إحاطة لندن بأوضاع ليبيا الداخلية.. وقصة محاولة الانقلاب الأخيرة

في وثيقة تحمل على غير العادة ختم: عيون المملكة المتحدة

TT

- التاريخ : 24 اكتوبر 1975 - من : آر. أندرسون بتوجيه من أيه. يو. اس. سيلز، وموقعة بالنيابة عنه لغيابه.

- الى: DSO المبنى الرئيس، غرفة 0225، توصيلة 6828

* الموضوع : مذكرة عن نقاش مع د. مروان بالقاهرة يوم 24 أكتوبر 1975،.. الرسالة لم تورد الاسم بالكامل .

الآتي ملخص لنقاش لي حول مواضيع عامة مع د. مروان. مذكرة منفصلة حول شؤون مبيعات السلاح تمّ إعدادها.

د. مروان ما إذا كنا لا نزال نتلقى إشارات تقارب مع ليبيا. قلت، ذلك أمر لا نزال ننتظر فيه نتائج مفاوضات كثيرة بين مسؤولي البلدين من الحكومة الليبية وحكومة جلالة الملكة ولا تزال مؤجلة.

قال، مع ابتسامة، انه يعتقد أن على هذه المحادثات أن تنظر ناتج الانقلاب التالي في ليبيا. وقال إن القذافي ظل هادئا جدا في الآونة الأخيرة، وقد توقف عن شجب مواقف مصر تجاه الاتفاقية الانتقالية مع اسرائيل. ويعود ذلك من وجهة نظر مروان الى إنشغاله، أي القذافي بمشاكل داخلية. وقال مروان إن نحو 100 ضابط قد تمّ اعتقالهم مؤخرا بواسطة القذافي، وقال إنه فهم أنه كانت هناك 6 مؤامرات منفصلة، وسبب الانفصال بينها يعود الى أنه لا أحد من أعضاء مجلس قيادة الثورة يثق في الآخرين، ولكن يبدو أن القذافي وحين ذهب الى يوغندا اصطحب 3 من المعارضين في وفده، وقد تعرفوا خلال وجودهم هناك أن أيهم يخطط لمؤامرة تغيير، ولذلك قرروا أن يضعوا رؤوسهم معا.

وحينما عادوا الى طرابلس انضم اليهم معارض رابع، فأصبح القذافي منزعجا من الموقف فاعتقل مبدئيا 12 مواطنا، ثم الحقهم بـ88 آخرين. وعلى كل لا يبدو القذافي على استعداد للاقتناع بأن هناك نحو 200 ضابط على علم بما يدور، ولكنهم لم يوصلوا الأمر في تقارير له أو لسلطات الأمن.

(ب) وقال مروان إن العلاقات بين مصر وسورية سيئة، وكان هناك توقع بأن يأخذ السوريون في الظاهر خطا متشددا وآخر في الباطن يدعم مصر. وعلى كل فقد خرجت الأمور من اليد فأصبح موقف سورية الظاهر متشددا جدا الى حد وضعوا أنفسهم مع الروس في ركن. ومن هنا يكون من الصعب رؤية مصالحة مبكرة بين مصر وسورية.

أما بالنسبة للأوضاع في لبنان، فمروان متشائم. وقال إن عددا من الفصائل في العالم العربي ممن هم في خلافات مع بعضهم البعض يستخدمون لبنان كأرض معركة بينهم، فيما يساندون ويدعمون المجموعات المختلفة المتورطة في القتال الدائر هناك. وقال إنه وعلى سبيل المثال، فالقذافي يريد أن يرى لبنان وقد أصبح دولة اسلامية، ولذلك فهو يدعم العناصر المسلمة وبالطبع الفلسطينيين، أما السوريون فهم الآخرون يتدخلون بتطفل. ومن هنا فهو لا يرى، أي مروان، حلا للمشكلة إلا عبر إعادة النقاش حول ما أشار اليه بمسمى اتفاقية ديسمبر 1970 حول لبنان.

(د) أحطت د. مروان بزيارتي الأخيرة للعراق، وأن العراقيين يظهرون رغبة لشراء عناصر مهمة من أجهزة الدفاع منا. يرى هو أن هذه السياسة لا بدّ أن يتم تشجيعها، حيث أن سلوك العراق الآن أصبح أكثر موضوعية في العالم العربي، وأنه من المفيد لأي فرد أوجهة تقليل اعتماد العراق على الروس.

* توقيع - آر. أندرسون ـ القاهرة