نافذة على جامعة

جامعة كيب تاون.. أقدم جامعات جنوب أفريقيا والأبرز في القارة

جامعة كيب تاون («الشرق الأوسط»)
TT

في كل سنة تتأكد سمعتها كأقوى جامعات أفريقيا من الناحية الأكاديمية، وأحد أفضل 150 جامعة في العالم. إنها جامعة كيب تاون، أقدم جامعات جنوب أفريقيا، وأقدم جامعات أفريقيا المعاصرة.

أسست جامعة كيب تاون عام 1829 في المدينة التي تحمل اسمها. والجدير بالذكر، أن كيب تاون هي العاصمة البرلمانية لجنوب أفريقيا، وعاصمة إقليم الكاب، أو رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب البلاد والقارة الأفريقية. كذلك، في الريف القريب من المدينة العامرة تقع مدينة ستلنبوش الصغيرة الشهيرة بكرومها وبساتينها وطقسها الجبلي الجميل.. وأيضا بجامعتها التي تتقاسم مع كيب تاون، واقعيا، قمة هرم التعليم في الإقليم والبلاد. أما الفارق الجوهري بين جامعة كيب تاون وجامعة ستلنبوش، فهي أن الإنجليزية هي لغة التعليم في الأولى، بينما هي في الثانية اللغة الأفريكانية (الأفريكانر) القريبة من اللغة الهولندي - الفلمنكية.

عام التأسيس، 1829، حملت الجامعة الوليدة اسم الكلية الجنوب أفريقية، وكانت في الأساس مدرسة للبنين، واختيرت الإنجليزية لغة تدريس فيها. عام 1874 فصل التعليم الابتدائي والثانوي عن الكلية التي كانت تؤهل الطلبة لدخول جامعة رأس الرجاء الصالح، وتطورت الجامعة من حيث التوسع والأبنية، وعام 1918 رفعت إلى مستوى جامعة كاملة المكونات والمؤهلات يحق لها منح شهادات جامعية وحملت اسمها الحالي «جامعة كيب تاون».

انتقلت مباني الجامعة إلى حرمها الرئيس الجميل في منطقة غروت شور، وهي أرض منحدرات رائعة الموقع تطل عليها الجبال كان يملكها سيسل رودز، رائد الاستعمار البريطاني في أفريقيا. وإبان عهد الفصل العنصري بين 1960 و1990 كانت الجامعة من معاقل الليبرالية التقدمية في البلاد، مع أن تكوين جسمها الطلابي لم يبدأ بالتغير فعليا إلى خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي. ولقد شهدت الجامعة عدة صدامات بين الشرطة والطلبة، واقتحمت الشرطة الحرم الجامعي مرتين عام 1972 وعام 1987.

يضم حرم غروت شور - رودنبوش، أو الحرم العلوي، بمبانيه الجميلة المصممة بين 1928 و1930 كليات العلوم الإنسانية (باستثناء الفنون) والعلوم البحتة والهندسة والتجارة، إلى جانب مكتبة أوبنهايمر الرئيسة التي تحتوي على أكثر من مليون و300 ألف مجلد. وتمتد أبنية الكليات الأخرى في الحرمين الأوسط والسفلي وتتوزع في ضواحي رودنبوش وروزبانك وزموبراي، وتضم كلية الحقوق ومعهد جنوب أفريقيا للموسيقى ومعهد الاقتصاد، ومعها مباني إدارة الجامعة. أما كلية العلوم الطبية فمقرها مجمع كلية الطب الملاصق لمستشفى غروت شور الذي كان رائد زراعة القلب في العالم. وتقع كليات إدارة الأعمال والفنون الجميلة والتمثيل في مجمع هيدينك الجامعي. جامعة كيب تاون جامعة حكومية منصب رئاستها (Chancellor) شرفي، في حين يتولى إدارتها الفعلية التنفيذية نائب الرئيس (Vice Chancellor)، على غرار الجامعات البريطانية. وخلال العام الدراسي 2011 بلغ عدد طلبة الجامعة نحو 24775 طالبا نصفهم من الإناث، ويشكل البيض منهم نحو 37%، في المقابل يشكل الطلبة الأجانب نحو 18.5% من الجسم الطالبي. أما عدد الجهازين الإداري والتعليمي فيضم نحو 4500 شخص نحو 44% منهم (أي نحو 2000) يشكلون هيئة التدريس.

بالنسبة للتقييم الأكاديمي لمستوى جامعة كيب تاون، فإنها احتلت المرتبة 156 عالميا في «تقييم كيو إس لجامعات العالم 2011»، والمرتبة 113 في «تقييم الـ(تايمز) للتعليم العالي في العالم» ما جعل منها الجامعة الأفريقية الموجودة ضمن أفضل 200 جامعة في العالم. وتتميز مناهج الجامعة بتفوقها عالميا - أيضا تبعا لمختلف المعايير التقييمية - ولا سيما في إدارة الأعمال وعلوم الأرض وعلوم البحار والعلوم السياسية والجغرافيا وعلم النفس والتاريخ والحقوق.

على صعيد آخر، تربو قيمة الوقفية المالية الجامعية على 300 مليون دولار أميركي، وتتخذ الجامعة من الألوان الأزرق الكحلي (الغامق) والأزرق الفاتح والأبيض ألوانا رسمية لها.

أما على صعيد مشاهير خريجيها، فبينهم: الدكتور كريستيان بارنارد، رائد جراحة زراعة القلب في العالم (أول من زرع قلبا في مستشفى غروت شور). ومن حملة جائزة نوبل: آلان ماكلاود كورماك (الطب) وآرون كليغ (الكيمياء) وجي إم – جون ماكسويل – كوتزيه (الآداب).

ومن حملة جائزة بوليتزر الأديب الأميركي روجر إيبرت. ومن الساسة آندريس ترورنيخت، مؤسس وزعيم الحزب المحافظ، وعدد من الساسة الجنوب أفريقيين.

ومن أهل الفن الممثلان ريتشارد إي غرانت، وفينسنت إبراهيم، والمؤلفون الموسيقيون مالكولم فورسايث، وهندريك هوفماير، وغالت ماكديرموت وكرومويل إيفرسون. ومن الرياضيين نك ماليت، نجم الرغبي الدولي.

ومن كبار رجال الأعمال الملياردير مارك شاتلوورث.