الوثائق السرية البريطانية 1975 (9) ـ مبارك للسير باليزر: القذافي أراد تحسين علاقاته بضغط من الخروبي .. ولكن السادات غير متعجل

إعداد: حسن ساتي

TT

- التاريخ: 21 نوفمبر 1957 - من:بي. اس. ايستوود، السفارة ، القاهرة .

- الى: جي. لوويز، الخارجية لندن. سري للغاية

* الموضوع: ليبيا ومصر.

شكرا على خطابك بتاريخ 12 نوفمبر حول جهود كونفدرالية الجمهوريات العربية للتوسط بين مصر وليبيا.

في خطابي بتاريخ 20 أكتوبر لديفيد بلاثرويك كتبت عن تحركات البرلمان الكونفيدرالي لعمل شيء حول الخلاف المصري الليبي، ولكن تلك التحركات لم تصل بعد لأي شيء. الاتحاد بصورة عامة والبرلمان الكونفيدرالي على وجه التحديد، يبدوان، ومما يثير الحيرة، مؤسسات بلا فعالية. تقرير «الأهرام» الذي أشرت إليه في خطابك بتاريخ 3 نوفمبر، يقرأ:.............. بقية الفقرة مختصرة لما حملته صحيفة «الأهرام».. الإيضاح من الشرق الأوسط.

هناك، وعلى الأقل على صعيد الصحافة، إشارات لمحتويات ذلك التقرير. السادات عاد الآن من أميركا فيما لم تكن هناك إشارات لاستقباله لمحمد شاهين نائب رئيس البرلمان الكونفيدرالي أو لتقريره حول عائد زيارته الى ليبيا، أو تلقي وزير الاقتصاد المصري دعوة من القذافي لزيارة ليبيا. وحتى رئيس الوزراء المصري الذي أوردنا زيارته المرتقبة الى ليبيا في برقيتنا رقم 1205، لا يبدو أنه على عجلة من أمره للمغادرة، ولكن هناك توقعات بأن يذهب في القريب.

الحساب الأخير الخاص والمسؤول عن وجهة النظر المصرية للعلاقات مع ليبيا، هو الذي قال به حسني مبارك نائب الرئيس للسير مايكل باليزر يوم 27 أكتوبر، (ورد التقرير عنه في رسالة السفير في ذلك اليوم لآلن اورويك). ووفقا لحسني مبارك، القذافي وتحت الضغوط من الخروبي يريد تحسين علاقاته مع مصر، ولكن السادات غير متعجل تجاه أي شيء .. والسادات نفسه وهو يتحدث الى الصحافيين المصريين في فلوريدا يوم 4 نوفمبر، بمعنى أن ذلك بعد زيارة محمد شاهين الى شيكاغو، أنكر، أي السادات، بأن هناك أي تقارب مع ليبيا، وأن العلاقات في مكانها رغم توقف التدهور فيها.

إذا كنت لم تطلع عليه، فإني أرى أن أضيف أن القذافي وفي حوار أجرته معه «تيمبو» يوم 9 نوفمبر، أبان موقفه العام المتسم بالهدوء والتناقض أو الازدواج كما وصفه خطاب بويس بتاريخ 4 نوفمبر. وفي ذلك الحوار، وبسؤاله عن السياسة المصرية أجاب القذافي بالقول: أعتقد أن هناك ظروفا، حتى لو كانت من النوع القاسي، تجد الدولة معها نفسها مجبرة على قبولها لأنها آتية ومفروضة بالقوة، وأعتقد أن مصر الآن في مثل هذا الموقف، ومن المحتمل أن مثل المنطق الوحشي للقوة هو الذي فرض على مصر الحلول التي تتبعها في هذه الأيام.

أعتقد أنه بالإمكان اعتبار تلك الإجابة تصالحية، ولكن ليس هناك وبالتأكيد دليل كاف متوفر لجهة الاستنتاج بأن مصر تعمل الآن نحو مصالحة حقيقية مع ليبيا. وربما تكون المؤشرات الأكثر تأكيدا لتوجهات البلدين متوفرة حينما يزور رئيس الوزراء المصري ليبيا، وترشح آثارها.

* توقيع بي .اس. ايستوود صورة لـ: القنصلية بطرابلس