، والأخيرة تؤكد الإحصائيات الرسمية أن هناك ما يقارب 20 ألف طالب سوري في مدارسها.

واضطرت وزارة التربية والتعليم في الأردن إلى اعتماد نظام الفترتين في الكثير من المدارس، وهو ما يؤكده الخلايلة قائلا: «تم تحويل كل المدارس التي يدرس فيها الطلبة السوريون إلى نظام الفترتين نظرا للاكتظاظ الهائل في أعداد الطلبة وتحديدا مدارس محافظات الشمال».

وتصل تكلفة أي طالب في المملكة سنويا إلى ألف دينار (نحو 1400 دولار)، حيث إن هذا الكم من الطلبة السوريين بحاجة إلى نحو 55 مليون دينار سنويا من أجل الوقوف على تعليمهم.

وبين مدير تربية لواء البادية الشمالية، المهندس بدر العجلوني، أن مدارس تربية البادية الشمالية تشهد اكتظاظا للطلبة في الغرف الصفية جراء وجود أكثر من ثلاثة آلاف طالب سوري على مقاعد الدراسة في مدارسها، مما ينذر بأزمة تعليمية حقيقية. وقال إن هذه الحالة تستدعي من المديرية اتخاذ عدة خيارات مستعجلة، على رأسها اعتماد نظام الفترتين في المدارس التي تشهد اكتظاظا، أو فتح مدارس جديدة. كما أوضح أن هناك حاجة لإقامة مدارس مسائية في عدد من مناطق اللواء التي تشهد مدارسها تزايدا في التحاق الطلبة السوريين، إضافة لما تشهده بعض المدارس من امتلائها بالطلبة الأردنيين.

وأوضح العجلوني أن استقبال الطلبة السوريين يعد واجبا إنسانيا، إلا أنه بات يشكل عامل ضغط على مختلف متطلبات العملية التعليمية ضمن الإمكانات الحالية، مشيرا إلى أن هذه الزيادات غير المبرمجة في أعداد اللاجئين السوريين تستدعي زيادة الكوادر التعليمية والإدارية والوحدات الصحية في مختلف مدارس المديرية.

أما مدينة المفرق، التي يوجد بها عدد كبير من اللاجئين السوريين، فيقول مدير تربية قصبة المفرق الدكتور أمين شديفات، إنه تم افتتاح ثلاث مدارس مسائية داخل المدينة التي تشهد الغرف الصفية اكتظاظا كبيرا فيها، وهذا ما انعكس على مستوى التعليم وقدرة وكفاءة المعلمين الذين يواجهون جهودا مضاعفة وكبيرة لاستيعاب هؤلاء الطلبة.

وأضاف أن هناك تغيرا قد طرأ على التعليم في مديريات الشمال من خلال استيعاب هذه الأعداد والتي أحدثت ضغطا على طلب المناهج والمياه والخدمات والكتب المدرسية، بعد أن لجأ إلى قصبة المفرق لوحدها أكثر من ثلاثة آلاف طالب وطالبة، وأكثر من 15 ألف طالبة في البادية من الجنسية السورية.

أما مدارس التربية والتعليم في مدينة الرمثا الحدودية مع سوريا، فوصل عدد الطلبة السوريين فيها إلى أكثر من خمسة آلاف طالب، الأمر الذي دفع السلطات إلى فتح مدرستين جديدتين لاستيعاب الطلبة، علاوة على تحويل الكثير فيها إلى ما يعرف بنظام الفترتين الصباحية والمسائية.

وفي مدينة إربد (شمال الأردن) دخل أكثر من خمسة آلاف طالب وطالبة من السوريين، بحسب المدير الإداري في المديرية محمد خالد الرجوب. وأوضح الرجوب أنه جرى افتتاح أربع مدارس جديدة للسوريين، منها اثنتان للذكور واثنتان للإناث، وتحويل الكثير من المدارس للفترة المسائية حيث يوجد في المديرية 172 مدرسة منتشرة في القصبة لوحدها.

مسؤول في وزارة التربية والتعليم الأردنية أكد أن استيعاب الطلبة السوريين في المدارس الحكومية الأردنية أربك الوزارة بسبب تدفق الطلبة إلى الأردن. وقال المسؤول إنه جرى افتتاح أربعة مراكز متكاملة في كل مديرية في العاصمة تعمل في الفترة المسائية لاستيعاب أكثر من 20 ألف طالب، وهذا بالتالي كان سببا في تأخر توزيع الكتب المدرسية وتأمين البنية التحتية والكوادر التعليمية الجديدة لإدارة عملية التدريس، التي واجه المعلمون خلالها صعوبة كبيرة إضافية في تدريس المناهج الأردنية للطلبة السوريين.

وأوضح أن الطلبة السوريين بحاجة ماسة لدروس تقوية تتوافق مع المناهج الأردنية، حيث يجري إعطاء دروس تقوية وتوفير مرشدين ومعلمين أكفاء وإدارات تعليمية قادرة على تعليم الطلبة وفق المناهج الأردنية التي ستعمل على تحسين التعليم لدى الطلبة بصورة متقدمة وجيدة.